الدوحة - خاص قدس الإخبارية: قال نائب رئيس حركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق، اليوم الثلاثاء 5 يوليو 2022، إن فكرة تشكيل ناتو شرق أوسطي يضم الاحتلال الإسرائيلي برئاسة أمريكا ودول عربية؛ هي محاولة إسرائيلية جديدة تحاول فرضها على جدول أعمال قمة الدول الخليجية.

واعتبر أبو مرزوق في حوار صحفي خاص مع "شبكة قدس"، أن محاولة تشكيل ناتو شرق أوسطي خطة فاشلة ومرفوضة من الدول الخليجية، بالإضافة إلى العراق والأردن، في ظل الاختلال الاستراتيجي في المنطقة وتضارب المصالح، ولن يكون لمثل هذه الأفكار مكان في المنطقة.

وأشار القيادي البارز في حركة حماس، إلى أن هدف بايدن الأساسي، هو تحييد الإمارات والسعودية من العمل ضد الحزب الديموقراطي، وتقليل نشاطهم الهادف إلى عودة ترامب إلى رئاسة أمريكا، وكل ما يقال عن أزمة الطاقة والغذاء وأمن "إسرائيل" عبارة عن كلاشيهات للإعلام فقط.

وعن كون السلطة جزءا مما يجري، ذكر أبو مرزوق قائلاً: "لا أحد يكترث بالسلطة الفلسطينية اليوم، حتى في المسائل ذات العلاقة المباشرة في الشأن الفلسطيني، وهي بعيدة عن مشهد التأثير، وبالتالي تقفز عنها الدول والكيانات لأنهم يعلمون أنها سلطة بلا سلطة، وشرعيتها الشعبية مهزوزة، ولا تمثل نبض الشعب الفلسطيني".

واستبعد أن تكون السلطة الفلسطينية جزءا من هذا الحلف، وإن كانت وظيفتها لا تزال كما هي ولم تتغير، داعياً إياه إلى نبذ كل أشكال التعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وأن تكون أكثر قربًا لشعبنا.

وفيما يتعلق بوجود رسائل بشأن الجنود الأسرى بعد نشر فيديو للجندي الأسير لدى المقاومة هشام السيد، أجاب أبو مرزوق قائلاً: "وصلتنا عديد الرسائل من أطراف عدّة، ولكن دون قيمة عملية، وذلك للموقف الإسرائيلي الذي أغلق الباب في هذا الموضوع، ونحن جاهزون للتبادل، وحريصون على إخراج أسرانا من سجون الاحتلال".

وفيما يلي الحوار كاملاً: 

- في ظل ما تشهده المنطقة من حراك، والكشف عن لقاءات أمنية بين الاحتلال وبعض الدول العربية التي لا تربطه به علاقات دبلوماسية وأيضا العلاقات الأمنية المباشرة مع الدول التي أقامت معه علاقات، هل نحن أم مشهد تصبح فيه إسرائيل مكونا طبيعيا في المنطقة؟  - يجري الحديث عن ناتو عربي إسرائيلي.. هل تعتقدون أن هذه المحاولة قد تنجح؟ وما الهدف منها؟ 

نحن نتابع بقلق العمق الذي وصلت إليه علاقات الكيان على المستوى الرسمي مع بعض الدول العربية، والعمل على تحويل الكيان الصهيوني من العدو المركزي للأمة العربية والإسلامية وللمنطقة إلى شريك وحليف، وهذا تطور خطير، ولا يصب في صالح أحد، والمصالح المتوخاة من التحالف مع العدو هي مصالح موهومة وخاصة بالأنظمة، لا الشعوب، وبكل الأحوال  نشأ الكيان الصهيوني غريبًأ عن هذه المنطقة، وسيبقى غريبًا إلى أن يزول، وكل محاولات دمجه في جسد المنطقة هي محاولات دمج قسرية ستبوء نهايتها إلى الفشل، وإساءة وجه كل من يعمل على تطبيع وجود العدو في المنطقة.

