شبكة قدس الإخبارية

55 عاما على إحراق المسجد الأقصى.. النيران التي لم تخمد بعد

780-52000020240821095113

القدس المحتلة - شبكة قُدس: مرت 55 عاما على إحراق المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة عام 1969، ولا زالت القدس بوصلة الفلسطينيين وعنوان معارك المقاومة والمقاومين.

يصادف اليوم الحادي والعشرون من آب/ أغسطس، الذكرى الـ55 لإحراق المسجد الأقصى، حيث اقتحم يهودي أسترالي الجنسية يدعى مايكل دينيس، المسجد الأقصى، وأشعل النيران عمدا في الجناح الشرقي للمسجد.

وأتت النيران على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لإعادة ترميمه وزخرفته كما كان.

وحاول الاحتلال منع طواقم الإطفاء من الوصول إلى المسجد الأقصى، وقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في يوم الحريق نفسه، ما دفع الفلسطينيين إلى إخماد النيران، بملابسهم وبالمياه الموجودة في آبار الأقصى.

ومن ضمن المعالم التي أتت عليها النيران، مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودين مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.

كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافذة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

وجاء هذا العمل الإجرامي بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس، ضمن سلسلة من الجرائم الإسرائيلية.

وبعد عام من الحريق، بدأت أعمال الترميم فيه بإشراف دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، واستمرت أعمال الترميم حتى عام 1986.

وقالت حركة حماس في بيان لها صباح اليوم الأربعاء، إن طوفان الأقصى وحّد شعبنا ورسّخ بوصلتنا نحو تحرير الأرض والمقدسات، ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال على شبر من المسجد الأقصى المبارك.

وأكدت: سيبقى شعبنا العظيم مع مقاومته الباسلة في قطاع غزَّة والضفة والقدس والداخل المحتل وفي مخيمات اللجوء والشتات متمسكاً بأرضه وحقوقه وثوابته، وسيظلّ درعاً حصيناً للدفاع عن الأرض والذّود عن المقدسات حتى التحرير والعودة.

ودعت جماهير شعبنا وأمتنا والأحرار في كل العالم إلى النفير العام والاحتشاد في كل الساحات، وجعل يوم الجمعة القادم 24 آب/ أغسطس يوماً حاشداً وفاعلاً للانتصار والدّفاع عن غزَّة والقدس والمسجد الأقصى المبارك.

وأكدت حماس أن جريمة إحاق المسجد الأقصى وغيرها من جرائم العدو الصهيوني التي تستهدف هُوية وتاريخ مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ السابع من أكتوبر العام الماضي؛ لن تفلح في تغيير هويتهما أو فرض أمر واقع يمكّن قادة الاحتلال وحكوماته الفاشية المتعاقبة في الاستيلاء أو فرض السيادة على شبر منهما، مهما طال الزَّمن وبلغت التضحيات، فشعبنا الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، بوحدته ومقاومته الباسلة، سيظل حامياً مدافعاً عنهما بكل الوسائل، حتى تحريرهما وزوال الاحتلال.

وشددت: سيبقى المسجد الأقصى ومدينة القدس؛ عنوان الصراع مع العدو الصهيوني، وبوصلة وحدة شعبنا وأمّتنا في الدفاع عنها ونصرتها والتضامن مع أهلها والمرابطين فيها، ميدانياً وسياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً وإنسانياً، حتى تحريرها من دنس الاحتلال.

وفي وقت سابق، كشف تقارير عبرية، عن أن وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، حوّل "تغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى" إلى هدف رسمي لوزارته.

وقالت إن "وزارة الأمن القومي أدرجت في خطة عملها السنوية هدفا يشكل سابقة مثيرة للجدل، وهو تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي"، بما يشمل السيطرة على المسجد والسماح لليهود بالصلاة فيه.

والوضع القائم هو الذي ساد قبل احتلال مدينة القدس عام 1967، وبموجبه فإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، هي المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، وفي عام 2003؛ سمح الاحتلال للمستوطنين باقتحام الأقصى دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب بوقف الاقتحامات.