غزة - قدس الإخبارية: حذّرت مؤسسات دولية وفلسطينية من تفاقم الكارثة الإنسانية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الأساسية، ما يهدد حياة مئات آلاف الفلسطينيين وخاصة الأطفال والمرضى والجرحى.
وقالت وكالة "الأونروا" إن طفلًا من بين كل ثلاثة أطفال في مدينة غزّة يعاني من سوء التغذية، في وقت ترفض فيه سلطات الاحتلال السماح بدخول المساعدات بالكميات اللازمة.
وأكدت أن القطاع بحاجة إلى ما بين 500 و600 شاحنة محمّلة بالمساعدات يوميًا، بينما عمليات الإسقاط الجوي "غير آمنة وغير ضرورية". وأشارت الوكالة إلى أن تصاعد الحرب سيزيد الأوضاع سوءًا، مطالبة بالسماح لها بإدخال المساعدات على نطاق واسع وتوزيعها بأمان.
من جانبه، أطلق مستشفى الكويت التخصصي الميداني "شفاء فلسطين" تحذيرًا عاجلًا من نقص حاد جدًا في الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية، مع عجز يتجاوز 90% في المخزون، خصوصًا الأدوية المنقذة للحياة، مما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى بشكل مباشر.
وأوضح المستشفى أنه لم تصل أي كميات من الأدوية أو المعدات الطبية منذ أكثر من خمسة أشهر، بينما تعاني مرافقه من انعدام حتى الأدوية البسيطة مثل المسكنات والمضادات الحيوية، ما أدى إلى وفاة العديد من أصحاب الأمراض المزمنة والحرجة.
وأكد أنه في حال استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل، فإن معظم الخدمات الصحية ستتوقف بالكامل، داعيًا المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية إلى التحرك الفوري لوقف حرب الإبادة وفتح المعابر لإدخال الأدوية.
أما المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، فكشف أن ما دخل من مساعدات خلال الأيام الثلاثة الماضية لا يتجاوز 250 شاحنة من أصل 1,800 متوقعة، وقد تعرّضت بدورها للنهب والسرقة. وأوضح أن مجموع الشاحنات التي دخلت خلال 25 يومًا بلغ 2,187 شاحنة فقط من أصل 15 ألفًا، أي أقل من 15% من الاحتياجات الفعلية، مؤكدًا أن الاحتلال يمنع دخول الكميات الكافية ويقوّض عمل المؤسسات الإنسانية.
وأضاف المكتب أن الاحتلال يواصل إغلاق المعابر بشكل كامل منذ قرابة ستة أشهر، مانعًا دخول 430 صنفًا من الأغذية الأساسية التي يحتاجها الأطفال والمرضى والمجوعون، مشددًا على أن القطاع يحتاج يوميًا أكثر من 600 شاحنة مساعدات لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون فلسطيني، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية بفعل الحرب والإبادة المستمرة.