القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة جديدة في المسجد الأقصى المبارك، الليلة الماضية، واعتدت على عشرات المعتكفين والمعتكفات.

قبل منتصف الليلة الماضية، اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين فيها لإجبارهم على الخروج منها.

واقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي في المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين والمعتكفات واعتقلت عدداً منهم.

ووثقت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي اعتداء عناصر شرطة الاحتلال على المعتكفين في المسجد، بالضرب والرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.

كما انتشرت صور لمرابطاات في المسجد والدماء تملأ ملابسهن بعد الاعتداء الوحشي عليهن من قبل جنود الاحتلال.

وقال المحامي فراس الجبريني إن عدد المعتقلين من المسجد الأقصى، الليلة الماضية، يتراوح بين 400 إلى 500 معتقل أفرج عن عدد منهم لاحقاً، بشرط إبعادهم عن المسجد لمدة أسبوع.

وفجر اليوم، أعادت قوات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى ثم اعتدت على المرابطين فيه لتسهيل اقتحامات المستوطنين.

وامتدت الاعتداءات إلى أزقة البلدة القديمة حيث لاحقت قوات الاحتلال الشبان لمنعهم من البقاء في المسجد أو الوصول إليه.

كما طالت اعتداءات جنود الاحتلال مركبات الإسعاف التي منعت لفترة من الوصول إلى المصابين، ووثقت صور للمعتقلين الذين أفرج عنهم لاحقاً تعرضهم للضرب الوحشي خلال اعتقالهم.

المقاومة في غزة تضرب مستوطنات "الغلاف"

وبعد الاعتداء الوحشي على المعتكفين والمعتكفات في الأقصى، وجهت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة رشقة صاروخية نحو المستوطنات المقامة في محيط قطاع غزة.

وقالت مصادر عبرية، إن مصعناً في مستوطنة "سديروت" أصيب خلال الرشقة الصاروخية التي وجهتها المقاومة لمستوطنات "الغلاف".

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، عن إصابة مستوطن خلال هروبه نحو الملاجئ بعد اطلاق الصواريخ نحو المستوطنات المحيطة بقطاع غزة.

وصباح اليوم، نفذ طيران الاحتلال غارات على مواقع للمقاومة في غزة وقالت مصادر محلية إن المضادات الأرضية للمقاومة ردت على العدوان.

وقال الناطق باسم حماس، حازم قاسم، إن "القصف الصهيوني على قطاع غزة صباح اليوم محاولة فاشلة لمنع غزة من استمرار مساندتها بكل الوسائل لأهلنا في القدس والضفة".

وأضاف: شعبنا ومقاومته الباسلة في قطاع غزة وكل فلسطين، سيبقون سيفاً للقدس ودرعاً لها ، ولن يرهبنا القصف ، بل يزيدنا تمسكاً بممارسة حقنا في نصرة المسجد الأقصى المبارك.

وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، في تصريح صحفي، عن قصف مستوطنة "سديروت" بصواريخ من طراز "107" رداً على الجريمة في المسجد الأقصى.

عمليات إطلاق نار ومواجهات

ونفذت مجموعات المقاومة سلسلة عمليات إطلاق نار، في أنحاء مختلفة من الضفة المحتلة، بعد الجريمة الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

وأكدت مصادر محلية، أن جندياً من جيش الاحتلال أصيب خلال اشتباكات مسلحة في بلدة بيت أمر شمال الخليل.

كما أحرق فلسطينيون مركبة للمستوطنين قرب البلدة قبل أن ينسحبوا من المنطقة بسلام.

وفي سياق متصل، نفذت المقاومة عمليات إطلاق نار استهدفت مواقع جيش الاحتلال في محيط نابلس، وأعلنت مجموعات "عرين الأسود" عن عدد منها.

وفي رام الله، أطلق مقاومون صليات كثيفة من الرصاص تجاه معسكر "عوفر" المقام على أراضي غرب المحافظة.

وفي سياق متصل، أطلق مقاومون النار تجاه مركبة للمستوطنين وموقع لجيش الاحتلال قرب أريحا، واستهدف مقاومون بصليات كثيفة من الرصاص حاجز سالم غرب جنين قبل أن ينسحبوا بسلام.

وأعلنت "كتيبة طولكرم" في سرايا القدس عن قوات الاحتلال في محيط مخيم نور شمس، صباح اليوم، كما أعلنت "كتيبة طولكرم - الرد السريع" عن استهداف حاجز "نيتساناعوز" بصليات كثيفة من الرصاص.

