شبكة قدس الإخبارية

التطبيع العربي – مسار أمريكي

التطبيع العربي – مسار أمريكي
إسلام حامد

في الكيان الصهيوني وحتى لا يتم خلط الأوراق يعتقدون بأن التطبيع بين المملكة العربية السعودية والكيان هو هدف أمريكي بحت، باعتباره تقدم نوعي للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية، وقطعًا للطريق على النشاط الصيني، وإلى حد ما الروسي في الوطن العربي والقارة الأفريقية عمومًا.

المعركة بالنسبة لواشنطن هو كيفية تحجيم الدور الصيني وتقليص الامتداد التجاري لها، كونها تمثل الخطر الوجودي عالميًا لسلطة أمريكا الطويلة.

المحرك لهذا المسار انطلق إثر تدخل الصين في وساطة ناجحة بين السعودية وإيران، التي كانت اختراقًا غير مسبوق في المنطقة بين منافسين لها من المصالح المتباينة والصراعات الصامتة وغيرها الكثير.

ومؤخرًا الأمريكان أعادوا القناعة لأنفسهم ولحلفائهم بأنهم لن يتخلوا عن المنطقة العربية؛ لحساسية الصراعات الناشئة فيها، ولوجود الكيان الصهيوني على رأسها، إلا أن الكيان لا يظن أن الفعل الأمريكي في الوساطة والعودة بقوة للمنطقة هو عمل خير يصبُّ في صالح الكيان؛ بل الحاصل هو العكس، فإن الحال متعلق بدعم اللوبي اليهودي للديمقراطيين أمام الجمهورين في كثير من القضايا الملِّحة، بحسب المزاج الأمريكي، فإن الكيان الصهيوني ملزم اتجاه الفلسطينيين، كأن يعطيهم شيئًا ما.

واستباقًا لهذه الأعطيات، فإن الكيان يؤكد بأنه لن يتم تجميد الاستيطان حتى لو لثانية واحدة. وعلى كل بين ما هو مقبول وغير مقبول، فإن اللعبة السياسية التي تُدار في المنطقة تعمل على تهيئة الأجواء لقبول المملكة العربية السعودية كلاعب استراتيجي مهم في عادي التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني.

الثمن كما هو العادة، استنزاف القضية الفلسطينية أكثر، وتقديم الفُتات الممكن، طبعًا إن كان هناك فُتات، ومن جهة أخرى ترتيبات أمنية وعسكرية لصالح هذا النظام أو ذاك.

في الجانب الفلسطيني وتحديدًا قيادة السلطة الوظيفية في رام الله ينتظرون ما يُعينهم على الصعود أمام صعود مشروع المقاومة وقدرته على تحدي الكيان الصهيوني وجيشه ومستوطنيه، بما يعني سحب الشرعية أو بقايا الشرعية الموجودة لدى سلطة رام الله وإعادة الشرعية للشارع الفلسطيني الذي يدعم بأكثريته المقاومة وفصائلها.

أما على الصعيد العربي فإن الأمنيات كثيرة من عملية التطبيع وعلى رأسها كيفية السيطرة أكثر على الشعوب العربية وموارد البلاد بما يخدم مصلحة العائلات الحاكمة لهذه الدول لا غير! وبالتالي يعتقد الكيان أن عملية التطبيع المستمرة منذ وقت ليس بقريب تقود بالحتم إلى استقرار وجوديًا أمام عديد المخاطر التي لا تنتهي.

وفي النهاية صاحب الكلمة هو جهاز شعب فلسطيني الذي بوجوده يفشل المشاريع الاستسلامية المرة بعد الأخرى حتى ينال حقوقه العادلة بدولة عادلة على كامل جغرافيا فلسطين المحتلة، رغم أي تطبيع أو مسارات أمريكية.