فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: أثار الإعلان عن تسجيل أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة، مخاوف كبيرة من انتشاره في ظل انحسار المناطق التي يتواجد بها النازحون واكتظاظهم، ما يشير إلى وجود مئات الحالات غير المكتشفة في قطاع غزة في ظل الملوثات والإعلان قبل أسابيع عن مخاطر حقيقية جراء اكتشاف وجود فيروس شلل الأطفال في المياه العادمة المنتشرة بين التجمعات السكانية وتجمعات النازحين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم السبت، إنه معروف علميا أنه من معدل 200 إصابة بالفيروس حالة واحدة تظهر عليها أعراض شلل الأطفال المتطابقة، فيما قد تكون أعراض باقي الحالات على شكل رشح أو حمى بسيطة.
وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة مؤكدة بمرض شلل الأطفال في مدينة دير البلح جنوبي القطاع لطفل يبلغ من العمر 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.
وتشير تقارير، إلى أن حل أزمة فيروس شلل الأطفال يمكن احتواؤها من خلال توفير اللقاحات اللازمة بشكل عاجل وطارئ، ويلزم ذلك التنسيق مع المؤسسات الدولية من بينها منظمة الصحة العالمية، التي من الممكن أن تساهم في إدخالها لقطاع غزة الذي تقلصت فيه نسبة التطعيم بشكل كبير وغير مسبوق.
ودعا مسؤولون، إلى العمل على إدخال الوقود لضخ المياه العذبة النقية، والسماح غير المشروط لدخول الإمدادات الطبية والأدوية والمواد الخاصة التي تستعمل للنظافة الشخصية.
وفي السياق، رجحت وزارة الصحة برام الله، أن الفيروس وصل إلى قطاع غزة مؤخرا غالبا من خلال جيش الاحتلال الإسرائيلي.
والجمعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحفي إلى "هدنة فورية" لتسهيل حملة تطعيم كبرى لمكافحة شلل الأطفال، محذرا من "الانهيار الإنساني" في غزة.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بـ"تسهيل نقل اللقاحات ومعدات التبريد، وتسهيل دخول خبراء شلل الأطفال للقطاع، وتقديم الوقود للفرق الصحية، وزيادة التدفق النقدي للعاملين في مجال الصحة".
ويصيب المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، فيما تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويلاقي ما يتراوح بين 5 و10 بالمئة من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها، وفق منظمة الصحة العالمية.
وتقول المنظمة إنه "طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قبل أسابيع، العثور على الفيروس المسبب لشلل الأطفال في عينات من مياه الصرف الصحي، بعد فحصها بالتنسيق من اليونيسيف.
وذكرت الوزارة، أن "وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي التي تتجمع وتجري بين خيام النازحين وفي أماكن تواجد السكان نتيجة تدمير البنية التحتية، يمثل كارثة صحية جديدة".
وبينت، أن "الزحام الشديد مع شح المياه المتوفرة وتلوثها بمياه الصرف الصحي، وتراكم أطنان القمامة، ومنع الاحتلال إدخال مواد النظافة، يشكل ذلك بيئة مناسبة لانتشار الأوبئة المختلفة".
وشددت على أن "رصد الفيروس المتسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي ينذر بكارثة صحية حقيقية، ويعرض آلاف السكان لخطر الإصابة بشلل الأطفال".
ودعت الوزارة إلى "وقف العدوان الإسرائيلي فورا، وتوفير المياه الصالحة للاستخدام، وإصلاح خطوط الصرف الصحي، وإنهاء تكدس السكان في أماكن النزوح".
وسبق أن أعلنت وزارة صحة الاحتلال، الخميس، العثور على أدلة تؤكد وجود فيروس شلل الأطفال (بوليو) في عيّنات مياه الصرف الصحّي في قطاع غزة.
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن وزارة الصحة لدى الاحتلال أوصت جيش الاحتلال الإسرائيلي بتطعيم جنوده بلقاح معزز ضد شلل الأطفال؛ بسبب انتشار الفيروس في مياه الصرف الصحي، التي باتت تغمر شوارع قطاع غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وأوضحت أن "العيّنات التي تم فحصها في مختبر لدى الاحتلال تثير القلق بشأن وجود الفيروس في هذه المنطقة"، مشيرة إلى المختبر الذي جرى فيه فحص العينات "معتمد من قبل منظمة الصحّة العالمية".
وبينت أنه "بشكل عام، تجرى اختبارات للكشف عن فيروس شلل الأطفال بانتظام في مياه الصرف الصحي؛ بهدف التعرف على إمكانيات انتشار المرض بشكل غير ظاهر".
ومنذ بدء العدوان، اضطر مئات آلاف الفلسطينيين إلى النزوح مرات عدة في القطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة ويخضع لحصار إسرائيلي محكم، ويلجأ كثيرون إلى مدارس وباحات مستوصفات ومستشفيات.
وتندد المنظمات الإنسانية باستمرار بالضربات الكثيفة والعوائق التي يضعها الاحتلال أمام دخول المساعدات وتوزيعها.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في وقت سابق، إن كل المرافق الصحية في جنوب قطاع غزة وصلت إلى "نقطة الانهيار" بسبب القصف الإسرائيلي الذي يودي بحياة عدد كبير من الضحايا.
وصرّح مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة وليام شومبورغ في بيان: "تسبب العدد الكبير من الضحايا الناجم عن القتال المستمر بوصول المستشفى التابع لنا وكل المرافق الصحية في جنوب غزة إلى نقطة الانهيار، وعدم تمكّنها من معالجة الذين يعانون إصابات تهدد حياتهم".
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة "أوتشا"، أن جيش الاحتلال منع الأربعاء كل المهمات من التوجه إلى شمال قطاع غزة والوصول إلى "مئات آلاف الأشخاص المحتاجين".