ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن نحو 1,300 من موظفي مؤسسات الاتحاد الأوروبي وجهوا قبل أيام رسالة شديدة اللهجة إلى قيادة الاتحاد، وعلى رأسها رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين ووزيرة خارجية الاتحاد كايا كالاس، طالبوا فيها بفرض عقوبات فورية على "إسرائيل" واتخاذ "خطوات حازمة" لإعادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأعرب الموظفون في رسالتهم عن "قلق عميق وإلحاح شديد" إزاء الكارثة الإنسانية في غزة، مشيرين إلى أن المجاعة في القطاع تتسارع بوتيرة متضاعفة، وقد تؤدي خلال أسابيع إلى "مئات الوفيات يوميًا، معظمها بين الأطفال". وأكدوا أن الإجراءات المؤقتة مثل عمليات الإسقاط الجوي أو إدخال مساعدات محدودة "لن تمنع الانهيار الوشيك، بل ستؤجله فقط".
وأضافوا أن "صمت الاتحاد الأوروبي في هذه اللحظة يعني شراكة في الجريمة"، مؤكدين أن "القيم التي يقوم عليها الاتحاد – كرامة الإنسان، الحرية، المساواة، الديمقراطية وسيادة القانون – تواجه الآن اختبارًا أخلاقيًا مصيريًا"، مشددين على أن المشروع الأوروبي برمته "يفقد شرعيته إن لم يتخذ موقفًا واضحًا في هذه اللحظة الحرجة".
كما هاجم الموظفون "صندوق المساعدات الأمريكي لغزة" (GHF)، واصفين إياه بأنه "أداة فاشلة تسببت بشكل غير مباشر بمقتل أكثر من ألف مدني فلسطيني بنيران جيش الاحتلال والحراس التابعين للصندوق، استنادًا إلى بيانات أممية".
وتضمنت الرسالة مقترحات عدة، منها: فرض عقوبات موجهة ضد "إسرائيل" تشمل تقييد المعاملات المالية ومراقبة الصادرات بحق الجهات التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك قادة "إسرائيليون" كبار؛ وقف التعاون مع "إسرائيل" في برامج الأبحاث والتطوير الأوروبية، وعلى رأسها برنامج Horizon العلمي الضخم؛ وقيادة جهد دولي منسق في الأمم المتحدة والمحافل الدولية لضمان ممرات إنسانية آمنة إلى غزة. كما طُرحت فكرة تعليق العلاقات الدبلوماسية وسحب سفير الاتحاد من تل أبيب، ووقف جميع المفاوضات بشأن اتفاقيات مستقبلية مع مؤسسات "إسرائيلية".
ووقع الموظفون رسالتهم بالقول: "لطالما قدم الاتحاد الأوروبي نفسه كحامٍ عالمي لحقوق الإنسان. لا يجوز لنا السماح لهذه المأساة بأن تتفاقم أكثر. مصداقيتنا تعتمد على تحرك حاسم الآن".
ونقلت الصحيفة عن مصادر في المفوضية الأوروبية أن هناك "توترًا داخليًا متصاعدًا" وصل إلى حد التلويح بالإضراب إذا استمر الاتحاد في التعاون مع "إسرائيل" وامتنع عن فرض عقوبات. وقالت المصادر: "الوضع يتدهور يومًا بعد يوم. يجب على الاتحاد استغلال قوته الاقتصادية كشريك تجاري رئيسي لـ'إسرائيل' لإجبارها على إنهاء الحصار الإنساني والسماح بإدخال المساعدات فورًا ودون عوائق".
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد في نهاية الشهر لاجتماع غير رسمي لمناقشة احتمال تعليق مشاركة "إسرائيل" جزئيًا في برنامج Horizon، غير أن المنتدى الوزاري لا يتخذ قرارات رسمية في مثل هذه الاجتماعات، وإذا أقرت أي خطوات ضد "إسرائيل" فسيتم إرجاؤها حتى سبتمبر، بالتزامن مع توقعات اعتراف دول عدة بالدولة الفلسطينية.
وعلى صعيد متصل، وفي ظل النقاشات حول احتمال إقدام "إسرائيل" على احتلال كامل لقطاع غزة، قال العميد احتياط أمنون سافرون – الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات في "الموساد" – إن "مثل هذا الاحتلال سيجر عواقب واسعة، أولها إثارة غضب العالم الغربي علينا. إذا تقرر إخراج "إسرائيل" من برنامج Horizon لاحقًا، فإن خطوة احتلال غزة قد تعجل بهذا القرار، كما ستقوض أي فرصة لتوسيع اتفاقيات التطبيع".