شبكة قدس الإخبارية

أرقام مفزعة عن مدينة رفح التي محاها الاحتلال عن الخارطة وحولها إلى كارثة إنسانية 

٢١٣

 

thumbs_b_c_a63b7454b530a9d6e731b955ed8bc8c1

قطاع غزة - شبكة قُدس: في واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي عرفها العصر الحديث، لا تزال محافظة رفح، جنوب قطاع غزة، ترزح تحت وطأة كارثة إنسانية شاملة ودمار هائل طال كل مناحي الحياة، بفعل الإبادة الجماعية والشاملة التي شنها جيش الاحتلال.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الأحد، إن الاحتلال حوّل محافظة رفح إلى "منطقة عمليات عسكرية مغلقة"، عازلاً إياها تماماً عن باقي محافظات قطاع غزة، ومعتبراً بأنها منطقة حمراء كاملة، وماضياً في ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين العزل، ومتسبباً في تدمير ممنهج وشامل للبنية التحتية والمرافق الحيوية والمنازل السكنية، ما يجعل المدينة غير صالحة للحياة.

وأضاف المكتب في بيان: رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ بتاريخ 19 يناير/كانون الثاني 2025، فإن آلة القتل للاحتلال الإسرائيلي لم تتوقف، ولا تزال تسفك دماء الأبرياء، وقد سجلت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد العشرات خلال الأيام الماضية، جميعهم من المدنيين الذين حاولوا العودة لتفقد أطلال منازلهم.

وأشار الإعلام الحكومي، إلى أن محافظة رفح التي تبلغ مساحتها 60 كيلو متر مربع، ويسكنها قرابة 300,000 نسمة، وتمثل حوالي 16% من مساحة قطاع غزة؛ تعكس حجم مأساة مهولة.موضحا: المستشفيات فجرها الاحتلال، الشوارع مجرّفة، المباني مدمّرة، المساجد والأسواق والميادين العامة أُبيدت بالكامل، والمدينة "منطقة منكوبة"، في ظل ما تعرضت له من تهجير قسري ودمار شامل لم تسلم منه لا المنازل ولا البشر.

وأوضح أن الاحتلال دمر أكثر من 90% من منازل محافظة رفح بشكل كامل، أي ما يزيد عن 20,000 ألف بناية تحتوي على أكثر من 50,000 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى تدمير 22 بئر مياه من أصل 24 بئر، بينها "بئر كندا" الرئيسي ومضخات التوزيع، مما حرم عشرات آلاف العائلات من المياه الصالحة للشرب.

وأشار إلى أن رفح تعرضت إلى تدمير طال أكثر من 85% من شبكات الصرف الصحي بهدف تخريبها، ما حوّل المدينة إلى بيئة موبوءة قابلة لتفشي الأوبئة والأمراض، إضافة إلى تدمير وتجريف 320 كم طولي من الشوارع بشكل كامل.

وقد خرج 12 مركزاً طبياً عن الخدمة بشكل كامل، وفق مكتب الإعلام الحكومي، أبرزها مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار الذي قام الاحتلال بتفجيره من خلال روبوت متفجر، وكذلك تدمير مستشفى الولادة، والمستشفى الإندونيسي، وكذلك تدمير 8 مدارس ومؤسسات تعليمية بشكل كامل، وأضرار جسيمة لحقت بما تبقى من مدارس ومؤسسات تعليمية، كما ودمر الاحتلال أكثر من 100 مسجد بشكل كامل أو بليغ غير صالح للعبادة، وتجريف عشرات  آلاف الدونمات الزراعية، وإبادة كاملة للأشجار والدفيئات الزراعية، وتدمير 30 مقراً من أصل 36 في المحافظة، بما فيها المقر الرئيسي لبلدية رفح، وعلى الحدود مع مصر قام الاحتلال بتدمير منطقة بطول 12,000 متر، وبعمق من 500 إلى 900 متر، أدت إلى محو 90% من الأحياء السكنية، لاسيما في أحياء السلام والبرازيل والجنينة ومخيم رفح.

وأكد بيان المكتب، أن إغلاق معبر كرم أبو سالم لأكثر من شهر متواصل فاقم من الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، ومنع وصول الوقود اللازم لتشغيل ما تبقى من مضخات المياه، فضلاً عن منع دخول قطع الغيار الضرورية لإصلاح ما دمره العدوان، ما ضاعف من معاناة شعبنا الفلسطيني الذين يعيشون في ظروف مأساوية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

ووجه نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، وهيئات الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية كافة، لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، كما أننا نطالب بالعمل الفوري على الضغط على جيش الاحتلال للانسحاب من محافظة رفح لتمكين عودة الأهالي لما تبقى من أطلال منازل، وتوفير ممرات آمنة لإغاثة أهالي محافظة رفح المحاصرين والذين يهددهم الاحتلال بالقنص والقتل والإبادة، وإرسال بعثات لتقصي الحقائق حول جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال في محافظة رفح، والبدء الفوري بجهود الإعمار وإعادة الحياة إلى هذه المحافظة المنكوبة، ومحاسبة الاحتلال "الإسرائيلي" على جرائمه بحق المدنيين العزل.

وأكد، أن محافظة رفح المعزولة تماماً لم تُقصف فقط، بل تم تدميرها ومحوها بشكل منهجي، في مشهد يعكس نية الاحتلال المبيتة لإفراغ الأرض من أهلها وتغيير معالمها الجغرافية والديموغرافية، مشددا أن هذه الجرائم لن تمرّ دون حساب، وأن صمود أهل محافظة رفح وباقي أبناء شعبنا سيظل شاهداً حياً على أن إرادة الحياة أقوى من آلة الموت.