فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أدلة جديدة تدين جيش الاحتلال بارتكاب مجزرة دوار النابلسي بحق آلاف الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية الخميس الماضي.
وبحسب بيان الأورومتوسطي، فإن عددًا كبيرًا من ضحايا المجزرة أصيبوا برصاص (5.56x45مم ناتو) ويطلق من أسلحة يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال، إنه بناءً على عينة مكونة من 200 شهيد ومصاب في المجزرة، تبين أنهم أصيبوا فعلًا بهذا النوع من الرصاص، وأنه تم معاينة مجموعة من هذه الرصاصات في مكان وقوع المجزرة، وكذلك من خلال الشظايا التي كانت في أجساد الجرحى والشهداء، حيث تبين أن هذا النوع من الرصاص يطلق من بنادق مثل M4 وتافور (Tavor)، بالإضافه إلى السلاح الرشاش (Light machine gun LMG) مثل IWI Negev.
وذكر، أن الفحص الذي جرى حول هذا النوع من الرصاص يظهر أن ذخيرة 5.56 × 45 ملم هي رصاصة FMJ أساسية من الرصاص المستعمل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، بطرف فولاذي وطلاء نحاسي (رأس أخضر)، حيث تعد المملكة المتحدة أحد مصادر هذا النوع من الرصاص الذي رخصت وزارة الحرب الإسرائيلية استخدامه، كما ويتم تصنيعه لدى الاحتلال من قبل شركة IMI SYSTEMS.
ومن بين الشهادات التي وثقها الأورومتوسطي، أصابت رصاصة كيس طحين كان يحمله أحد الشهود وهو فوق الشاحنة، واخترقته الرصاصة ثم اخترقت السترة التي كان يرتديها.
ووثق الأورومتوسطي شهادات جديدة حول تفاصيل ما حدث يوم المجزرة، أظهرت أن إطلاق النار من قوات الاحتلال الإسرائيلية تجاه المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات بدأ بشكل مباشر حوالي الساعة 4:10 فجر يوم الخميس 29 كانون شباط/فبراير الماضي، وقد داهمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الساعة 5:30 صباحًا تجمع المدنيين الفلسطينيين، فيما كان يتواجد عدد كبير من الجرحى والشهداء وآخرين يحاولون الهرب، واعتقل الاحتلال عددًا من الموجودين، فيما أجبر آخرين على النزوح إلى منطقة الجنوب، وأعدم عددًا من الأشخاص بشكل مباشر وتركوهم لاحقًا على الشاطئ.
ويقول شاهد آخر: "حوصرنا حتى السادسة والنصف، وكان المصابون يمسكوننا من أرجلنا ويقولون لا تتركونا، وعند خروجي كان الطحين والمواد الغذائية غارقة في الدماء".
ويقول مسعف كان متواجدا لحظة الحدث: "قدمت الإسعاف لعدد من المصابين تبين لي أن بعضهم مصاب في صدره وآخرون في أطرافهم، وخلال محاولتي سحب أحد المصابين، قدمت الدبابة فاضطررت للانسحاب من المكان، فيما كان هناك عدد كبير من القتلى والمصابين".
ويقول المرصد، إن فريقا تابعا له كان متواجدا وقت حدوث المجزرة، ووثق إطلاق الدبابات الإسرائيلية النار بكثافة تجاه تجمعات المدنيين الفلسطينيين خلال محاولتهم استلام مساعدات إنسانية على دوار النابلسي، دون أن يشكلوا أي تهديد.
وأشار المرصد إلى أن أدلة أخرى تثبت تورط الاحتلال في المجزرة التي يحاول التنصل منها، تتضمن علامات الإصابات على أجساد القتلى والمصابين، والمقاطع المصورة التي نشرها شهود العيان للحادثة، وصوت الرصاص الواضح ومصدره من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة باتجاه البحر، وحالة الذعر والترويع التي أصابت جميع المتواجدين، بما في ذلك البعيدين عن شاحنات المساعدات، ودفعتهم للهروب في كل الاتجاهات باحثين عن مكان للاحتماء فيه.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن جميع هذه الأدلة تشير إلى نية الاحتلال في استخدام التجويع ومنع المساعدات وقتل الجياع لتنفيذ جريمة التهجير القسري ضد الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، وأن هذه الأفعال تشكل جزءًا أساسيًا من جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد جميع سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
كما حث المرصد الحقوقي على تدخل دولي أكثر فاعلية وحسمًا من أجل ضمان وصول الإمدادات الإنسانية بشكل آمن وكامل ومن دون أي عوائق لضمان الوصول إلى جميع الأشخاص المتضررين وتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل، وإلا فإن الاستجابة بالمستوى المطلوب للحيلولة دون تفاقم كارثة المجاعة الجماعية الناشئة في قطاع غزة ستكون مستحيلة قريبًا.