ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: أعادت صحيفة "معاريف" العبرية نشر مقطع فيديو بثته كتائب القسام من هجومها على قاعدة عسكرية في غلاف غزة، يوم السابع من أكتوبر 2023.
وعلقت الصحيفة في مقالٍ لمحللها العسكري، آفي أشكنازي، بالقول إن إحدى صور فشل الجيش الإسرائيلي كانت الفيديو الذي يظهر حماس وهي تدمر، باستخدام طائرة بدون طيار، مواقع "يرى ويطلق"، وهو نظام تم تطويره وتثبيته على أبراج المراقبة على طول الحدود مع قطاع غزة.
ووصفت الصحيفة النظام: في أعلى البرج كان هناك مظلة عليها كاميرا ومدفع رشاش ثقيل، وتم ربط الأنظمة لاحقا بمراكز قيادة الجيش على طول الخط، ومع ذلك فشل.
وأكدت فشل النظام فشلًا ذريعًا في حماية مستوطنات غلاف غزة، مضيفةً إن نظام "يرى ويطلق" أصبح "يرى نعم، يطلق النار لا" يوم السابع من أكتوبر.
وبحسب الصحيفة، كانت المجندات في مراكز القيادة على طول حدود القطاع قادرات على تنفيذ إطلاق النار تجاه أي تهديد يتم تحديده على الشاشات. وكان إطلاق النار يتم باستخدام عصا تحكم مثبتة في محطة التشغيل داخل كل مركز قيادة.
وكشف التحقيق في معركة مستوطنة نتيف هعسراه أنه في قطاع كتيبة "يفتاح"، كانت هناك عدة مواقع من منظومة "يرى ويُطلق" التي لم تتضرر في بداية هجوم حماس. ولكن المشكلة كانت أن مركز القيادة لكل كتيبة كان يمتلك عصا تحكم واحدة فقط، وكان من الممكن تنفيذ إطلاق النار فقط عبرها، كل مرة باتجاه موقع مختلف.
المنظومة، التي تنتجها شركة "رفائيل" للصناعات العسكرية، تهدف إلى تعزيز المراقبة وإطلاق النار عن بُعد باستخدام أبراج مجهزة بأنظمة تكنولوجية متطورة، تُدار عن طريق مجندات من وحدة المراقبة.
وتتألف المنظومة من كاميرات مراقبة نهارية وليلية مرتبطة برشاشات آلية، تُدار عن بُعد من غرف تحكم، وتستهدف تلقائيًا أي جسم متحرك يقترب من الحدود.
ووفقاً للإذاعة، تعمل هذه المنظومة على كشف "المسلحين" الذين يقتربون من السياج الفاصل والتعامل معهم بإطلاق النار عن بُعد، مما يقلل من تدخل الجنود في الميدان.
المنظومة نفسها كانت قد استُخدمت منذ عام 2008 في محيط غزة، وفي عام 2011، أعلن سلاح البحرية التابع للاحتلال عن نيته اعتماد المنظومة على طول الحدود الساحلية مع غزة، بهدف تأمين الحدود البحرية ضد أي قوارب فلسطينية أو سفن إغاثية تقترب من نطاق المجسات.
لكن المنظومة واجهت انتقادات واسعة بسبب فشلها في التصدي لهجوم السابع من أكتوبر 2023، حيث تمكنت كتائب القسام من تعطيلها وتجاوزها بسهولة.
وفي ديسمبر الماضي، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن الجيش الإسرائيلي بدأ بشراء وتجهيز منظومة "روآه-يوراه" (يرى ويطلق) تمهيداً لنشرها في مواقع استراتيجية ومستوطنات ومناطق فاصلة في الضفة الغربية.
وأضافت الإذاعة أن الجيش ينوي نشر المنظومة في نقاط استراتيجية على مداخل المستوطنات والمناطق التي يعتبرها حساسة في الضفة الغربية.
كما يجري حالياً تدريب مراقبات من الوحدة 636 التابعة لوحدة جمع المعلومات في فرقة الضفة الغربية على تشغيل الأنظمة وإطلاق النار عن بُعد.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، كما أوردت الإذاعة: في ظل فشل هذه الأنظمة وعدم فعاليتها في محيط غزة، لماذا يُعتقد أنها ستنجح هذه المرة في الضفة الغربية؟