وفكرة تشكيل ناتو شرق أوسطي يضم الكيان الصهيوني برئاسة أمريكا ودول عربية هي محاولة إسرائيلية جديدة تحاول فرضها على جدول أعمال قمة الدول الخليجية، وأعتقد أنها خطة فاشلة ومرفوضة من الدول الخليجية، والعراق والأردن، في ظل الاختلال الاستراتيجي في المنطقة وتضارب المصالح لن يكون لمثل هذه الأفكار مكان في المنطقة، وهدف بايدن الأساسي، هو تحييد الإمارات والسعودية من العمل ضد الحزب الديموقراطي، وتقليل نشاطهم الهادف إلى عودة ترامب إلى رئاسة أمريكا، وكل ما يقال عن أزمة الطاقة والغذاء وأمن "إسرائيل" عبارة عن كلاشيهات للإعلام فقط.

- أين تقع المقاومة من هذه الاصطفافات؟ هل هي مستهدف رئيسي أم أن الأمر يتعداها لكونه صراعات دول وأحلاف وقوى؟ 

عن أي مقاومة تسأل؟ لأن هذا الأمر مختلف من مكان إلى آخر ضمن سقف تحت الاحتلال، ونقاوم الحركة الصهيونية، وصنيعها الكيان الإسرائيلي، وهناك من يقاوم النفوذ الأمريكي أو يقاوم أوضاعًا أخرى، وأنا سأتكلم عن المقاومة الفلسطينية والتي لا هدف لها سوى تحرير فلسطين، وعودة الشعب الفلسطيني إلى دياره ووطنه الذي هجر منه، وليس لنا في الصراعات الداخلية لأي بلد آخر، أو اصطفاف مع أي مكون من مكونات المنطقة، وذلك لعدة أسباب، السبب الأول، سياستنا في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والثاني، أننا نحمل قضية جامعة لكل مكونات الأمة، وهي قضية القدس وفلسطين، فإذا ما اصطففنا مع أي مكون ضد الآخر، فنحن من يدفع الثمن. والثالث أننا حركة تحرر وطني تسعى لأن يقف الجميع لمساعدتها في نضالها، فليس عندنا فائض قوة أو غير ذلك من الصراعات التي لا فائدة لنا فيها. والرابع، أننا مستهدفون من الكثير من الدول في المنطقة والعالم، ونريد تحييد كل هؤلاء، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ويكفي مواجهة الاحتلال.

أما ما يتعلق بالأحلاف، لا بد أن نعترف أن الأحلاف في غالبها، تكون بين دول كبرى وأخرى صغرى تشعر بالتهديد، وبالتالي ليتم هذا التحالف، فعلى الدول الصغرى أن تدفع بعض الالتزامات لإتمام هذا الأمر؛ أما نحن فحركة تحرر وطني ذات خلفية إسلامية تسعى لتحرير أرضنا ونطلب ونسعى للمساعدة من الجميع، وأي تحالف في المنطقة أو تعاون مع العدو الإسرائيلي، هو خسارة للشعب الفلسطيني ومقاومته، ويزداد الخطر حينما يكون بشكل تعاون أمني واقتصادي وعسكري، وبالتالي لا بد من إفشال أي تحرك من هذا القبيل، سواء كان ثنائيًا أم جماعيًا.

لا بد من ملاحظة أن هناك أيضًا صراعًا بين مشاريع الدول في المنطقة، ويجب أن نكون مع مشروعنا فقط، وهو تحرير أرضنا وعودة شعبنا، وتكريس العداء للاحتلال، واستقلال قرارنا، مهما كانت التقلبات والأحوال.

الكل يتجهز لزيارة بايدن للمنطقة، كيف تقرأونها وفي أي سياق تأتي؟ وهل يتوقع منها  أن تنجز التحالف الأمني في المنطقة؟ 

تأتي زيارة بايدين في سياق داخلي أمريكي، حيث يريد هو ومن ورائه الحزب الديمقراطي بأن يوصل رسالة إلى اللوبي اليهودي في أمريكا بأنهم يواصلون دعمهم للكيان الصهيوني، وحريصون على أمنه، وبالتالي سيبحث عن أي انتصارات صغيرة لتكبيرها وإيهام الناخب الأمريكي أنه حقق إنجازًا كبيرًا خصوصًا في مسألة التحالف الأمني وتطبيع العلاقات الكيان مع دول أخرى في المنطقة، ولهذا هو يبحث عن الصورة أكبر من بحثه على مدى تأثير هذه الخطوات في مشهد المنطقة؛ هذا من جانب، ومن جانب آخر، تنشط الإمارات والسعودية جاهدتين لعودة الجمهوريين إلى الأغلبية في الكونجرس الأمريكي، وعودة ترامب لرئاسة أمريكا، كون بايدن وقف بجانب أنصار الله في اليمن، حيث أوقف القصف وغير الرئيس اليمني، وأخرج الحوثيين من قائمة الإرهاب الأمريكية، مما أحرج أبو ظبي والرياض.

