شبكة قدس الإخبارية

ماذا علق الإسرائيليون على فيديو القسام الخاص بالأسير أبيتار دافيد؟

photo_2025-08-02_17-13-33

ترجمة عبرية - شبكة قُدس:  شكل الفيديو الذي بثته كتائب القسام، يوم أمس، للأسير الإسرائيلي لديها أبيتار دافيد، حالة من الصدمة في الأوساط الإسرائيلية، حيث بدا الأسير دافيد في الفيديو، هزيلا للغاية وفي حالة جسدية متدهورة، مع شح الغذاء في غزة جراء الحصار الإسرائيلي الذي طال الأسرى لدى المقاومة.

وكتب أليكس ويتكوف، نجل ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الخاص للرئيس دونالد ترامب، في حسابه على منصة "إكس" :"أبيتار دافيد بعد 665 يوما جائع ومحتجز في أسر حماس بالكاد يمكن التعرف عليه.. جسده الهزيل وعيناه الغائرتان .. أعيدوهم الآن"، وفق وصفه.

وغرد زعيم المعارضة لدى الاحتلال يائير لابيد قائلا: "على كل عضو في الحكومة أن يشاهد اليوم فيديو أبيتار قبل أن يخلد إلى النوم، ويحاول أن يغفو وهو يفكر في أبيتار وهو يحاول النجاة داخل نفق".

والأسيرة الإسرائيلية السابقة ليري إلباغ، نشرت تدوينة على "إنستغرام" قالت فيها: "أنا جالسة ولا أستطيع التوقف عن البكاء.. رأيت إشارات الحياة من روم وأبيتار، قبل دقائق من عشاء ليلة الجمعة، وأنا أعلم أن لدي طعامًا على الطاولة، وأني خرجت من هناك، وأنه مضى نصف عام على عودتي.. هذا يحطمني".

وأضافت: "نحن لا نحتاج إلى صور كهذه من أجل دفع صفقة إلى الأمام. لماذا ليس من البديهي أنهم يجب أن يعودوا الآن؟ لماذا من المقبول أن يبقى جزء من الإسرائيليين هناك، يتضوّرون جوعا، ويعيشون محرقة متكررة.. ونحن صامتون؟".

والأسيرة السابقة إميلي ديماري نشرت هي الأخرى منشورا كتبت فيه: "أفكر في أيام الأسر. تخيلوا أن هناك عشاء ليلة جمعة، وهناك قطعة خبز واحدة فقط! زيت زيتون وزعتر فقط – هذا هو كل العشاء. قلبي مكسور من فيديو أبيتار، ومن فيديو روم. هؤلاء إخوتنا، وكان يجب أن يعودوا منذ 665 يوما".

وكتب إيلي كوهين، الذي أُطلق سراحه في صفقة التبادل السابقة: "أعيدوهم الآن. عندما أرى فيديوهات روم براسلافسكي وأبيتار دافيد، أعود إلى اليوم الذي جاء فيه أحد المقاومين إلي وقال: "لا مزيد من الطعام، لا مزيد من الماء، لا يوجد شيء.. شعبكم يجوعنا.. إخوتنا يموتون هناك تحت الأرض"، على حد قوله.

وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى أن القسام كانت قد نشرت في فبراير الماضي، خلال فترة الهدنة، مقطعًا ظهر فيه الأسير دافيد وهو يناشد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قائلاً: "يا نتنياهو، لقد انتهيت منا، تفاوض بشكل لائق، وقّع على صفقة وانتهى الأمر"، في إشارة إلى تعثر مفاوضات التبادل وتخلي حكومة الاحتلال عن جنودها الأسرى.

وفي السياق ذاته، قالت مراسلة القناة 13 العبرية إن الصور ومقاطع الفيديو التي بُثّت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية "كشفت لنا كيف يبدو الجوع الحقيقي"، مضيفة: "عار على الصحفيين الإسرائيليين الذين رددوا لأسابيع أن لا مجاعة في غزة، بينما أسرانا هناك مجرد عظام وجلد... صور لا تُصدق".

أما والدة الجندي الأسير "نمرود كوهين"، فقد وصفت المشاهد التي ظهرت في مقطع القسام بأنها "محرقة 2025"، وذلك في منشور مقتضب على حسابها في منصة "إكس"، ما يعكس حجم الصدمة والغضب المتصاعد في أوساط عائلات الأسرى.

من جانبها، أصدرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بيانًا بناء على طلب عائلة أفيتار دافيد، طالبت فيه وسائل الإعلام والمتابعين بعدم التواصل مع العائلة حتى إشعار آخر، نظرًا لما تمر به من لحظات عصيبة عقب نشر القسام للمقطع المصور.

وتواجه حكومة الاحتلال الإسرائيلية مأزقا متفاقما مع تعثر المفاوضات بسبب مراوغة نتنياهو الذي يسعى لأهداف غير قابلة للتحقق. 

ويوم أمس الجمعة، نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مقطعًا مصورًا من داخل أحد الأنفاق، تضمّن رسالة بشأن جنود الاحتلال الأسرى لديها، مؤكدة أنهم يتعرضون للتجويع من قبل حكومتهم، كما هو حال الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقالت الكتائب في رسالتها: "يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب. كان من المفترض أن يعودوا بصفقة، لكن حكومة الاحتلال قررت تجويعهم".

وظهر في المقطع أحد جنود الاحتلال الأسرى في حالة من النحول الشديد، بعظام بارزة وجسد هزيل، في مشهد يعكس آثار سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال على غزة وسكانها.

وبثت الكتائب صورة للأسير من آخر عملية تسليم للأسرى، حيث بدا بصحة جيدة حينها، قبل أن ينقلب الاحتلال على اتفاق وقف إطلاق النار ويبدأ عملية تجويع ممنهجة، لم يسلم منها لا سكان القطاع ولا أسراه المحتجزون.

المقطع تضمّن أيضًا تصريحات لوزير الحرب المتطرف إيتمار بن غفير، قال فيها إن ما يجب إدخاله إلى غزة هو القنابل فقط، إلى جانب تصريح لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يقر فيه بأن سياسة إدخال الحد الأدنى من الغذاء هدفها تجويع السكان.

وعرضت المشاهد صورًا لأطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة في غزة، وقد بدت عظامهم بارزة نتيجة الجوع، في مشهد مروّع يعكس حجم الجريمة التي يرتكبها الاحتلال بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين منذ أشهر، وراح ضحيتها حتى الآن 154 شهيدًا بسبب المجاعة.