شبكة قدس الإخبارية

من أمريكا لأوروبا .. الحراك الطلابي المتضامن مع فلسطين يتوسع و"الحريات تسقط"

من أمريكا لأوروبا .. الحراك الطلابي المتضامن مع فلسطين يتوسع و"الحريات تسقط"

واشنطن - قدس الإخبارية: اتسعت رقعة الاحتجاجات الطلابية الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة، في عدة جامعات أميركية، لتصل كل من بريطانيا وفرنسا.

ووصل الحراك الطلابي لكل جامعة كولومبيا، وجامعة ييل، وجامعة بيركلي، وجامعة نيويورك، وجامعة واشنطن، وجامعة ميتشيغان، وجامعة ميرلاند، وجامعة نورث كارولينا، ومعهد ماساتشوستس للتكنلوجيا، وجامعة تكساس، وجامعة تافتس، وجامعة مينيسوتا، وجامعة ستانفورد، وجامعة بوليتكنك -كاليفورنيا، وجامعة العلوم في باريس، وجامعة بيتسيرغ في بريطانيا. 

ففي جامعة كولومبيا في نيويورك يواصل الطلاب اعتصامهم المفتوح في مخيم نصبوه بالجامعة منذ 8 أيام احتجاجا على ما يعتبرونه إبادة جماعية للشعب الفلسطيني.

وقد أمهلت إدارة الجامعة الطلاب المعتصمين 48 ساعة لإنهاء اعتصامهم داخل الحرم الجامعي.

ودعا مجلس الشؤون الإسلامية بأمريكا هيئة التدريس وقيادة جامعة كولومبيا إلى معارضة التهديد بنشر الحرس الوطني. 

وأضافت أن عسكرة مؤسساتنا التعليمية ونشر الشرطة ضد طلاب يحتجون سلميا تطور مثير لقلق عميق، مشددًا على أن حملة جامعة كولومبيا ضد الطلاب بقوة عسكرية سابقة خطيرة لإدارات الجامعات.

وكانت شرطة نيويورك اعتقلت يوم الجمعة أكثر من 100 متظاهر في المخيم في خطوة غير معتادة أثارت غضب بعض من أعضاء هيئة التدريس. وجرى وقف الطلاب عن الدراسة وتفكيك الخيام لكن طلابا آخرين نصبوا منذ ذلك الحين أكثر من 100 خيمة.

وقالت رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق في وقت متأخر من مساء الثلاثاء قبل الاتفاق على تمديد الموعد النهائي للمفاوضات إن "المخيم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، ويعطل الحياة في الحرم الجامعي، ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أفراد مجتمعنا… من الضروري أن نمضي قدما في خطة تفكيكه".

وتعهد المحتجون بمواصلة الاحتجاج حتى توافق الجامعة على الكشف عن أي استثمارات مالية قد تدعم الحرب في غزة وسحبها والعفو عن الطلاب الذين منعوا من الحضور للجامعة بعد المشاركة في المظاهرات.

وفي جامعة ولاية تكساس اعتقلت الشرطة ما لا يقل عن 10 طلاب احتجوا داخل حرم جامعة أوستن، بينما قامت قوات مكافحة الشغب بالتصدي للمتظاهرين الغاضبين، واستخدم بعضهم الهراوات لتفريقهم.

وقالت هيئة تدريس بجامعة تكساس في رسالة إن أعضاء من الهيئة لن يزاولوا عملهم اليوم بسبب الرد العسكري على حدث طلابي، وانتقت  سماح رئيس الجامعة للشرطة بتحويل الحرم الجامعي لمنطقة عسكرية. 

وأكدت أن فعالية التضامن مع غزة لم تتضمن أي تهديد بالعنف أو تعطيل للدراسة. 

وقد تلقى المحتجون تهديدات بمواجهة تهم جنائية بالتعدي على ممتلكات الغير في حال إصرارهم على التظاهر.

وكان طلاب جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس قد اشتبكوا مع عناصر الشرطة خلال محاولتهم إزالة الخيام التي نصبها المحتجون وسط الحرم الجامعي، وتم اعتقال عدد منهم.

وذكرت شبكة "إيه بي سي" الأميركية أن طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جامعة هارفارد أنشؤوا مخيما احتجاجيا في إحدى ساحات الجامعة، متهمين الجامعة بقمع الأصوات التي تتحدث علنا ضد الممارسات الإسرائيلية.

وشهدت جامعات أخرى احتجاجات مماثلة الأربعاء ونصب فيها المخيمات، منها جامعة براون في مدينة بروفيدنس، وجامعة ميشيغان في مدينة آن أربور، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبردج وجامعة كاليفورنيا بوليتكنك في مدينة هومبولت.

دعوات للاستقالة

وقد تعرضت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لانتقادات من بعض الجهات المانحة البارزة للجامعات ومجموعات الخريجين وأعضاء في الكونغرس الأميركي معظمهم من الجمهوريين. وطالبها بعضهم بالاستقالة لعدم قدرتها على إنهاء الاحتجاج واصفين المخيم بأنه معاد للسامية.

وطالب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون وعدد من أعضاء المجلس نعمت شفيق بالاستقالة ما لم تتمكن على الفور من إنهاء ما وصفه بالفوضى الجارية في حرم الجامعة.

وقال جونسون إن الكونغرس الأميركي لن يقف صامتا إزاء التهديدات التي تستهدف الطلبة اليهود.

من جهته قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يؤمن بأن حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز أمور مهمة في الحرم الجامعي.

وتاتي مطالبتها بالاستقالة على الرغم من أنها وصفت الطلبة بمعادي السامية وفصلت عددًا من الطلبة من الجامعة. 

غضب إسرائيلي

أما رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو فعلق على هذه الاحتجاجات، ووصفها بأنها معادية للسامية وشبهها بألمانيا في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي.

وقال نتنياهو في تسجيل مصور إنه يجب إدانة سلوك الطلاب في الجامعات الأميركية ورد فعل بعض الجامعات، ودعا المسؤولين المحليين والفدراليين إلى التدخل.

وفي وقت سابق من أمس، دعا وزير حرب الإسرائيلي يوآف غالانت إلى وقف المظاهرات، وزعم -في منشور عبر منصة إكس- أن المظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضا تحريض على الإرهاب.

وبدوره، ادعى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في منشور عبر المنصة ذاتها، أن يهود الشتات يعانون حاليا من موجة شديدة من معاداة السامية في المجتمعات والجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم.

لكن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق، فقد اتهم الإدارة الأميركية بـ"انتهاك الحقوق الفردية وحق التعبير" بشأن رفضها مظاهرات طلبة جامعيين يعارضون "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية في قطاع غزة.