شبكة قدس الإخبارية

عن جحيم غزة الذي كشف ضعف جيش الاحتلال.. حماس هددت "فكرة الأمن" بالنسبة للمستوطنين

6542.PNG

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: ذكر تقرير لمجلة "the economist"، إنه لا زال هناك طريق طويل وضيق للخروج من "جحيم غزة" من الممكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى وكذلك تغيير حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ومن المحتمل أيضا أن تفشل المفاوضات ما يترك الاحتلال حبيسا للمسار الأكثر كآبة منذ وجوده.

وتقول المجلة إن جزء من المسار الكئيب بالنسبة للاحتلال، هو الحساب السياسي الذي سيأتي في نهاية المطاف، الذي لن يحدد مصير الفلسطينيين فقط بل سيحدد ما إن كان الاحتلال "سيزدهر" في السنوات الخمس والسبعين المقبلة.

 وتضيف، أن اللحظات التي يعيشها الاحتلال؛ غير مريحة للغاية، ففي السابع من أكتوبر هددت حركة حماس فكرة "إسرائيل" باعتبارها أرضا آمنة بالنسبة لليهود، وعلى الرغم من الحرب الإسرائيلية الدامية والمدمرة على قطاع غزة إلا أنه مهمتها في تدمير حركة حماس والقضاء عليها فشلت.

وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في الداخل، حيث المشاكل أعمق من قيادة بنيامين نتنياهو وهي في تصاعد، وقبل 7 أكتوبر، ظهرت الخلافات الحادة في قضية استقلال القضاء.

وأضافت: الحرب على غزة زادت من المخاطر الداخلية التي يواجهها الاحتلال، وعلى الرغم من استبعاد الأحزاب اليمينية المتشددة في الائتلاف من حكومة الحرب، إلا أنها عرضت مصالح الاحتلال للخطر من خلال استخدام الخطاب التحريضي، وإذكاء عنف المستوطنين ومحاولة تخريب المساعدات والتخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، كما أن المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال لم تعد تتولى المسؤولية بشكل كامل.

واعتبرت، أن فشل الاحتلال الأخير هو الدبلوماسية، حيث كان الغضب من الحرب أمراً لا مفر منه، وخاصة في الجنوب العالمي، لكن أداء الاحتلال كان سيئاً في مواجهتها.

وقالت، إن "الحرب القانونية"، بما في ذلك ادعاءات الإبادة الجماعية تلحق الضرر بسمعة الاحتلال، حيث يتعاطف الشباب الأميركيون معه بشكل أقل من آبائهم، وقد حاول الرئيس جو بايدن كبح جماح حكومة نتنياهو من خلال احتضانها علناً، لكنه فشل.

وبحسب المجلة، فإن لدى الاحتلال صورة قاتمة لا يتم الاعتراف بها دائما ويتحدث نتنياهو عن هجوم عسكري في رفح، آخر معقل لحماس بحسب المزاعم الإسرائيلية، في حين يتخيل اليمين المتشدد إعادة الاستيطان في غزة.

وأشارت إلى إن الضرر الذي يلحق بسمعة الاحتلال الإسرائيلي قد يزيد من صعوبة مواصلة القتال في غزة، فالتهديد طويل الأمد يأتي من إيران ووكلائها، بما في ذلك حزب الله ويتطلب ردع ذلك شراكة عسكرية مع أمريكا، وهي تحتاج إلى دعم الحزبين، ومن الناحية المثالية، دعم دول الخليج أيضًا.

وأوضحت، أن الاقتصاد الإسرائيلي يعتمد على صادرات التكنولوجيا والخبراء الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الأسواق العالمية، وبدلاً من جعل الإسرائيليين آمنين، فإن الاحتلال الدائم يسمم السياسة من خلال تشجيع اليمين المتشدد وتوليد المقاوم الفلسطيني من خلال التصعيد في الضفة. 

ونوهت إلى أن هناك تهديدات اقتصادية كبيرة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، ومع تعمق العزلة عن الغرب بسبب الحرب، فقد يضعف الردع، وقد يتم إدراج شركات إسرائيلية في القائمة السوداء، ويمكن لرؤساء الشركات نقل شركات التكنولوجيا الفائقة إلى الخارج، أو إلقاء القبض عليهم هناك إذا كانوا من جنود الاحتياط.

ووفق المجلة، فإنه يجب على أمريكا أن تساعد الاحتلال الإسرائيلي على تجنب هذا المصير، وإذا فشلت فسوف تدفع هي نفسها ثمناً دبلوماسياً باهظاً، والأفضل هو وقف مؤقت لإطلاق النار، وفتح الطريق أمام محادثات حل الدولتين، ومن دون ذلك فإن السياسة الأميركية سوف تحتاج إلى إعادة ضبط.