وصباح اليوم، أعلنت مصادر عبرية أن مقاومين استهدفوا حاجز "300" قرب بيت لحم قبل أن ينسحبوا بسلام.

واندلعت مواجهات في مناطق مختلفة من الضفة والقدس، بينها البلدة القديمة، والطور، والعيساوية، حاجز مخيم قلنديا، ومخيم العروب، وراس الجورة في الخليل، وبلدة بيتا.

وانطلقت مسيرات في عدة مدن بينها قلقيلية، ونابلس، وأم الفحم، ومخيم العين، ومخيم الدهيشة، وبيت لحم وامتدت إلى المسيرات إلى الأردن.

الفصائل تدعو للانتقام

ودعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان وخاصة الداخل المحتل عام 1948 للرد بقوة وبكل الأدوات على جريمة الاحتلال في المسجد الأقصى حتى "يعلم الجميع وفي مقدمتهم الحكومة الصهيونية الفاشية المجرمة أن المس في المقدسات الإسلامية سيكون له ثمن كبير وسنحرق الأرض تحت أقدامهم"، حسب وصفه.

وفي تصريح صحفي، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة: إن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك يشكل تهديداً جديّاً على مقدساتنا، وعلى الشعب الفلسطيني أن يكون حاضراً بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة.

وأكدت الجبهة الديمقراطية، في تصريح صحفي، أن ما جرى من عدوان إسرائيلي على المسجد الأقصى، ونزول جماهير شعبنا إلى الشوارع والميادين في الضفة (وفي القلب منها القدس) وقطاع غزة، ورد المقاومة باطلاق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون على المستعمرات، رسالة أن "شعبنا لن يسمح للاحتلال بالاستفراد بأية مكان وأن وحدة الساحات والجبهات كما رسمها البرنامج الوطني المرحلي ما زالت ماثلة، وأن العبث بالقدس والمسجد الأقصى لعب بالنار وصواعق تفجير للأوضاع وعلى الاحتلال دفع ثمن عدوانه".

ودعت الجبهة الشعبية أبناء الشعب الفلسطيني إلى "الاستنفار والتحرك العاجل لحماية المسجد الأقصى"، وقالت: اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين داخله لن يمر دون رد، فشعبنا سيحمي أرضه ومقدّساته بالدم.

وأضافت: نقول للعدو إنّ أي محاولة للتصعيد في القدس أو استباحة الأقصى وذبح القرابين ستكون شرارة انفجار للأوضاع بشكل شامل.

كما دعت حركة فتح كوادرها إلى "النفير العام والتصدي لاعتداءات الاحتلال واقتحامات مستوطنيه للمسجد الأقصى المبارك" وأكدت أن "الدماء النازفة من المصلين والمعتكفين الذين يتعرّضون لأفظع أساليب القمع والإرهاب والتنكيل تؤكّد أن المسجد الأقصى لن يكون إلّا فلسطينيًا".

وأضافت: الاعتداء الهمجي الذي يمارسه الاحتلال بحق المصلّين والمعتكفين؛ هو إعلانُ لتديين الصراع من قبل حكومة الاحتلال المكوّنة من عتاة المستوطنين المتطرفين، وهذا الإرهاب لن يجدي نفعًا في طمس الهُوية الإسلامية والعربية لمدينة القدس باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

وأكدت حركة المجاهدين أن "هذه الجرائم والاعتداءات الصهيونية لن تمر دون عقاب، وستزيدنا اصراراً على مواصلة درب الجهاد والمقاومة حتى التحرير الشامل"، كما جاء في بيانها.

وشددت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية على ضرورة الرد، وقالت: هذه الجرائم لن تمر دون محاسبة شديدة.

وأضافت: الفصائل الفلسطينية ومقاومي شعبنا وأبطاله سيردون على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال.

وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق سلمي، إن "الموقف من عدوان الاحتلال على الأقصى عبرت عنه المقاومة بالصواريخ التي لم تكن سوى رسالة تحذير أولية للاحتلال من مغبة التمادي في العدوان على المعتكفين والمصلين في المسجد".

وتابع: جاءت هذه الرسالة في توقيت متزامن مع عدد من عمليات اطلاق النار في الضفة الغربية على أن معركة الدفاع عن الأقصى ستشمل كل مناطق الضفة وغزة والقدس والداخل المحتل، ما يعني أن الشعب الفلسطيني مستعد ومتأهب للدفاع عن الأقصى وسيذهب للمواجهة مهما بلغت التضحيات.