شبكة قدس الإخبارية

النصيرات.. حرب معنوية وليست عملية معقدة

images (3)
محمد القيق

تمارس "إسرائيل" حربا معنوية ستعززها لاحقا مستخدمة الإعلام والروايات والأخبار الملفقة ونشر خطط اليوم التالي، وذلك:

*  لإحباط الحاضنة الشعبية الفلسطينية وأن الجيش ما زال قادرا على التحكم بالأمن.

*  محاولة لتنزيل سقف المفاوض المقاوم من خلال تضخيم عمل النصيرات ورسالتها رداً على "الوقت ينفذ"، ومعناه "اقبلوا بما نريد الآن لأننا نعيد أسرانا"، كل هذه الإجراءات لإعادة مدنيين قالت المقاومة منذ البداية إنها لا حاجة لها بهم، وما يؤكد ذلك أنهم غير موجودين في أنفاق ومخابئ المقاومة كما الجنود والضباط وقادة فرقة غزة، ما يعني أن تضليل مباشر لإخفاء التقصير في استعادة من يعتبرهم القسام هم الكنز.

* محاولة رفع لمعنويات الجيش التائه في غزة والذي مؤخرا بات يسأل عن الجدوى، وكذلك لشحن الجبهة الداخلية المحبطة من عدم استعادة الجنود والضباط أحياء، وعدم استقرار الأمن في الشمال والجنوب وعودة الاقتصاد ووقف المغامرة السياسية الفاشلة، فاستعادة مستوطنين قتلى وبعضهم حي لا يعفي الجيش من فشله في استعادة الجنود وسحق حماس واستعادة الردع.

النصيرات بشكل واضح هي فشل للجيش لماذا؟!

* المجزرة والكم الهائل من القصف والإصابات تنفي عن العملية أنها معقدة ومركبة ودقيقة ومحاولة تصويرها أنها إنجاز مشترك.

* ⁠غموض الحديث عن حالة المحررين الصحية وتفاصيلها تؤكد خوف الجيش من وصول جمهوره لحقيقة أنه يقتل من يحاول تحريرهم حتى لو أظهر بعضهم بصحة جيدة فهذا لن يسعفه في إقناع الناس، خاصة أن تجاربه السابقة سيئة في قتل الرهائن قصفاً أو خلال عمليات التحرير.

* ⁠في الميدان والمعركة مخاطر وأخطاء وتجارب وتعلم من ثغرات، وهذا يحدث في الجيوش، ولا يمكن أن ننفيه عن جيش المقاومة كذلك لا مهنيا وميدانيا ولا عملياتيا، فالجيش الذي يحاول تصوير نصر في مجزرة وغموض في من حررهم اليوم هو نفسه الذي تعرض لكثير من الصدمات والإحباط ولجان استخلاص العبر، وما زال يقع في الأخطاء كما حدث معه قبل أيام في رفح وبيت حانون والزنة وجحر الديك وغيرها، وكذلك المقاومة لديها ثغرات، أما أن تعيش حالة إنكار واعتبار أنهم لا يخطئون فهذا حكم مسبق على نفسك والشارع بالهزيمة والإحباط، والميدان لك وعليك فيه، وهي لغة الحروب والهدف معنوي.

* ⁠بدء حرب معنوية منذ الصباح على مستويات بديل حماس واجتماعات جانبية ونشاط عسكري يضخم فعله، وقصف عنيف وتعريج على عدم استقالة "غانتس"، وكلها سياق لعب بمعنويات الجبهة الداخلية والمقاومة لتفتيت القدرة على التماسك، وهذا أعتقد أنه يفشل نظرا لحجم الأزمة التي يقع فيها الاحتلال حتى في عملياته المعقدة والدقيقة التي تحدث مجازر ولا تعيد "الكنز" من الضباط والجنود كما يخططون ولا تضعف مفاوضا، وسنرى توسعا كبيرا للحرب المعنوية، وأفلاما كثيرة ستلقى على الطاولة.

في الختام… سيناريو الفوضى المعلوماتية الذي سينتشر عن اغتيالات وسيطرة واستعادة أسرى سيتصاعد لاحقا ما يدلل على حجم المخطط المستهدف للجبهة الداخلية التي انتصرت بصبرها ورفضها التشريد وصمود مقاومتها في الميدان، وهذا يضاف له أن "إسرائيل" تخسر يوميا؛ حتى أن آخر خسارتها تصنيف جيشها أنه قاتل أطفال دوليا وتبع ذلك فشلهم في إحباط الفلسطينيين من خلال إخراج إعلامي لحدث النصيرات في الوقت الذي ثار عليهم غضب شارعهم عن جدوى مغامرات يصورونها أنها معقدة ونحن ندخل الشهر التاسع من الحرب.

الساعة ما زالت بتوقيت المقاومة، والتشويش يفشل بكل أدواته من "خديعة بايدن" مرورا بغلمان العرب وصولا للجيش والردع المترهل والمتلاشي، وليس ختاما بعزلة "إسرائيل" وخسارتها كل الميادين يوما بعد يوم بطول أمد الحرب.