ترجمة عبرية - شبكة قُدس: قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه بعد مرور 22 شهرا على "طوفان الأقصى"؛ لم يتبقّ من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين الذين تولّوا مناصبهم آنذاك سوى شخص واحد في موقعه وهو بنيامين نتنياهو.
وبينما أُقيل وزير جيش الاحتلال واستقال كل من رئيس أركان الاحتلال، ورئيس الشاباك، ورئيس الاستخبارات العسكرية، وأُطيح برئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ظل نتنياهو رئيسا للوزراء وبلا محاسبة.
والآن، وفقا للصحيفة؛ قد ظهر كبش فداء جديد لفشل نتنياهو الذي وجه سهامه نحو الجنرال إيال زامير رئيس أركان الاحتلال الذي عيّنه نتنياهو بنفسه، محاولا تحميله مسؤولية كارثة غزة المستمرة.
وذكرت الصحيفة، أن نتنياهو كان عشية السابع من أكتوبر، على رأس السلطة، ومحاطاً بقيادات عسكرية وأمنية رفيعة؛ وزير الجيش يوآف غالانت، رئيس الأركان هرتسي هاليفي، رئيس الشاباك رونين بار، رئيس الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا، قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست يولي إدلشتاين.
وتقول: اليوم، وحده نتنياهو لا يزال في منصبه، بينما أُقيل الآخرون أو استقالوا تباعا بعد أن أصبحوا عقبة أمام طموحاته السياسية، أو أعربوا عن معارضتهم لسياسات تمسّ بأمن الاحتلال، مثل إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية زمن الحرب.
ووفق هآرتس، ربما ظن نتنياهو أنه -بعد أن ترك كل هؤلاء مناصبهم- سيتمكن هو من القيام بجولة انتصار لكونه "آخر الناجين" من "كارثة" 7 أكتوبر/تشرين الأول، والوحيد الذي لم يدفع ثمن الإخفاقات "المفجعة" التي حدثت في عهده.
وأوضحت أن نتنياهو اختار عن عمد زامير ووزير الجيش يسرائيل كاتس لتطبيق سياسة عسكرية عدوانية في غزة، بعد أن أجهض الهدنة مع حركة حماس في مارس/آذار 2025 وأمر باستئناف الحرب، واعدا بصفقة أفضل لتحرير الأسرى، لكن هذه الوعود انهارت سريعا، لتُسفر الحرب المتجددة عن مقتل نحو 50 جنديا إسرائيليا، وتدهور وضع الأسرى وتفاقم الأزمة الإنسانية.
ويشير المقال إلى أن نتنياهو حاول (كما يفعل عادة) استثمار ماكينة دعائية من وسائل إعلام موالية له، ومحللين سياسيين، وحسابات مجهولة التأثير، لتوجيه أصابع الاتهام إلى شخصيات أمنية سابقة، لكن بعد أن بات الجميع خارج المشهد، لم يعد أمامه إلا "الجنرال الذي اختاره بنفسه" وهو زامير، الذي يرفض الانصياع لخطط نتنياهو، كما يعارض استمرار إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.
ولاحقا، تشير إلى أن المحيطين بنتنياهو بدأوا شنّ حملة تشويه علنية ضد زامير، وصلت إلى اتهامه بتدبير محاولة "انقلابية" والادعاء بأن نتنياهو لم يكن يرغب أصلا في تعيينه، كما صدرت تسريبات تقول إنه إذا قرر زامير الاستقالة فإنها ستجد القبول، في لهجة تحمل تهديدا مبطّنا.
ورغم حملات التشويه والتضليل، فإن تحويل رئيس الأركان إلى "كبش فداء نهائي" يبدو بحسب الصحيفة خيارا غير ناجع في الوقت الراهن، في ظل إدراك واسع بأن "إسرائيل" تواجه أزمة استراتيجية شاملة سببها قرارات نتنياهو وحده.