ترجمة عبرية - شبكة قُدس: كشفت القناة 12 العبرية عن تصعيد جديد داخل ائتلاف حكومة الاحتلال، حيث دعا إيتمار بن غفير، وزير ما يُسمى “الأمن القومي” ورئيس حزب “عوتسما يهوديت”، شريكه السياسي بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب “الصهيونية الدينية”، إلى الانضمام إليه في معارضة الصفقة المقترحة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح أسرى الاحتلال ووقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا في قطاع غزة. تأتي دعوة بن غفير عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر اليوم أن حكومة الاحتلال أعطت الضوء الأخضر لمبادرة وقف إطلاق النار.
بن غفير، المعروف برفضه المتكرر لأي جهود للتهدئة، اعتبر أن تحالف حزبه مع حزب سموتريتش، يشكل معًا على 14 مقعدًا في الكنيست، وهو ما يمكنه من منع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من المضي في الصفقة. وتأتي هذه التحركات وسط تكهنات متزايدة بإمكانية انضمام بيني غانتس إلى الحكومة بدلاً من أحزاب بن غفير وسموتريتش في حال أُبرمت الهدنة، ما سيجعل ائتلاف نتنياهو هشًا بأغلبية ضئيلة من 61 مقعدًا، وهو ما قد يهدد استقرار حكومته.
في المقابل، هاجمت فيكي كوهين، والدة الجندي الأسير نمرود كوهين، تصريحات بن غفير بشدة، ووصفتها بأنها “دنيئة”، قائلة: “بن غفير، أنت عديم الضمير، هل نسيت معنى أن تكون يهوديًا؟”.
أما زعيم المعارضة يائير لابيد، فوجه رسالة مباشرة لنتنياهو، مؤكدًا: “أمام 13 صوتًا من بن غفير وسموتريتش، لديك مني 23 صوتًا كشبكة أمان لإتمام صفقة الأسرى. يجب إعادتهم جميعًا إلى بيوتهم الآن”.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها بن غفير الضغط على سموتريتش للتلويح بالانسحاب من الحكومة لإفشال صفقة مشابهة. ففي يناير الماضي، أطلق بن غفير دعوة مماثلة بعد الموافقة على صفقة جزئية، مؤكدًا حينها أن حزبه لا يستطيع بمفرده منع إتمام الصفقة، لكنه زعم أن نفوذهم السياسي حال دون تنفيذها خلال العام الأخير.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر اليوم الأربعاء، أن حكومة الاحتلال وافقت على ما وصفه بـ”الشروط الضرورية” لتنفيذ هدنة مؤقتة في قطاع غزة تمتد لـ60 يوماً. ويأتي هذا الإعلان في أعقاب تقديم قطر لمبادرة جديدة إلى كل من الاحتلال وحركة حماس، جرى عرضها أمس خلال زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية لدى الاحتلال، رون ديرمر، إلى واشنطن.
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام أميركية، فإن المبادرة القطرية صيغت بشكل نهائي خلال الأيام الأخيرة بعد شهور من التحركات السرية، التي قادها المبعوث الخاص لترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف. وفي منشور على حسابه، قال ترامب إن فترة الهدنة ستُخصص للعمل مع الأطراف المعنية على إنهاء الحرب. ونقلت “سي إن إن” عن مصدر أميركي أن النسخة القطرية الجديدة من المقترح راعت، وفق زعمه، “المخاوف التي عبّرت عنها حماس إزاء المقترح السابق”.
ورغم هذه التحركات، تبقى العقدة الجوهرية في ما إذا كانت المبادرة الجديدة تتضمن ضمانات حقيقية لإنهاء العدوان بشكل كامل، وهو المطلب الذي كررته حركة حماس مراراً، وكان سبباً رئيسياً في تعثر المفاوضات طوال الأشهر الماضية.
ترامب أوضح أن فريقه عقد “يوماً طويلاً من الاجتماعات المثمرة” مع حكومة الاحتلال، في إشارة على الأرجح إلى لقاءات ديرمر مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، وبينهم المبعوث ويتكوف. كما أثنى الرئيس الأميركي على جهود الوساطة القطرية والمصرية، قائلاً إنهما “عملتا بجد كبير من أجل تحقيق السلام”.
يُذكر أن المبادرة الجديدة تأتي بعد أيام فقط من نجاح قطر في التوسط لإعلان تهدئة بين إيران من جهة والاحتلال والولايات المتحدة من جهة أخرى، وبعد أشهر من طرح المقترح الأول لما عُرف بـ”مخطط ويتكوف” عقب انهيار الهدنة السابقة. وكانت تلك المقترحات قد حظيت بدعم كامل من إدارة ترامب وحكومة الاحتلال، إلا أن حماس رفضتها معتبرة أنها لا توفر ضمانات بإنهاء الحرب.
ورغم تصريحات ترامب، لم تعلن حكومة الاحتلال رسمياً حتى الآن موافقتها النهائية على المقترح القطري. وتشير التقديرات في أوساط الاحتلال إلى أنه في حال ردت حماس إيجاباً على المبادرة، قد تتوجه بعثة إسرائيلية خلال الأيام المقبلة للمشاركة في محادثات غير مباشرة.