شبكة قدس الإخبارية

"إسرائيل" تخسر واللعنة تتعمق

Israels-Faltering-Reputation_Fanack_AFP_JACK-GUEZ_1024PX
محمد القيق

 

لعنة العقد الثامن باتت واقعا خطته "إسرائيل" لنفسها؛ حيث كذبت يوم 7 أكتوبر وقتلت مستوطنين وأجانب وفلسطينيين، واستمرت في إبادة جماعية حرقت البشر والشجر والحجر في غزة، وتوافقت معها أنظمة استبداد عربية وأمريكا ظنا منهم أنها أيام معدودات.

تعمقت اللعنة، وأخطر ما فقدته دولة "إسرائيل" ثقة جمهورها فيها؛ فهي التي ما زالت تقتلهم وتشردهم وتشوش حياتهم وتقلص اقتصادهم وتجعلهم معزولين في العالم وملاحقين على الجريمة، وتمنع أسراهم من الحرية في إطار حربها التي لا أفق لها.

لا تستطيع "إسرائيل" الاستمرار حتى ومع إلحاح العربان عليها بحرق الفلسطينيين.

ما زالت لدى "إسرائيل" نافذة تخرجها خاسرة على الأقل وليست مندثرة، وذلك بتطبيقها فورا للقوانين الدولية والانسحاب من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهذا ضغط كبير ستواجهه حتى من أصدقائها كي تبقى على الأقل في ظل تعمق اللعنة.

إذا لم تستثمر "إسرائيل" هذه النافذة فهي ذاهبة إلى جحيم المجهول الذي بات واضحا فيه تلاشي أسس الدولة لديها، فلا أمن ولا أمان جوار ولا اقتصاد وحدود واستقرار في ظل سياستها الحالية التي عادت عليها وبالاً رغم أنها سخرت كل الإعلام الغربي والذخيرة والتشويه للفلسطينيين والتهويل ظنا منها أنها جولة وتنتهي.

"إسرائيل" نجحت في تفريغ جامعة الدول العربية من مضمونها لصالح تسمية أطراف عربية بالوسيط في إطار التفكيك والدمج والتطبيع وتمرير مخططاتها، لكنها فشلت في فهم جذور القصة.

شعب له حقوق ولم تنطلِ عليه "أوسلو" وتوابعها الخبيثة وما زال ينشد حقه، وإن لم تكن لديه دولة مستقلة ذات سيادة سيكون أصلا وجود "إسرائيل" في المرحلة القادمة أمر مشكوك فيه.

تدرك أمريكا وغيرها من أصدقاء "إسرائيل" الحاجة لوقف انهيارها في ظل استمرارها في الإبادة وتجاهل القانون الدولي، وبالتالي هم يحاولون الضغط على الفلسطينيين من خلال الوسيط لإنهاء الحرب على حساب الضحية، وفشلوا حتى اللحظة.

تحاول "إسرائيل" الانتصار في الميدان وتسابق الزمن الذي هزمها، وبالتالي باتت مجرمة ومعزولة وعنصر توتير وتدمير وغير قابلة للاحتواء في نظر دول عديدة، وتتوسع الدائرة مع مرور الوقت.

"إسرائيل" تخسر واللعنة تتعمق..