غزة - قدس الإخبارية: كشف برنامج (عوفداه – الحقيقة) الذي بث على القناة 12 العبرية، اليوم الأربعاء 19 نيسان 2023، تفاصيل عملية عسكرية نفذتها كتائب القسام خلف خطوط الاحتلال إبان معركة العصف المأكول عام 2014.
ووفق البرنامج، فإن 12 مقاتلا من كتائب القسام يرتدون زيا عسكريا مشابها لزي الجيش الإسرائيلي، تمكنوا من التسلل في اليوم العاشر من حرب 2014 في تمام 5:30 صباحًا إلى منطقة بين نيرعم ومستوطنة سديروت على مقربة 700 متر من المستوطنة واستهدفوا جيبا عسكريا بقذيفة آر بي جي في تمام الساعة 6:36.
وأشار البرنامج الى أن 4 ضباط إسرائيليين قتلوا في العملية، فيما حاول مقاتلو القسام خطف أحد الجنود لكن سرعان ما تم تفعيل إجراء "حنيبعل" الخاص بحدوث عملية خطف.
وفي تفاصيل العملية، نجح 12 مقاتلا من كتائب القسام متخفين من اختراق الحدود بالقرب من كيبوتس نير عام، وقاموا بالاشتباك مع قوة من الجيش حيث فاجأت الخلية القوة التي كانت في الجيب وأطلقت تجاههم صاروخ مضاد للدروع، وأسفرت عن مقتل السائق الجيب "نداف قولدماخر" وأثناء العملية انتبهت قيادة الجيش أن مايحصل سيؤدي حتماً لعملية جلعاد شاليط 2.
وبين البرنامج أن غرفة المراقبة التي كشفت الخلية لأول مرة قالت أنهم بدوا كأنهم من جنود الجيش الإسرائيلي وقد كانوا جالسين ومن ثم بدأوا بالزحف، مشيرا إلى أنه خلال العملية تم استدعاء على الفور أربع طائرات استطلاع لمراقبة ساحة المعركة ومحاولة فهم ما الذي يجري بالضبط.
وأضاف:" الحادث كان بالنسبة للجيش الإسرائيلي وغرف المراقبة الجوية والأرضية كالأحجية غير مفهوم، وكانوا يحاولون ربط الأحداث ببعضها البعض، فيما قالت غرفة المراقبة:"كنا متأكدين من وجهة نظرنا أنهم جنود تابعون لنا ولكن فيما بعد ما أثار انتباهنا أنهم مستلقون على الأرض ويقومون بتوجيه الأسلحة تجاهنا وليس باتجاه الحدود".
ونقل البرنامج عن "أمير أشل" قائد سلاح الجو قوله: "خلال حرب 2014 عندما كنت أشاهد صور طائرات الاستطلاع لم استطع أن أميز هل هم جنود الجيش أم مقاومين".
ولفت البرنامج إلى أن الأمر الذي زاد في عملية التضليل أنه قبل عدة ساعات من العملية مرت من نفس المنطقة قوات تابعة للواء ناحل، فلم يكن من السهل التمييز هل المسلحين يتبعون للناحل أم لا.
و أضاف: "بعد حوالي عشر دقائق من اكتشاف المسلحين قرر قائد المنطقة إرسال جيبين للمكان للتأكد من شخصية المسلحين الموجودين حيث لم يكن معلوم لدى الجيش بشكل مؤكد هويتهم وكان المسلحون بالفعل على بُعد 700 متر من مستوطنة سديروت".
وتابع:" بعد لحظات قام مشغلين لطائرتي استطلاع بالاتصال بغرفة عمليات فرقة غزة وابلغوهم أن المسلحين ليسوا جنود من الجيش، ولم يكن لدى مشغلي الطائرات اتصال مباشر مع قائد الدورية التي ذهبت للاستطلاع وطلبوا من غرفة العمليات إعلامهم بسرعة لأنهم قريبين من الخطر".
وواصل: "بالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع دخل الجيبين لنطاق تصوير الطائرات وكان واضحًا في الصورة التي تحول بشكل مباشر إلى غرفة العمليات الجيب الأول وهو يسير على الطريق والمقاومين متخفين في الأعشاب على جانب الطريق، ولحظة اقتراب الجيبين من المقاومين حدثت لحظات الجنون حيث كان واضحاً على شاشات غرفة العمليات لحظة استهداف الجيب الأول بقذيفة.
وذكر أنه عند إصابة جيب الضابط "دولف" بالقذيفة اتضح للجيش الإسرائيلي أن ذلك فقط هو بداية الحدث، مشيرا إلى أنه تم النداء على الضابط "دولف" والجنود المرافقين له عبر اللاسلكي ولكن لم يجب أحد.
ووفقاً لشهادة أحد الجنود الذين ذهبوا للمكان ورأى بعض جثث المقاومين قال "كانوا يرتدون زي الجيش الإسرائيلي بكافة تفاصيله من الخوذة حتى الحذاء وكان من الصعب تمييزهم".
ويضيف أحد الجنود وفقًا لشهادته أن المسلحين كانوا يرتدون الأحزمة الناسفة، وكان هناك تخوف لدى جنود الجيش من الإقتراب للمقاومين بسبب ارتدائهم الأحزمة.
ونقل البرنامج عن أحد الجنود الذين ذهبوا لمكان العملية قوله : "اقتربت من جيب الضابط دولف ورأيت جثث الجنود داخل الجيب وعلى جانب الجيب، وجثة أحد الجنود بعيدة عشر أمتار عن الجيب".
وقال "جاي عيرون" قائد إحدى الدبابات الذي شارك في الحدث :"كانت الصرخات عبر اللاسلكي مستمرة ويطلبون أن أطلق النار من الدبابة على إحدى الشجرات التي كانت في المنطقة، ويضيف قائلا لقد رأيت شخصين خلف الشجرة وأطلقت عليهم قذيفة ليتضح أنهم من جنود الجيش.
ونوه البرنامج إلى أن قيادة فرقة غزة قامت بتضليل عملية أسر الجنود القتلى، حيث قالت إن جميعهم قتلوا من نيران المسلحين ليتبين فيما بعد أنه قد تم اتخاذ قرار باجراء "هانبيعل" لمنع وقوع عملية خطف.
وأضاف: "لقد كان واضحًا بأن إثنين من الجنود قتلوا بنيران المسلحين والجندي الثالث لم يعرف بنيران من تم قتله، أما الجندي الرابع تم قتله باجراء هانبيعال عندما اقترب اليه أحد المقاومين.
ويروي قائد إحدى طائرات الاستطلاع أنه عندما رأى أحد المقاومين يقترب من الجيب اتخذ قرار باطلاق صاروخ على الجيب وعندئذ لم يكن متأكدا إذا ما كان السائق ميتاً بنيران المسلحين أم قُتل بصاروخ الطائرة الذي أطلقه تجاه الجيب.