غزة – قدس الإخبارية: أول خطوات المواجهة، وموج الطوفان العاتي، كانت تلك الصور القادمة من مستوطنة سديروت، في غلاف قطاع غزة، ومركبات كتائب القسام وعناصرها تتجول في شوارع المستوطنة وتفرض منعًل للتجول، أمس السبت 7 أكتوبر\تشرين الأول 2023.

مستوطنة سديروت، هي كبرى مستوطنات "غلاف غزة"، وتبعد حوالي كيلومتر ونصف عن القطاع، وأقيمت على أراضي قرية "النجد" الفلسطينية الواقعة شمال قطاع غزة بعد عام 1948، وتحولت إلى مستوطنة يسكنها أكثر من 19 ألف مستوطن.

هذه المستوطنة، شهدت ثقل اليوم الأسود، كما وصفه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وظهرت من هذه الأرض المحتلة صورًا لكثرة المستوطنين القتلى في شوارعها، وعدم تمكن جيش الاحتلال من إجلائهم، كما لم تهدأ صواريخ القسام بالنزول على منازل المستوطنين. 

صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، تصف سديروت بساحة الحرب، وتنقل عن أحد المستوطنين فيها قوله: "هناك إنذارات وإطلاق نار كثيف ودمار وخراب، يبدو أنها معركة طويلة". 

الحدث الأكثر قوة في المستوطنة، هو نجاح عناصر المقاومة الفلسطينية من اقتحام مقر شرطة المستوطنة، وقتل 20 عنصر شرطة لدى الاحتلال، وفق إعلان المصادر العبرية، منهم قائد شرطة المنطقة الجنوبية الذي أعلن عن إصابته.

أكثر من 20 ساعة، وكتائب القسام تسيطر على مقر شرطة الاحتلال، دون أن يستطيع الاحتلال يجيشه وعناصره أن يحرز تقدمًا واختراقًا ليستعيد سيطرته على المقر، فاستعانَ بجرافة وقواتٍ إضافية. 

لكن المقاومة التي استطاعت أن تصل عمق الغلاف، وتوجه ضربتها في طوفان الأقصى، وجهت فشلًا كبيرًا آخر للاحتلال حين انسحب المقاوم بسلامٍ من مقر الشرطة بعد يومٍ من التحصن فيه، وهو ما دفع الاحتلال إلى إصدار إنذار لسكان المستوطنة بالبقاء في بيوتهم خشية من المقاوم. 

وصباح اليوم الأحد، 8 أكتوبر\تشرين الأول 2023، قالت مصادر عبرية إن الاشتباكات تجددت بين المقاومين وقوات الاحتلال في مقر الشرطة بسديروت، المقر الذي ظهر اليوم وهو كتلة من دمار نتيجة المعارك الضارية. 

المستوطنة أيضًا شهدت صواريخ القسام، بدءًا من صواريخ رجوم، التي أطلقتها القسام مع بدء الطوفان لتنفيذ العملية، وليس انتهاءً بما أعلنه القسام صباح اليوم الأحد من توجيه ضربة صاروخية كبيرة لمستوطنة سديروت  بـ100 صاروخ ردًا على استهداف البيوت الآمنة في قطاع غزة. 

وقالت مصادر عبرية، إن 6 صواريخ سقطت بشكلٍ مباشر على مبانٍ في المستوطنة، كما أصيب 4 مستوطنين إثر القصف الصاروخي، إحداها بحالة صعبة.