شبكة قدس الإخبارية

محور نتساريم.. بين رفض الانسحاب وعمليات المقاومة القاتلة

WhatsApp Image 2024-08-24 at 3.29.48 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، مساء أمس الجمعة 23 آب/أغسطس عن استهدافها مقر القيادة والتحكم لجيش الاحتلال في محور نتساريم بطائرة "زواري" الانتحارية، وقد أصابت المسيرة هدفها بدقة، تأتي هذه العملية في سياق عدة عمليات نُفذت ضد قوات الاحتلال المتمركزة في المحور خلال الأيام الماضية، فضلاً عن عمليات القصف الصاروخي اليومية.
تُعتبر قضية تمركز جيش الاحتلال في نتساريم إحدى القضايا الشائكة التي سبق وأفشلت جولة المفاوضات الأخيرة بين الاحتلال والمقاومة والعديد من الجولات السابقة، في حين يتعامل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مع قضية محور نتساريم كأحد أهم قضايا حرب الإبادة على قطاع غزة، وأكبر المكاسب المزعومة التي حققها جيش الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة.
وتتمثل أهمية محور نتساريم بموقعه الاستراتيجي الذي بات يفصل شمال قطاع غزة عن باقي المناطق، إضافة لعدم تمكن النازحين الفلسطينيين العودة إلى شمال القطاع، وتمركز قوات الاحتلال به واستخدامه كقاعدة عسكرية دائمة تمكن جيش الاحتلال من شن اجتياحات وعمليات عسكرية تنطلق منه وتهاجم عدة مناطق في القطاع.
ويتكون المحور من 3 ممرات، أنشأها جيش الاحتلال بعد عمليات نسف واسعة للمنازل الفلسطينية، أحدها للعجلات المدولبة، والثاني للعجلات المدرعة، والأخير ممر للحركة السريعة، مما يعني إمكانية استخدامه باعتباره منطقة آمنة يمكن الانتقال خلاله بسرعة كبيرة تصل إلى 7 دقائق من الشرق، تجاه البحر في الغرب.
وأقام جيش الاحتلال 3 قواعد عسكرية في هذا المحور، الأولى قرب البحر في الغرب، والثانية في تقاطع شارع صلاح الدين مع المحور، والثالثة تمت إقامتها في بداية المحور باتجاه الشرق.  

 

 تصاعد العمليات عقب فشل المفاوضات
تسعى فصائل المقاومة الفلسطينية إلى جعل المحور ضمن دائرة النار على مدار الساعة، طوال فترة تمركز جيش الاحتلال به، حيث تنفذ المقاومة عمليات قصف يومية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى، إضافة للعديد من الكمائن النوعية التي أوقعت قتلى في صفوف جنود الاحتلال ككمين المغراقة الشهير.
في 18 آب الجاري، وفي ظل انعقاد جولة المفاوضات وإصرار الاحتلال البقاء في المحور، تمكنت إحدى مجموعات كتائب القسام من الإغارة على قوات الاحتلال المتواجدة في محور نتساريم جنوب حي تل الهوى في مدينة غزة، وقد نجحت المجموعة باستهداف دوريات الاحتلال بعبوات ناسفة وإطلاق النار بشكلٍ مباشر على جنود الاحتلال، وقد أوقعت العملية قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال، وقد أعقب العملية إعادة نشر الإعلام العسكري للقسام تصريح سابق للناطق الإعلامي أبو عبيدة قال فيه: "نتساريم سيكون محوراً للموت والرعب لجنود العدو المحتلين وسيخرج منه مندحراً كما خرج من قبل بقوة الله".
إضافة لاستهداف قوة راجلة من جيش الاحتلال مكونة من 10 جنود بقذيفة مضادة للأفراد في محيط الكلية الجامعية بحي تل الهوى جنوب مدينة غزة في ذات اليوم.
جاءت هذه العمليات المركزة في المحور لتحمل رسالة واحدة لحكومة الاحتلال مفادها أنه طالما استمر وجود جيش الاحتلال في المحور فذلك يعني استمرار استهدافهم من قبل المقاومة وإيقاعهم بين قتيل وجريح، فيما تزامن ذلك مع تكثيف عمليات القصف الصاروخي على المحور.
أما عملية الاستهداف بمسيرة "الزواري" الانتحارية فعكست جانباً آخر من طبيعة المواجهة التي تتبعها المقاومة في مهاجمة جيش الاحتلال في نتساريم، إضافة لتكثيف الضربات والعمليات المركزة هناك، مع تنفيذ خطط مدروسة بعناية تهدف إلى إلحاق أكبر قدر من الخسائر بجيش الاحتلال، مما يعكس قدرات تنظيمية واستخباراتية متقدمة، هذا التخطيط المحكم يتجلى في الاستهداف الدقيق لجيش الاحتلال، كما جرى يوم أمس في نتساريم، مما يربك حسابات الاحتلال ويجعله عاجزاً عن تحقيق أهدافه المعلنة، أو عن حماية مناطق تمركزه في المناطق الهامة.
وتكشف هذه العمليات زيف الادعاءات التي يروج وزير جيش الاحتلال غالانت حول تفكيك كتائب المقاومة في غزة، وإثبات كذبها وأنها مجرد دعايات إعلامية تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، ولكن في ميدان المعركة من الواضح أن مقاومة هي التي تتحكم في سير الأحداث على الأرض، وتفرض معادلة جديدة تجعل الاحتلال يتراجع خطوة بخطوة، ويدفع ثمن تعنته وإصراره على البقاء في قطاع غزة.

 

 

#كتائب القسام #قطاع غزة #المقاومة الفلسطينية #محور نتساريم