ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: طوال الليلة التي سبقت بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تلقى مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سلسلة من التحديثات من جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات، والتي تضمنت الكثير من المعلومات حول علامات مثيرة للقلق، إلى جانب علامات مطمئنة، تم جمعها من قطاع غزة من عدة مواقع، وفق ما أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا عن تحقيقات للجيش.
وبحسب يديعوت، فإن هذه المعلومات وردت في تحقيقات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي انتهت هذه الأيام، وتركز على أحداث اليوم الأخير قبل بدء طوفان الأقصى.
وفق التحقيقات، تم أيضًا نقل جزء من هذه المعلومات في نفس الوقت إلى غرفة العمليات التابعة لمقر الأمن القومي، والذي يعمل على مدار اليوم، وهو أيضًا جزء من مكتب رئيس الوزراء ويخضع لمسؤوليته وقيادته.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن التحقيقات أن ضابط الاستخبارات في مكتب بنيامين نتنياهو، من أكثر الأشخاص الذين يقدرهم نتنياهو، وهو الذي كان يتلقى التحديثات، عبر اتصالات خلوية مشفرة ومن خلال مكالمات هاتفية من مركز عمليات شعبة الأبحاث في استخبارات جيش الاحتلال، حيث طلب المسؤولون التحقق من أنه تلقى الرسائل وقرأها.
وجاء في التحقيقات التي أوردتها يديعوت أنه تم نقل المعلومات إلى سلسلة من كبار المسؤولين في هيئة الأركان العامة وشعبة العمليات وغرفة العمليات في مكتب نتنياهو التي تعمل على مدار الساعة مع شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، والتي من المفترض أن تتلقى وتعالج بشكل حقيقي جميع المواد التي جمعتها الاستخبارات في الحالات التي تكون فيها هذه الأمور ذات أهمية فورية وعاجلة.
وتبين التحقيقات أن مكتب رئيس الأركان في جيش الاحتلال قام بتوزيع المواد في مجموعة في تطبيق شبيه بالواتس اب على الهاتف الخليوي المشفر، حيث يوجد العديد من كبار أعضاء المؤسسة الأمنية، بما في ذلك العقيد س، ضابط المخابرات التابع لمكتب نتنياهو.
ولفتت التحقيقات إلى أنه من خلال الهاتف المشفر، المعروف في الجيش الإسرائيلي باسم الهاتف الخليوي العسكري، لم تتدفق المعلومات حول تفعيل الهواتف المحمولة باستخدام بطاقات SIM الإسرائيلية فحسب؛ كما وردت معلومات من مصادر أخرى تفيد بأن القيادة العسكرية العليا لحماس نزلت إلى المناطق المحمية لأغراض الطوارئ وهي إشارة قد تشير إلى اقتراب هجوم محتمل.
لكن جميع مسؤولي المخابرات، وفي مقدمتهم ضابط استخبارات القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال وهو المسؤول عن جمع البيانات، كانوا يعتقدون في ذلك الوقت أن هذا لم يكن هجومًا شاملاً من قبل حماس، ويعتقدون أنه قد يكون تدريبًا، أو استعدادات لهجوم إسرائيلي.
وكشف التحقيق أنه ورد في الرسائل التي أرسلتها شعبة الاستخبارات العسكرية أنه "تم اليوم وأمس تعتيم النوافذ في مناطق معينة من غزة. وهذا ليس بالأمر غير المعتاد، حيث تم إجراء مثل هذه الخطوات من قبل حماس العام الماضي أيضًا" لكن كان هناك انقسام في الموقف من هذه الخطوات.
وجاء في التحقيقات أنه من الساعة الثانية ليلاً وحتى قبيل الفجر، أكد ضابط المخابرات في مكتب رئيس الوزراء العقيد "س" أنه حصل على هذه المواد، بما في ذلك ملخص لتقييم وضع رئيس الأركان الذي تم قبل الساعة الرابعة بقليل. ووفقاً لاثنين من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، أخبر العقيد "س" كبار المسؤولين العسكريين أنه عند تلقيه المعلومات حاول الاتصال بعدد من كبار المسؤولين في مكتب نتنياهو لكنه لم يتمكن من الوصول إليهم".
ورفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على الأمر، بما في ذلك تحديد هوية الأطراف التي حاول العقيد س. الاتصال بها. والعقيد "س" هو الضابط الذي يحتفظ رئيس طاقم مكتب نتنياهو تساحي برافرمان بمقطع فيديو "حساس"، وقد حاولوا ابتزازه لتغيير شهادته.