شبكة قدس الإخبارية

ناطقا الجيش والقسام.. مقارنات

ناطقا الجيش والقسام.. مقارنات
محمد القيق

الأول يحاول جاهدا استحضار دراما تضليلية حبكها إعلامهم في بداية الحرب نجحت قليلاً في تغليف الإبادة ولكن كشفها العالم وانتهت صلاحيتها؛ بإعلانه استعادة جثامين أشخاص قتلوا في "حفل الغناء يومها"، وذلك تمهيدا لتصعيد وارد بقوة في رفح ولبنان يكون تزامنيا أو تراتبيا، وهذا الاستحضار فاشل محليا ودوليا، بينما أبو عبيدة يذكّر بحديثه في بداية الطوفان مجددا التأكيد على الأهداف وعدم تحرير أسرى الاحتلال، بل وإصرار على المواجهة.

- الأول كان استعراضي الخطاب ولا يحمل قيمة عسكرية تقنع الجمهور ولا ثقة بالنفس من خلال رواية الجثامين الغامضة المشكوك بها، بينما أبو عبيدة أعلن بوضوح دخول مرحلة الاستنزاف التي تمتلك فيها المقاومة عناصر التوقيت والجغرافيا والمفاجأة من خلال حديثه وإضافته بأن القادم أدهى وأمرّ، وهذا دلالة على ثقة بالنفس وما يملك.

- ⁠الأول يحاول ترميم ثقة الجمهور بالجيش والشاباك "المخابرات" من خلال تكرار كلمات "معلومات استخبارية" و"تنسيق عال بين الأطراف" ما يدلل على ترهل جبهتهم الداخلية التي يطلب منها مرارا عدم الاستماع إلا للجيش، بينما أبو عبيدة يشكر صمود الجمهور ويؤدي لهم التحية دون استجدائهم أن يستمعوا له فقط، بل ويرفق حديثه بفيديوهات ومعلومات دقيقة حول الميدان والإمكانات.

- ⁠الأول بظهوره زاد التوتر لدى الجبهة الداخلية واليأس لكل الفئات بما فيهم الجيش الذي يلاقي في الميدان عكس ما يقوله الناطق باسمه العالق في وهم الرواية والتضليل، بينما أبو عبيدة بظهوره بعد ٢٢٤ يوما أعطى معنوية لكل الأحرار والشعوب وأهل غزة والمقاومين في الميدان، وتحدث بوضوح ولغة جسد تدلل على واثق يبني ويعزز، لا مطارد وعالق ينتظر السحق.

- ⁠الأول توقيت خطابه ومضمونه تناوله كتّاب إسرائيليون على أنه تغطية على الفشل الميداني والخسائر العسكرية والاستخباراتية خاصة في مناطق أعلن سابقا أنه "طهرها" بعد الجدل الكبير داخليا ظنا منه أنه بإعلان معلومة الجثامين الغامضة سيقلل الإحباط، بينما أبو عبيدة صرح بوضوح أن المعركة طويلة والإعداد لها تم، وأن الجبهات تتعمق وتساند، والطوفان تجاوز الحدود ووصل للمحاكم وساحات الجامعات والبحار والسماء والتجارة والأمم المتحدة، ويتراكم بخير قادم للشعب.

خلاصة

 دخلت المعادلة مرحلتها الجديدة؛ فالأول سيهرب للأمام فيها من استحقاق الحق الفلسطيني وحريته حيث كان يراه اختياريا قبل ثمانية أشهر، بينما يراه الثاني إجبارياً ووحيدا ولو تعددت الخيارات.

يراكم الأول خسارات الردع والأمن والصورة والعلاقات والتباهي والاقتصاد، بينما يعزز الثاني السردية وتوسع جبهاته الميدانية والحقوقية والفكرية والتاريخية ويَعِد بالحصاد. وما زالت الساعة بتوقيت المقاومة.. محمد القيق