شبكة قدس الإخبارية

الكرة بلا ملعب

معبر رفح
محمد القيق

 

في الشهر الثامن للحرب:

* نقل موقع بريطاني أن 44 مهمة تجسس تمت في شهر مارس، وأن 1000 ساعة طلعات تجسس تمت منذ ديسمبر، وخلال شهر نيسان المنصرم تكثفت الطلعات وتحديدا فوق رفح ولا يوجد إحصاء لها.

* ⁠استمرار أمريكا في دورها المراوغ بين الإعلان عن معارضتها لعملية كبيرة في رفح وإمداد سابق للسلاح "لإسرائيل" وبين مراجعتها لقرار إمداد جديد ونصيحتها بأن تكون العملية في رفح مركزة وعلى مراحل، كل هذا يصب في معادلة التوافق منذ اليوم الأول على إبادة وقتل وتدمير، ويتوافق مع الطلعات التجسسية الأمريكية والبريطانية في أجواء غزة.

* ⁠تكثيف الحديث الإسرائيلي عن "المواد الاستخبارية" و"التحرك بناء على معلومات" سيؤكد في عملية رفح على التنسيق العالي للخطة التي وضعت في زيارة "بلينكن" وراجعها وفدا الولايات المتحدة و"إسرائيل" اللذان تبادلا الاجتماعات في تل أبيب وواشنطن، وتوج ذلك بجولة "بلينكن" الأخيرة للدول العربية.

* ⁠توجيه الإعلام للحديث عن الصفقة والهدنة وتأميل الناس لتخدير الشارع الإسرائيلي وتشتيت الأنظار عن مظاهرات جامعات أمريكا وأوروبا ومواقف الدول واستمرار الإبادة في غزة، وتشارك في ذلك بقصد أو جهل دول عربية بحجة وسيط ومجموعة عربية رغم إدراكهم العميق أن الفجوة كبيرة وأن الهدنة وهمية وأن أمريكا تستغل حديثا عنها لتغطية الإبادة إلا إذا جاءت بسقفها وهو استعادة الجنود واستكمال الحرب.

* استمرار محاولة عزل الساحات من خلال ورقة فرنسية للبنان، وحديث هدنة في غزة، وترهيب وترغيب لليمن، وقصف للعراق وسوريا؛ في محاولة للخروج من مأزق متصاعد.

أما على صعيد المقاومة:

* دخلت حرب استنزاف مع قوات الاحتلال وما زالت تسيطر على المشهد الأمني، وهذا بات مردوده سلبيا على "إسرائيل" لأنه يطيل أمد الحرب وبالتالي يفقدها يوميا صورة وعلاقات وهيبة جيش واستثمارات وأجواء مفتوحة وبحار وشحن ودعم وغطاء ويعمق عزلتها، كما أنها بطول أمد الحرب تستمر في الإبادة ظنا منها أنه السلاح الفتاك الذي يجبر المقاومة على التراجع والهزيمة في إطار عض الأصابع.

* ⁠تصاعد الجبهات يرهق "إسرائيل" وحلفها ويفضح مواقف ويبني حواجز سياسية وأخلاقية كانت تعتبرها لصالحها، واليوم تبذل جهدا على الأقل لوقفها لا لإعادتها لما كانت يوم 6 أكتوبر.

* ⁠سجلت المقاومة موقفا في المفاوضات رصدته كل الجهات الدولية، وبالتالي الاستمرار فيها الآن بالسياق ذاته رغم رد الاحتلال سيكون سلبيا على ما أنجز ولصالح هدف الأمريكي الذي يستخدم حديث الهدنة الآن شماعة لتحقيق ملف رفح على مراحل، بل واستغلال انشغال الحديث بالهدنة لإعطاء الاحتلال وقتا لتنفيذ جرائم في مواقع غزة وشمالها وخانيونس.

* ⁠في دخول الشهر الثامن محطات مهمة أنجزتها المقاومة وخسرتها "إسرائيل"، بينما هناك مواقف ما زالت تتستر خلفها قوات الاحتلال أهمها الجمود العربي الذي لم يتحرك شارعه وأحزابه، وكذلك مجلس الأمن الذي لم يلزم أو ينفذ ما يقول، وبالتالي تم إنجاز اختراقات ميدانية وشعبية وعالمية، وتقدمت مواقف سياسية دولية كثيرا، وتحققت عزلة "إسرائيل" إلا من منقذ صامت شعبيا وحزبيا وطلابيا ومتآمر نظاما، وڤيتو مجلس الأمن الذي تشل الضمير فيه بعض الدول ومصلحتها في إبادة الفلسطينيين.

طول أمد الحرب سيء "لإسرائيل" إذا وصل الطوفان دول العرب وأروقة الدول الكبرى، فهناك ستكتمل نتائج هامة يسجلها التاريخ للفلسطينيين الذين دفعوا فاتورة عجزت عن تسجيلها كتب الواقع والخيال.

الأمريكي يحمل الكرة ويستنفذ كل ما لديه من وسائل لئلا تكون في ملعب الاحتلال علّ خطة اليوم التالي والقوة العربية لإدارة غزة تكون خياره، بينما الوقت يهزم "إسرائيل" ويجبر الكرة على النزول من يد الأمريكي في موقع غير الذي يريده.