رام الله - قدس الإخبارية: في 28 سبتمبر/أيلول 2000 اقتحم أرييل شارون المسجد الأقصى، متجاهلا تحذيرات فلسطينية من أن اقتحامه قد يشعل المنطقة، وهو ما كان حيث انطلقت انتفاضة شعبية عمّت القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وبعض مناطق الداخل، وتحولت بعد شهور إلى انتفاضة مسلحة استمرت سنوات.
وشهدت ساحات المسجد الأقصي، في نفس اليوم، مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة عدد من المصلين الفلسطينيين وعدد آخر من جنود الاحتلال، وأدي ذلك إلي امتداد الانتفاضة إلى ربوع فلسطين، وتوقفت فعلياً في تاريخ 8/2/2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ والذي جمع الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثاً محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال "أرئيل شارون".
وتأتي ذكرى الانتفاضة هذا العام، مع تصاعد مخططات الاحتلال التهويدية للمسجد الأقصى المبارك، والاقتحامات الكبيرة للمستوطنين لباحاته خلال الأعياد اليهودية التي تتزامن الشهر الجاري وحتى منتصف أكتوبر، تخللها نفخ في البوق وطقوس تلمودية وتدنيس لمقبرة باب الرحمة.
ويواصل الفلسطينيون عامة والمقدسيون خاصة، تصديهم لمخططات الاحتلال ومستوطنيه بالرباط والحشد في ساحاته رغم انتهاكات الاحتلال وتضييقاته، عدا عن تصاعد المقاومة في الضفة والقدس نصرة للمسجد والمقدسات.
واستشهد خلال المواجهات التي اندلعت في 28 من سبتمبر عام 2000، 7 مواطنين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا، وشهدت مدينة القدس لاحقا مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات.
وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسميت بـ”انتفاضة الأقصى”، حيث تميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة أعمال المقاومة المسلحة التي نفذتها الفصائل الفلسطينية.
ونفذت المقاومة عمليات تفجير وإطلاق نار استهدفت مواقع الاحتلال والمستوطنين في كافة مناطق فلسطين المحتلة قتل خلالها 334 جنديا إسرائيليا و735 مستوطناً.
إضافة الى إصابة 4500 مستوطن آخرين وعطب 50 دبابة من نوع ميركافا وتدمير عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية.
ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات نفذتها قوات الاحتلال الى جانب المواجهات، واستشهد 4412 فلسطينيا بالإضافة إلى 48322 جريح، كحصيلة لاجتياحات قوات الاحتلال وعمليات الاقتحام اليومية.
وكان من أبرز أحداث انتفاضة الأقصى اجتياح مخيم جنين ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الإسرائيلية، إضافة إلى 58 جنديا، وإصابة 142 جنديا في المخيم.
وتعرضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنازل والبيوت، وتجريف آلاف الدونمات الزراعية.
واغتال الاحتلال أكبر عدد من قيادات الصف الأول، في محاولة لإخماد الانتفاضة، ولإضعاف فصائل المقاومة وإرباكها، وكان في مقدمتهم مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وعدد من كبار قيادات الحركة، بالإضافة للقائد أبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحصار ياسر عرفات في رام الله حتى استشهاده.
وفي عام 2002 بدأ الاحتلال من القدس بناء جدار الفصل العنصري لمنع دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس والأراضي المحتلة عام 48، وشهدت الانتفاضة الثانية تطورا في أدوات المقاومة الفلسطينية، التي عملت على تطوير أجنحتها العسكرية.
وتوقفت انتفاضة الأقصى في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق بين السلطة الفلسطينية والاحتلال بقمة رباعية في "شرم الشيخ" المصرية، وانتهت بإعلان كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الاحتلال حينها أرييل شارون بوقف الانتفاضة.