ترجمة عبرية - شبكة قُدس: كشف وزير الحرب الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، عن تفاصيل التخلي عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة بعد "كارثة السابع من أكتوبر"، كما أسماها.
وقال يعلون، إنه في 15 أكتوبر 2023، وردت أول إشارة من حماس تفيد بأن الحركة مستعدة للتفاوض على إطلاق سراح الأسرى مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وفي ذلك الوقت، لم يكن لدى "إسرائيل" منسق لشؤون الأسرى والمفقودين، حيث لم يتم تعيين بديل منذ استقالة يارون بلوم في أواخر عام 2022، ثم حينها تم تعيين اللواء نيتسان ألون لمعالجة القضية.
ويضيف يعلون، أنه "حتى ذلك الحين، كان الجهد الوحيد الجاد لجمع المعلومات والشهادات حول الأسرى يتم عبر غرفة عمليات المتطوعين، وتم نقل المعلومات التي تم جمعها إلى اللواء نيتسان ألون، الذي أنشأ بدوره وحدة مكونة من عشرات الأشخاص بمساعدة الاستخبارات العسكرية والشاباك، والموساد، وسرعان ما حدد استعداد حماس للبدء في تنفيذ صفقة إطلاق سراح النساء والأطفال".
ووفق الوزير السابق، فإنه تم طرح القضية للنقاش في كابينت الحرب، مع توصية من جميع قادة الأجهزة الأمنية لدى الاحتلال، بما في ذلك وزير الحرب في حينه يوآف غالانت، والوزراء بيني غانتس وغادي أيزنكوت، لبدء تنفيذ الاتفاقية.
ويقول، إن الأمر استغرق 8 أيام قبل أن يعرض نتنياهو التوصية على مجلس وزرائه، على الأرجح لضمان أن بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير - اللذين عارضا الاتفاق - لن يسقطا الائتلاف حتى لو صوتوا ضده، وخلال هذه الأيام الثمانية، قتلت الأسيرة يهوديت فايس.
ويذكر، الوزير السابق، أن مجلس وزراء الاحتلال وافق على الصفقة، حيث صوت بن غفير ضدها، بينما دعمها سموتريتش بشرط ألا تستمر الهدنة أكثر من 10 أيام. وفي اليوم الثامن من الهدنة، وبعد إطلاق سراح النساء والأطفال، أكدت حماس أنها مستعدة لمواصلة الصفقة عبر إطلاق سراح المسنين والمرضى والجرحى. هنا، أوقفت حكومة الاحتلال الإسرائيلية تنفيذ الصفقة وقررت العودة إلى القتال، وهو القرار الذي وصفه غادي أيزنكوت بأنه "خطأ فادح".
وذكر يعلون، أن محاولات أجهزة أمن الاحتلال واللواء ألون لدفع المفاوضات قوبلت بالرفض من قبل نتنياهو، الذي أعاق العملية من خلال عدم منح الفريق تفويضًا كافيًا أو مرونة في المفاوضات.
وفي 27 مايو 2024، يقول يعلون، إنه بعد إدراك أن نتنياهو لن يقبل بصفقة تبادل شاملة وسريعة خشية انهيار الائتلاف بسبب سموتريتش وبن غفير، عرض قادة أجهزة أمن الاحتلال إلى جانب وزراء كابينت الحرب، خطة تدريجية على نتنياهو، الذي وافق عليها وتم إرسالها إلى حماس عبر الوسطاء، ولاحقًا، أطلق عليها الرئيس جو بايدن اسم "مخطط نتنياهو".
وفي 2 يوليو 2024، وافقت حماس على مخطط نتنياهو، لكن سرعان ما تدخلت أوريت ستروك، معتبرة أن السيطرة على "ممر فيلادلفيا" مسألة وجودية لـ"إسرائيل"، في محاولة لإفشال الصفقة. وتلقى نتنياهو الرسالة واستجاب لها بإضافة "توضيحات" أدت إلى عرقلة تنفيذ الاتفاقية.
ويقول، إنه على الرغم من الضغوط الشديدة من الرئيس الأمريكي في حينه جو بايدن وقادة أجهزة أمن الاحتلال تم تأجيل تنفيذ الصفقة، ويعتقد البعض أن نتنياهو تعمد العرقلة حتى لا يمنح بايدن إنجازًا سياسيًا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي أواخر أغسطس 2024، عندما اقتربت قوة من جيش الاحتلال من مكان يحتجز فيه أسرى، تم قتل 6 أسرى، أدى ذلك إلى خروج مئات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع من المستوطنين، وعندما شعر نتنياهو بالخطر السياسي من المظاهرات الجماهيرية، دبّر مؤامرته الخاصة للتنصل من المسؤولية عن مصير الأسرى، وذلك عبر تسريب وثيقة استخباراتية غير موثوقة ولكن من مصدر حساس، تدعي أن حماس هي التي عرقلت تنفيذ الصفقة، وهذه القضية عرفت لاحقًا باسم "فضيحة فيلشتاين".
وفي النهاية، بعد انتخاب الرئيس ترامب، تم تنفيذ نفس الاتفاق الذي تم اقتراحه في مايو-يوليو 2024، والآن نحن في المرحلة الأولى منه، وحتى في هذه الأيام، ومع اقتراب لقاء ترامب - نتنياهو المزمع الثلاثاء، لا يزال نتنياهو يحاول كسب الوقت للبقاء في السلطة، عبر المناورة بين ترامب، الذي يريد إطلاق سراح جميع الأسرى ووقف القتال، وبين سموتريتش، الذي يسعى لاستئناف الحرب حتى لو كان ذلك على حساب حياة الأسرى، مهددًا بإسقاط الحكومة.
وعند النظر إلى الصورة الكاملة وليس فقط التفاصيل الصغيرة، يتضح أنه كان بالإمكان تحرير جميع الأسرى في ديسمبر 2023، كان يمكن إطلاق سراحهم دون أن يمروا بفترة طويلة من التعذيب وسوء المعاملة، كما كان يمكن إنقاذ العشرات من القتل أو الموت الخطأ على يد قواتنا، كما يتضح لماذا يتفاخر المتطرفون بإفشال الصفقة، ويجب أن يكون واضحًا أن وقف الإفراج عن الأسرى سيؤدي إلى خروج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع للمطالبة بإنقاذهم، يقول يعلون.
أما حكومة المتطرفين، والمتملصين من الخدمة العسكرية، والفاسدين كما أسماها، هي المسؤولة عن كارثة 7 أكتوبر، وعن الفشل السياسي في إدارة الحرب، وعن ترك الأسرى لمصيرهم المجهول، ويجب تغيير هذه الحكومة لإنقاذ الدولة وكلما كان ذلك أسرع، كان أفضل، وفقا ليعلون.