بيروت - قدس الإخبارية: عاد الهدوء، صباح اليوم الخميس 3 أغسطس 2023، إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوب لبنان بعد اشتباكات مسلّحة وُصِفَت بالأعنف منذ السبت الفائت، خرق خلالها اتفاق وقف إطلاق النار الذي تشرف على تنفيذه لجنة هيئة العمل الفلسطيني المشترك، وأسفرت عن سقوط قتيل محسوب على حركة فتح و4 جرحى.
وأفادت مصادر فلسطينية أن "الوضع حالياً هادئ، وإن إجراءات الجيش اللبناني مستمرة، وقد فتحت بعض مداخل مخيم عين الحلوة، كما فتحت بعض المحال أبوابها، لنشهد حركة طبيعية نسبياً، لكن مع حذر مستمرّ وترقب لما قد يجري خلال النهار".
وتجدّدت الاشتباكات ليل أمس الأربعاء بشكل مفاجئ بعد ساعات من تثبيت قرار وقف إطلاق النار، وقد استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة من خفيفة ومتوسطة وقذائف صاروخية ومدفعية، وتركزت بشكل أساسي على محور حي البركسات الذي يعد معقل حركة فتح، ومخيم الطوارئ الذي يعد معقل المجموعات الإسلامية المتشددة وعصبة الأنصار، وقد اتسعت رقعتها لتشمل العديد من المحاور.
وقد طالت نيران الاشتباكات العديد من الأحياء في مدينة صيدا، ولا سيما محيط مستشفى صيدا الحكومي ودوار "الأميركان"، وبعض أماكن تجمّع النازحين الذين فرّوا من جديد بحثاً عن أماكن آمنة للاحتواء فيها، ونقاط عسكرية للجيش اللبناني، ولم يسلم منها كذلك العاملون في مجال الرعاية الصحية.
وقال مدير مستشفى الهمشري، الدكتور رياض أبو العينين إن "الوضع اليوم هادئ جداً، ولم يسمع أي إطلاق نار منذ ساعات الفجر الأولى"، مشيراً إلى أن الاشتباكات ليل أمس كانت عنيفة جداً، وأسفرت عن مقتل شخص بإصابة مباشرة في الرأس وسقوط 4 جرحى، لافتاً إلى أن العدد الإجمالي أصبح 13 قتيلاً و59 إصابة.
وأضاف أبو العينين "لم نفهم ما حدث أمس، أو السبب وراء خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت كل القوى والجماعات الفلسطينية الالتزام به.. هناك تبادل اتهامات بين الأطراف حول الجهة المسؤولة عن خرق الهدنة"، لافتاً إلى أن الاشتباكات كانت عنيفة وجرى استخدام مختلف أنواع الأسلحة فيها والقذائف الصاروخية التي سقط العديد منها في مدينة صيدا، و5 قذائف سقطت للمرة الأولى في محيط مستشفى الهمشري.
ولفت أيضاً أبو العينين إلى أن هناك أماكن لتجمّع النازحين أخليت أمس بسبب الاشتباكات التي طاولتها، إذ لم تعد آمنة، خصوصاً مسجد الموصللي الذي جرى إخلاؤه، وقد فتحت مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أبواب مدارسها لهم، مشيراً إلى أن النازحين أصبحوا يتركزون في مدرسة عسقلان، ومخيم المية ومية، ومدرسة نابلس في صيدا.
وأضاف هناك حوالي 600 شخص مع أطفالهم لجأوا إلى المدرستين، مشيرا إلى حرص الفرق الطبية على زيارتهم والقيام بعمليات الإغاثة وتقديم المساعدات المطلوبة ولا سيما الطبية.
وأكد أن عددا كبيرا من النازحين انتقلوا إلى بيوت عوائلهم، خصوصاً أن الوضع ليس آمناً بعد للعودة، كما أن بينهم (النازحون) من تضرّرت منازلهم ولم تعد صالحة للسكن، مشيرًا إلى أن "الأضرار المادية كبيرة جداً في المخيم".