رام الله - قدس الإخبارية: استعرض نادي الأسير الفلسطيني معطيات، وفق شهادات المعتقلين عن سجن (مجدو)، الذي ارتقى فيه بعد السابع من أكتوبر ثلاثة معتقلين
وشكّل سجن (مجدو) أحد أبرز السّجون التي شهد فيها الأسرى والمعتقلون، عمليات تعذيب وتنكيل كانت الأشد إلى جانب ما جرى في سجن (النقب)، بعد السابع من أكتوبر.
ويعتبر سجن (مجدو) من السّجون المركزية التي يحتجز فيها الاحتلال الأسرى الفلسطينيين، وبعد السابع من أكتوبر خرجت عشرات الشهادات من أسرى ومعتقلين حول ما نفّذته قوات القمع التابعة إلى إدارة السّجون إلى جانب وحدات من جيش الاحتلال الإسرائيليّ، حول عمليات التّعذيب التّنكيل الوحشية التي تعرضوا لها بشكل ممنهج وجماعي.
وشكّلت عمليات الضرب المبرّح، وعمليات الاقتحام الوحشية إحدى أبرز ما تضمنته شهادات المعتقلين، إلى جانب ظروف الاحتجاز القاسية جدًا، والتي تندرج في إطار عمليات التّعذيب الممنهجة.
وفي بداية العدوان الأكبر على الأسرى بعد السابع من أكتوبر نقل العديد من الأسرى ومنهم قيادات في الحركة الأسيرة إلى سجن (مجدو)، وتحديدًا عزل (مجدو) بعد عمليات تنكيل وتعذيب وضرب مبرح تعرضوا لها، ووضعوا فعليًا في عزل مضاعف، وأشار النادي أنه لا يمكن وصف العزل القائم في السّجون بمستوى العزل الذي كان قبل السابع من أكتوبر فهو عزل مضاعف إلى أكثر من مستوى جرّاء حرمان الأسرى من زيارة عائلاتهم، وتجريدهم من أي وسيلة تطلعهم على ما يجري في الخارج فقد تم تجريد جميع الأسرى من (أجهزة التلفاز، والراديو)، والمتاح اليوم هي زيارات محدودة تجريها الطواقم القانونية في ظروف صعبة ومشددة.
وإلى جانب الاعتداءات الوحشية والمروعة في السّجن، فإن إدارة السّجون تواصل نهجها في سياسة التجويع التي أثرت على أوضاعهم الصحيّة، بالإضافة إلى البرد القارس الذي فاقم بشكل كبير من معاناتهم، وما يرافقه من حرمان الأسرى من توفير ملابس وأغطية بشكل كافٍ، عدا عن الاكتظاظ الشديد الذي تشهده الأقسام.
وبعد السابع من أكتوبر ارتبط اسم سجن (مجدو) بارتقاء ثلاثة شهداء نتيجة لعمليات التّنكيل والتّعذيب والجرائم الطبيّة، حيث ارتقى فيه كل من الشهيد عمر دراغمة من طوباس، وكان ذلك في تاريخ 23/10/2023، والشهيد عبد الرحمن مرعي من سلفيت، في تاريخ 13/11/2023، بالإضافة إلى الشهيد عبد الرحمن البحش من نابلس، والذي ارتقى في تاريخ الأول من يناير 2024.
وكانت من بين الشهادات الأولى والأبرز التي صدرت من سجن (مجدو) عن المعتقل (ع.ح)، والذي روى تفاصيل مروعة عن عمليات الضرب بشكل أساس وتحديدًا التعمد بضرب المعتقلين على مناطق حساسة في الجسد، تركيز عمليات الضرب على الرأس والظهر، وقد وصف سجن (مجدو) بسجن (أبو غريب)، كما أنّ غالبية الأسرى في الغرف ينامون على الأرض، لم تُستثنّ أي فئة من عمليات الضرب والتنكيل بما فيهم الأطفال حيث يتواجد في سجن (مجدو) معتقلين أطفال، عدا عن الشتائم والألفاظ النابية التي يتلقاها الأسير خلال عمليات الاعتداء عليه.
ولم يتلقَ جميع من تعرضو لإصابات جرّاء عمليات التّعذيب والتّنكيل للعلاج، وتعرضوا لجرائم طبيّة، وكان ذلك بارزًا في إحدى الشهادات حول ظروف استشهاد الأسير عبد الرحمن البحش.