شبكة قدس الإخبارية

بعد شهرٍ دامٍ على جنوده .. مصادر عسكرية إسرائيلية تقرّ باستحالة إخضاع حماس

٢١٣

 

 بعد شهرٍ دامٍ على جنوده .. الجيش يقرّ باستحالة إخضاع حماس

ترجمة عبرية - قدس الإخبارية: كشفت وسائل إعلام عبرية عن خلافات بين المستويين السياسي والعسكري في كيان الاحتلال الإسرائيلي بشأن مسار الحرب في قطاع غزة، في ظل استمرار خسائر الجيش وتصاعد الضغوط السياسية والأمنية.

وذكرت القناة 13 العبرية أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر الأخير شهد توترًا شديدًا وخلافًا حادًا بين القيادة السياسية والعسكرية، في وقت تتزايد فيه مؤشرات عدم التوافق بشأن أهداف الحرب واستراتيجيتها.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر عسكرية قولها إن جيش الاحتلال لا يفضل احتلال قطاع غزة بالكامل، مشيرة إلى أن هذا الخيار سيُكلّف إسرائيل أثمانًا عسكرية واقتصادية باهظة.

وأضافت أن هناك تخوفات جدية داخل الجيش من تصريحات وزراء اليمين الذين يدعون إلى استمرار المعركة لفترة طويلة، مشككة في إمكانية إخضاع حركة "حماس"، وواصفة ذلك بأنه "مسألة مستحيلة".

وفي السياق ذاته، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول رفيع في كيان الاحتلال أن حركة "حماس" تطالب بضمانات قاطعة لإنهاء الحرب، إلا أن "إسرائيل" ترفض الالتزام مسبقًا بأن وقف إطلاق النار المؤقت سيقود إلى إنهاء الحرب بشكل دائم، ما يعكس تعقيد المفاوضات الجارية وتعثر فرص التهدئة.

من جهتها، نقلت القناة 12 العبرية عن رئيس أركان جيش الاحتلال تحذيره من أن توسيع العملية البرية في قطاع غزة قد يعرّض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع للخطر، بما في ذلك احتمالية مقتلهم. وأضاف رئيس الأركان، في جلسة مغلقة، أن أوضاع الأسرى "صعبة للغاية"، في اعتراف نادر بحالة الفشل في استرجاعهم بعد أكثر من ثمانية أشهر على بداية العدوان.

حزيران الأكثر دموية على جيش الاحتلال 

في سياق متصل: قُتل 20 جنديًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بداية شهر حزيران/ يونيو الجاري، ليصبح الشهر الحالي الأعلى من حيث الخسائر البشرية للجيش منذ مطلع عام 2025، رغم تحوّل غزة إلى جبهة ثانوية في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي مع إيران.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فإن 15 من القتلى سقطوا في معارك بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة يوم 24 من الشهر، بينما قُتل آخرهم وهو من كتيبة الهندسة القتالية 601 خلال معركة دارت شمال القطاع يوم الأحد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاشتباكات بين جيش الاحتلال والفصائل الفلسطينية ما زالت مستمرة، وإن كانت بوتيرة أقل مما كانت عليه في السابق، دون الكشف عن إجمالي الخسائر الشهرية منذ بداية عام 2025.

وتُظهر المعطيات الرسمية الصادرة عن جيش الاحتلال أن 880 جنديًا وضابطًا قتلوا، وأُصيب 6,029 آخرين منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية في غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

وأضافت الصحيفة أن قطاع غزة كان الساحة الرئيسية لعمليات جيش الاحتلال منذ بدء العدوان، رغم تنفيذه عمليات متزامنة في سوريا ولبنان والضفة الغربية المحتلة، إلى جانب غارات متفرقة على اليمن. إلا أن التصعيد الأخير مع إيران أدى إلى إعادة تموضع قوات الاحتلال، حيث جرى سحب عدد كبير من الجنود من القطاع لدعم الجبهات الأخرى.

وبحسب الصحيفة، فإن رئيس أركان الاحتلال إيال زامير يدّعي أن الجيش بات قريبًا من تحقيق الأهداف المعلنة للمرحلة الحالية في غزة، إلا أن من تبقوا من الجنود لا يزالون يواجهون مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية، التي تواصل التصدي للاجتياحات المتكررة باستخدام عبوات ناسفة وقذائف متنوعة وسط اشتباكات عنيفة.

وكانت "إسرائيل" قد شنّت، بدعم أمريكي، عدوانًا عسكريًا على إيران في 13 حزيران/ يونيو الجاري، استمر 12 يومًا واستهدف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، وأسفر عن مئات القتلى والجرحى، بينهم قادة عسكريون وعلماء. وردّت إيران باستهداف منشآت ومقرات إسرائيلية بصواريخ وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها الدفاعات الجوية وتسببت بخسائر بشرية ومادية كبيرة.

ورغم التركيز الإعلامي والعسكري على الجبهة مع إيران، تواصل الفصائل الفلسطينية في غزة مقاومة الاحتلال، فيما تتواصل المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أسفرت الحرب عن نحو 190 ألف شهيد وجريح في صفوف الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل حصار خانق ومجاعة تهدد مئات الآلاف من الفلسطينيين، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي مفتوح.