شبكة قدس الإخبارية

15 صحفيًا شهيدًا و76 اعتداءً إسرائيليًا في شهر واحد بفلسطين

photo_٢٠٢٥-٠٩-٠٢_١٧-١٨-١٥
هيئة التحرير

رام الله - قدس الإخبارية: شهد شهر أغسطس/آب الماضي ارتفاعًا غير مسبوق في حجم الانتهاكات الإسرائيلية ضد الحريات الصحفية في فلسطين، حيث وثّق مركز مدى الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية 76 اعتداءً وجريمة ارتُكبت بحق الصحفيين، بزيادة بلغت 23% مقارنة بشهر يوليو/تموز الذي سجل 62 انتهاكًا.

وأوضح التقرير أن الاعتداءات الإسرائيلية شكّلت 96% من مجموع الانتهاكات البالغ عددها 79، في حين جاءت ثلاثة انتهاكات أخرى من جهات مختلفة، بينها تحريض صادر عن مجلة "بيلد" الألمانية ضد مراسل وكالة "الأناضول التركية" أنس فتيحة، بعد نشره صورة توثق هجوم أطفال على تكية خيرية في مدينة غزة، وهو ما انعكس سلبًا على عمله وأدى إلى وقف التعاون معه من بعض الوكالات الأجنبية بضغط من الصحيفة.

وكان أغسطس الشهر الأكثر دموية على الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب، حيث استشهد خلاله 15 صحفيًا نتيجة الاستهداف المباشر من قوات الاحتلال، أي بمعدل شهيد كل يومين.

كما ارتفعت خطورة الاعتداءات لتصل إلى حد قصف تجمعات للصحفيين، الأولى قرب مستشفى الشفاء وأسفر عنها استشهاد ستة صحفيين بينهم خمسة من طاقم قناة الجزيرة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، والثانية في مستشفى ناصر الطبي بخان يونس حيث استشهد خمسة صحفيين وأصيب أربعة آخرون إصابات بعضها أدّى إلى إعاقات دائمة. كذلك قصفت قوات الاحتلال خمسة منازل لصحفيين وأحرقت خيمتين كانتا مقرًا للعمل الإعلامي، في حين تعرّض الصحفي محمود أبو سلامة لحملة تحريض من صفحة "إسرائيل تتكلم العربية".

وفي الضفة الغربية، وثّق مركز مدى عشرين اعتداء جسديًا بينها أحد عشر في مناطق مختلفة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الصحفيين معاذ عمارنة الذي خضع للاعتقال الإداري لأربعة أشهر، وأسيد عمارنة الذي ما يزال مصيره مجهولًا، كما حاول جنود الاحتلال دهس صحفيين اثنين خلال تغطية ميدانية في رام الله. واحتجز الجيش الإسرائيلي طاقم تلفزيون فلسطين في منطقة المسعودية وصادر المواد المصورة من كاميراتهم، كما احتجز الصحفيين ناصر اشتية وجمال ريان أثناء تغطيتهما للأحداث قرب قرية بيت دجن. ومنعت قوات الاحتلال 21 صحفيًا وطاقمًا إعلاميًا من التغطية في مواقع مختلفة، وداهمت مطبعة أبو جودة في الخليل حيث أتلفت بعض معداتها وصادرت أخرى.

كما شمل سجل الانتهاكات تمديد قرار الاحتلال إغلاق مكتب قناة الجزيرة في مدينة رام الله لمدة ستين يومًا إضافية في الرابع من أغسطس، بعد أن كانت قد أغلقت المكتب لأول مرة في سبتمبر/أيلول 2024، فضلًا عن إغلاق مكتب القناة في القدس في مايو/أيار من العام نفسه. وأكد مركز مدى أن هذه الاعتداءات تُرتكب بشكل متعمد ومنهجي رغم وضوح هوية الصحفيين، في محاولة للتعتيم على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية خلال الحرب المستمرة منذ 23 شهرًا.