ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: قال رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" الصحفي البريطاني ديفيد هيرست إن حجم المعاناة التي تُلحقها دولة الاحتلال بالفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، يؤكد بوضوح أن مصير فلسطين أصبح مرتبطاً بشكل وثيق بمصير حماس نفسها، ولهذا لن تستسلم الحركة رغم كل الظروف.
وأوضح هيرست في مقاله المنشور أمس الثلاثاء، 22 نيسان\أبريل 2025، أن دولة الاحتلال تواصل جرائمها الوحشية في غزة دون توقف، مشيراً إلى أن سكان القطاع يواجهون الموت والقصف والجوع بشكل غير مسبوق منذ أحداث سربرينيكا أو رواندا، في الوقت الذي تعيش فيه "تل أبيب" حالة من الانفصال واللامبالاة تجاه هذه المعاناة.
وأشار الكاتب إلى أن القيادة الإسرائيلية تتوهم بأن قادة حماس قد يختارون الهرب مقابل المال، كما فعل قادة فتح في الماضي، مؤكداً أن هذا الوهم يكشف مدى عجز رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن فهم طبيعة عدوه، إذ أن حماس ترفض بشكل قاطع فكرة نزع سلاحها، وتصر على انسحاب كامل للاحتلال من غزة مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين لديها.
وبيّن أن نتنياهو يُمثّل عقبة حقيقية أمام تحقيق أي هدنة أو اتفاق دائم، لأنه خرق اتفاقيات سابقة مع حماس أكثر من مرة، وحتى عندما كانت هناك محاولات أمريكية مباشرة للوصول إلى تسوية، عمد نتنياهو لتقويض هذه الجهود بشكل متعمد.
وأكد هيرست أن حماس فقدت صفها القيادي الأول وجزءاً كبيراً من كوادرها، لكنها تواصل المقاومة، مشيراً إلى أن معاناة سكان غزة لا تزيدهم إلا إصراراً على البقاء في أرضهم، وأن فكرة الاستسلام غير واردة، لأن ذلك يعني انهيار القضية الفلسطينية بالكامل.
وأشار إلى أن ما يجعل حماس مختلفة عن حركة فتح هو هويتها الدينية، حيث شكّل الاعتداء على المسجد الأقصى الدافع الأساسي لبداية المواجهة الأخيرة، وأصبح الالتزام الديني حافزاً للصمود في وجه الظروف الصعبة.
وأوضح أن حماس، وبالرغم من الأضرار الفادحة التي لحقت بها، تمكنت من تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل بإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي، مشيراً إلى التحول الكبير في الرأي العام العالمي، خصوصاً في الولايات المتحدة، حيث أعرب 53% من الأمريكيين عن نظرة سلبية تجاه "إسرائيل" وفق استطلاع أجراه مركز "بيو" مؤخراً.
وختم هيرست مقاله بالتأكيد على أن "إسرائيل" لن تستطيع إنهاء المقاومة بالقوة العسكرية وحدها، وأن استمرار نتنياهو في حملته على غزة يضرّ بمكانة "إسرائيل" دولياً، ويدفع بالمزيد من الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطينية، داعياً الاحتلال إلى وقف خسائره والانسحاب من غزة قبل فوات الأوان.