شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يكثف من اعتماده على الكمائن بالضفة.. والمقاومة تراكم الوعي والامتداد

Screenshot (1722)

الضفة المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: يحدد رئيس أركان جيش الاحتلال المنتهية ولايته، أفيف كوخافي، عدة أدوات واستراتيجيات في الحرب على مجموعات المقاومة بينها تعزيز الانتشار العسكري على نقاط التماس بين الضفة والأراضي المحتلة عام 1948، بالإضافة لتكثيف النشاط الميداني في محيط المستوطنات والمواقع العسكرية، تزامناً مع شن عمليات في عمق البلدات والمدن الفلسطينية لتصفية أو اعتقال قادة وكوادر المقاومة.

من ضمن النشاط العملياتي الذي يجريه جيش الاحتلال لمواجهة مجموعات المقاومة، خاصة في شمال الضفة المحتلة، نصب كمائن في المواقع التي تتوقع استخباراته أن المقاومين سيضربون فيها، بهدف قتل المهاجمين أو اعتقالهم حتى الوصول إلى مرحلة "استنزاف" عميقة في البنية البشرية والتنظيمية لخلايا المقاومة، التي تتسع امتداداتها من مخيم جنين والمدينة إلى الريف المحيط بها، ومن نابلس إلى مواقع أخرى في طوباس وجنوب الضفة المحتلة.

الكمين: سلب المهاجم تفوقه ووسيلة ردع

فجر اليوم، استشهد المقاومان أمجد خليلية وعز الدين حمامرة من مجموعات جبع في سرايا القدس بعد أن أطلقا النار نحو قوة من جيش الاحتلال على طريق الفندقومية، قبل أن يطلق قناصة الاحتلال النار عليهما وتلاحقهما قوة في المنطقة وتغتالهما في المركبة التي كانا يستقلانها.

تقوم فكرة "الكمين" على أبعاد عسكرية وميدانية ونفسية في الوقت ذاته، فهي تحاول سلب المهاجم قدرته على المبادرة والانسحاب الآمن وفي الوقت ذاته تحدد قيادة القوات أهدافاً نفسياً من الكمائن في القلب منها "ردع" مجموعات المقاومة عن الاستمرار في عمليات إطلاق النار.

جزء من الجهد العسكري الإسرائيلي في محاربة مجموعات المقاومة يقوم على فكرة "الصدمة" و"المباغتة"، من خلال قوات خاصة مدعومة بأجهزة استخبارات تعمل على جمع المعلومات عن الميدان، ووضعها أمام قيادة الجيش لتنفيذ عمليات الاغتيالات، هذه القوات الخاصة لها بعد سياسي - أمني آخر وهو محاربة المقاومة على طريقتها أي "حرب العصابات".

لم يكن استخدام الكمائن جديداً على تكتيكات جيش الاحتلال، إذ استخدم هذا الأسلوب في عمليات التصدي للدوريات الفدائية التي كانت تدخل إلى فلسطين المحتلة، من الدول العربية المجاورة، خلال فترة الثورة الفلسطينية وفي الحرب اليومية التي خاضها الاحتلال مع مجموعات المقاومة، في جنوب لبنان، خاصة خلال فترة تولي الجنرال عميرام ليفين قيادة المنطقة الشمالية، لكن هذه الأساليب لم تحقق سوى نجاحات موضعية ولم تمنع المقاومة من الاستمرار في استنزاف قوة الاحتلال.

"كمين في الكمين"

في الواقع، نفذت مجموعات المقاومة الفلسطينية عشرات العمليات الفدائية ضد مواقع الاحتلال العسكرية والمستوطنات، منذ العام الماضي، وجزء منها في وقت متقارب ونجح المقاومون في معظم الحالات في الإفلات من كمائن الاحتلال وإجراءاته العسكرية والأمنية.

في بعض الكمائن نجح المقاومون في تحقيق إصابات في صفوف قوات الاحتلال، كما في الاشتباك الذي خاضه المقاومون صائب عباهرة وخليل طوالبة وسيف أبو لبدة، خلال كمين نصبه الاحتلال لهم قرب بلدة عرابة قضاء جنين، فجر أول يوم من شهر رمضان الماضي، إذ نجح الشهداء الثلاثة في إصابة عدد من أفراد القوة بينهم ضابط شارك في عمليات اغتيالات واعتقالات لكوادر المقاومة ومنفذي العمليات.

وعودة إلى بيانات مجموعات المقاومة، في جنين ونابلس، يظهر أنها نجحت أكثر من مرة في كشف كمائن لقوات الاحتلال الخاصة أو عمليات تسلل إلى البلدة القديمة أو الأحياء أو المخيمات.

"كمائن إعلامية"

الكمائن لا تقتصر فقط في الميدان، بل ينصب الاحتلال كمائن أخرى في الإعلام. قبل أيام نشر المراسل العسكري لموقع "والا" أمير بوحبوط أن الكمائن في الضفة المحتلة "لم تعد مجدية"، وهو ما يمكن رؤيته في سياق "حرب المعلومات" لإعطاء تصور "مضلل للمقاومين لمنعهم من تغيير تكتيكاتهم.

ما نشره موقع "والا" يتناقض مع سلسلة الأخبار التي نشرها الإعلام الإسرائيلي، خلال شهور ماضية، عن فعالية الكمائن وهو ما يعزز التوجس من التعامل مع هكذا روايات دون "رؤية نقدية".

 

"مقاومة تتعلم"

تكتيكات الاحتلال المختلفة للقضاء على مجموعات المقاومة أو الحد من فاعليتها يظهر بشكل واضح "الحرب اليومية" التي تعيشها الضفة المحتلة، منذ شهور، ويناور فيها كل طرف بما لديه من أدوات قوة في حرب "الاستنزاف" الطويلة، التي هي جزء من نضال الشعب الفلسطيني المتصل ضد الاحتلال، ويأخذ في كل مرحلة أشكالاً جديدة.

يملك جيش الاحتلال أقوى الأسلحة في المنطقة وأجهزة استخبارات لديها إمكانيات ودقيقة، لكن المقاومين نجحوا في إدامة حالة الاشتباك وحرمان الاحتلال من الاستفراد بالميدان، وأكثر ما يخيف الاحتلال هو "مقاومة تتعلم من تجاربها".

في عدة دراسات عسكرية وأمنية إسرائيلية عن الحروب والمواجهات السابقة مع المقاومة، تشير إلى نقطة أساسية وهي أن المقاومة الفلسطينية لديها قدرة على التعلم وهو ما يجعل هزيمتها أمراً غير قابل للتحقق، وهذه القاعدة في الضفة المحتلة هي ضرورة أكبر من غيرها من الساحات نتيجة حجم الحملة الإسرائيلية ضد المقاومة وحاجة الأخيرة لكل كادر بشري، في المعركة الطويلة، لإعادة بعث هذه الساحة المركزية في المواجهة.

تحتاج المقاومة أمام عدو مدجج بترسانة من الأسلحة والمؤسسات التي تدرس الميدان، إلى تغييرات في طريقة العمل والانتشار وقواعد استهداف النقاط العسكرية والمستوطنات، لحرمان الاحتلال من فرصة منع مباغتته واستنزاف كوادر المقاومة، في عمليات اغتيالات يومية.

 

#فلسطين #الضفة #جنين #المقاومة #نابلس #جيش - الاحتلال #سرايا - القدس #مجموعات - جبع #كمائن