شبكة قدس الإخبارية

غزة تلاحق جنود الاحتلال.. حالات انتحار وصدمة بين الجنود الإسرائيليين

166349125426169800

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: آلاف جنود جيش الاحتلال باتوا يعانون من صدمات نفسية وخلل في الصحة العقلية، واضطرابات ما بعد الصدمة أدت في حالات عدة إلى الانتحار، بعد مشاركتهم في العمليات العسكرية ضمن حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.

ووفق تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن الآلاف من جنود الاحتلال يعانون من اضطرابات نفسية شديدة أو أمراض عقلية ناجمة عن الصدمات التي تعرضوا لها أثناء الحرب، وأدت في حالات عدة إلى الانتحار.

ونقلت الشبكة الأمريكية، عن جنود في جيش الاحتلال قولهم إنهم شهدوا أهوالا لا يمكن للعالم الخارجي فهمها بشكل كامل، حيث يقدم التقرير لمحات نادرة عن وحشية الحرب، التي يقول منتقدو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يريدها بلا نهاية، وعن الثمن غير المباشر الذي يدفعه الجنود المشاركون.

وتعد الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة هي أطول حرب تخوضها قوات الاحتلال منذ عام 1948، ومع توسع الحرب إلى لبنان يقول بعض الجنود إنهم يخشون أن يتم تجنيدهم في صراع آخر.

ويقول أحد الأطباء في جيش الاحتلال بعد خدمته لأربعة أشهر في غزة، إن "الكثير من الجنود خائفون للغاية من التجنيد مرة أخرى للمشاركة في حرب بلبنان، كثيرون منا لا يثقون بالحكومة في الوقت الحالي".

وتقول عائلة جندي الاحتياط، إيليران مزراحي، إنه شارك في القتال داخل غزة لمدة ستة أشهر، وعاد إلى منزله شخصا مختلفا، حيث كان يعاني اضطراب ما بعد الصدمة وقبل أن يعاد إرساله للجبهة من جديد انتحر.

وتقول والدته: "لقد خرج من غزة، لكن غزة لم تخرج منه. ومات بعد ذلك بسبب الصدمة التي تعرض لها".

في حين تحدث جندي الاحتياط جاي زاكين، صديق مزراحي ومساعده، عن ارتكاب جيش الاحتلال فظائع لا يمكن وصفها في غزة، ولفت إلى أنه لم يعد يستطيع أكل اللحوم، لأنها تذكره بالمشاهد المروعة التي شهدها من آليته العسكرية، ويعاني من صعوبة في النوم في الليل، بينما يدوي صوت الانفجارات في رأسه.

وكان زاكين تحدث علنا عن الصدمة النفسية التي تلقاها جنود الاحتلال في غزة في شهادة أدلى بها أمام الكنيست الإسرائيلي في يونيو الماضي، فقد اعترف بأن الجنود لجأوا في العديد من المناسبات إلى دهس الفلسطينيين في غزة "أحياء وأمواتا، بالمئات".

ويقول طبيب من جيش الاحتلال للشبكة الأمريكية، إن الجنود يواجهون معضلات أخلاقية حين يلتقون بالمدنيين في غزة، حيث إن هناك فكرة مسبقة عند الجنود بأن سكان غزة "سيئون، وأنهم يدعمون حماس، وأنهم يساعدون حماس، وأنهم يخبئون الذخيرة"، ولكن في الميدان تغيرت بعض هذه المواقف "عندما ترى المدنيين في غزة أمام عينيك بالفعل".

من جانبه يقول أستاذ العلوم السياسية في كينغز كوليدج لندن، أهرون بريغمان، والذي خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة ست سنوات، بما في ذلك خلال حرب لبنان عام 1982، إن حرب غزة لا تشبه أي حرب أخرى خاضتها "إسرائيل".

ويضيف بريغمان، أن "الحرب طويلة جدا، ويقاتل الجنود في منطقة حضرية بين العديد من الناس، والغالبية العظمى منهم من المدنيين"، لافتا إلى أن سائقي الجرافات هم من بين أولئك الأكثر تأثرا من وحشية الحرب.

ويتابع: "ما يرونه هو جثث، ويقومون بجرفها مع الحطام. إنهم يمرون فوقها والانتقال من ساحة المعركة إلى الحياة المدنية أمر مرهق بالنسبة للعديد من الأشخاص، وخاصة بعد الحرب في المدن التي تنطوي على مقتل النساء والأطفال"، متسائلا: "كيف يمكنك أن تضع أطفالك في الفراش عندما رأيت أطفالا يُقتلون في غزة بهذه الطريقة الدامية؟".

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد ذكرت أن 10 جنود انتحروا في الفترة ما بين 7 أكتوبر و11 مايو الماضيين، بحسب بيانات عسكرية حصلت عليها.

ووفق معطيات نشرتها إدارة إعادة التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تبين أن أكثر من ثلث الجنود الذين تم إبعادهم من القتال يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية، حيث أوضحت في بيان صدر في أغسطس الماضي، أنه في كل شهر يتم إبعاد أكثر من ألف جندي جريح جديد من القتال لتلقي العلاج.

وتقول المعطيات إن 35% من الجنود يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، بينما يعاني 27% منهم رد فعل عقلي أو اضطراب ما بعد الصدمة، وبحلول نهاية العام من المرجح أن يتم قبول 14 ألف جندي جريح لتلقي العلاج، ومن المتوقع أن يواجه حوالي 40% منهم مشاكل في الصحة العقلية.