شبكة قدس الإخبارية

عرين الأسود تفاجئ الجميع.. إصبع في عين "إسرائيل" وآخرين

76b9baf8-dfe6-4a9e-975a-bb3b33ce4b9b
هيئة التحرير

نابلس - متابعة قدس الإخبارية: كان شهر أكتوبر الماضي حافلا بالتباهي الإسرائيلي بـ"تفكيك العرين". بعد حملة واسعة، تركزت في اتجاهين: الأول، اغتيال قادة بارزين من عرين الأسود من بينهم تامر الكيلاني ووديع الحوح. الثاني، استماتة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في إقناع مقاتلي العرين بتسليم أنفسهم مقابل الحصول على امتيازات مادية ووظيفية وما يعرف بـ"العفو" من الاحتلال الإسرائيلي.

مسؤولون إسرائيليون، سياسيون وعسكريون، صحف ومواقع ومراسلون ومحللون، حاولوا على مدار شهرين أن يكرسوا فكرة أن "لا عرين بعد اليوم، لقد تحولوا إلى فرادى". لكن ما كان يطمئن الفلسطينيين، البيانات التي كانت تصدرها المجموعة، وعمليات كانت تنفذها بين الفينة والأخرى، ومقاطع فيديو لشهداء من مختلف مجموعات المقاومة في الضفة الغربية، يؤكدون فيها على فكرة أن الحالة لن تكون بلا عرين.

العرض العسكري الذي نظمته مجموعة العرين، مساء اليوم الجمعة 9 ديسمبر 2022، وعدد المقاومين المتزايد الذين أصبحوا يقاتلون في إطارها، وضع إصبع في عين "إسرائيل". بل وفي عين الأجهزة الأمنية التي عملت ليل نهار، بالضغط المباشر والناعم لإنهاء الظاهرة.

"نحن ننتمي لله وفلسطين، ومعنا مقاتلون من كل الفصائل توحدنا على هدف واحد" قال أحد قادة المجموعة المقاتلة، وأضاف: "نحن على درب مهندس الانتفاضتين ياسر عرفات، وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى.. نحن كما قائدنا العام وديع الحوح، الذي سار على درب باسم أبو سرية قائد مجموعات فرسان الليل، ونايف أبو شرخ قائد كتائب شهداء الأقصى الذي استشهد برفقة قائد القسام جعفر المصري، وقائد سرايا القدس فادي البهتي.. نحن ننتمي لكل فلسطين".

عشرات من المقاومين بملابس عسكرية كاملة بالإضافة إلى الأسلحة الرشاشة وبعض المعدات العسكرية أعادوا الثقة والأمل بأن مشروع المقاومة في الضفة الغربية قد انطلق بلا عودة، وكل محاولات الاحتواء والقتل والاغتيال والاعتقال لم تفلح في تفكيك هذه المجموعات، التي تشق طريقها بحاضنة شعبية قررت بأن الضفة لن تعود للوراء، وأن الاشتباك والدم هما عنوان المرحلة.

"نقول لكل من يظن أن العرين قد انتهى إنكم واهمون ونحن صامدون رغم الجراح والخذلان". أكد القيادي في العرين، وتابع مطمئنا جمهور المقاومة: "نحن في مجموعة عرين الأسود نستفيد ونتعلم من الواقع الذي نتعامل معه، ونفاجئ العدو في ساحات المعارك.. أيام الأربعين قد انتهت وحان موعد الزئير وانتظروا منا أفعالنا".

ونجحت المجموعة في الفترة الماضية في كسب ثقة الشارع الفلسطيني بشكل كبير حتى أصبح التجاوب مع البيانات الصادرة عنها كفيلة بتحريك الجماهير في مدينة نابلس وبقية المدن سواء عبر الدعوات للإضرابات أو الفعاليات الليلية التي تستهدف التشويش على جنود الاحتلال.

وتعود بداية المجموعة إلى حادثة إغتيال قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عملية خاصة بمدينة نابلس لثلاثة شبان بتاريخ 8 فبراير 2022، حين قامت القوات الإسرائيلية باغتيال ثلاثة من نشطاء "كتائب شهداء الأقصى" في نابلس، هم أدهم مبروكة (الشيشاني)، ومحمد الدخيل، وأشرف مبسلط، وظهور مسمى "فهود الكتائب" في وصف المجموعة التي ينتمي إليها الشبان الثلاثة.

بعد ذلك تم الإعلان رسمياً عن تشكيل مجموعات عرين الأسود في 2 سبتمبر 2022 خلال تأبين الأربعين لاغتيال محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح، وتنظيم استعراض عسكري للمجموعات، والإعلان أن العزيزي وعبد الرحمن صبح هَمَّ مؤسسي مجموعات عرين الأسود، حيث ظهر مقاومو "العرين" بكامل عدتهم وعتادهم في صورة منظمة أبهرت جموع الفلسطينيين ممن حضروا المهرجان ومن تابعوا المشهد إعلاميا.

وبعد اعتقال مصعب اشتية أحد قادة المجموعة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية وخروج المتظاهرين في مدينة نابلس إلى الشوارع احتجاجًا على اعتقاله ومن ثم تبعه اغتيال سائد الكوني أحد أبرز الناشطين بها والذي استشهد على يد القوات الإسرائيلية وكان عمره (22 عام) وتمت عملية إغتياله في منطقة التعاون بجبل جرزيم أحد أهم جبال نابلس (جرزيم وعيبال) في تاريخ 24 سبتمبر 2022، وأخيرا فاروق سلامة الذي نعاه أحد قادة المجموعة اليوم قائلا: كان قائدا في الكتيبة، وقائدا في العرين.