- في ظل كل ما يجري بالمنطقة، هل تعتقدون أن السلطة الفلسطينية جزء من هذا الحراك أم أنها هامش؟ 

لا أحد يكترث بالسلطة الفلسطينية اليوم، حتى في المسائل ذات العلاقة المباشرة في الشأن الفلسطيني هي بعيدة عن مشهد التأثير، وبالتالي تقفز عنها الدول والكيانات لأنهم يعلمون أنها سلطة بلا سلطة، وشرعيتها الشعبية مهزوزة، ولا تمثل نبض الشعب الفلسطيني، ومن أدل المشاهد هو أحداث القدس ومعركة سيف البطولية التي خاض غمارها الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، ولم يتصل بالسلطة أحد إلا قلة ولأسباب بروتوكولية، وبالتالي نحن لا نعتقد أن السلطة الفلسطينية جزء من هذا الحلف، وإن كانت وظيفتها لا تزال كما هي ولم تتغير، وندعوها إلى نبذ كل أشكال التعاون الأمني مع العدو الإسرائيلي وأن تكون أكثر قربًا لشعبنا.

- يجري الحديث بين الفينة والأخرى عن مرحلة ما بعد عباس، هل لديكم تقدير موقف أو رؤية لمرحلة ما بعد عباس؟ وفي ظل الترتيبات الجديدة في فتح والمنظمة، ماذا لو كان حسين الشيخ الرئيس؟ 

يريد العدو الصهيوني والأمريكان منّا الاستقرار والديموقراطية، وما يسمى بنبذ العنف أي المقاومة، وإذا ما تعارضت الديموقراطية مع الاستقرار فهم مع الاستقرار بعيدًا عن الديموقراطية، ومن هنا تفهم لماذا لا تريد "إسرائيل" وأمريكا الانتخابات الفلسطينية.

ما بعد عباس، أصبح السؤال الذي يشغل الجميع، ولذلك خطة "إسرائيل"، هي تكريس الرواية بأن الفلسطينيين غير مؤهلين لدولة، ولذلك تسمح بتسليح وانتشار السلاح بين زعماء محتملين لخلافة عباس، وفي نفس الوقت، تدفع باتجاه تغيير من يستطيع أن يحافظ على الاستقرار وليست له شعبية تذكر لتفجير الساحة الفلسطينية، والترتيبات الجديدة في اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني والمجلس المركزي سارت في هذا الاتجاه، وانظر إلى آخر استطلاعات الرأي المنشورة في هذا الصدد.

موقف حماس أننا شعب نريد الحرية والاستقلال والبعد عن الاحتلال، ونرفض أن يفرض على شعبنا أي أحد، ومع تطبيق القانون وعدم تجاوز اللوائح والنظم، والانتخابات وحدها التي تقرر من هو خليفة أبو مازن، وهناك فترة انتقالية يرأسها رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب.

 - القسام نشر فيديو للجندي الأسير هشام السيد.. هل تلقيتم أي اتصالات من وسطاء بشأنه أو غيره من الجنود؟ وما هي طبيعة الرسائل التي وصلتكم؟

ما يتعلق بصفقة التبادل لا يكون مكانه الإعلام إلا حين يجري توقيع اتفاق، والعدو الإسرائيلي لا يزال غير جاهز لصفقة تبادل، يمر الكيان في حالة فراغ سياسي بعد أن حكمه ائتلاف حكومي متناقض لا يستطيع مجرد مناقشة القضايا الكبرى في مجلسه عطفًا على اتخاذه إجراءات وقرارات. 

ووصلتنا العديد من الرسائل من أطراف عدّة، ولكن دون قيمة عملية، وذلك للموقف الإسرائيلي الذي أغلق الباب في هذا الموضوع، ونحن جاهزون للتبادل، وحريصون على إخراج أسرانا من سجون الاحتلال.

- كان هناك حديث عن زيارة مرتقبة لرئيس الحركة ووفد كبير إلى العاصمة الروسية موسكو.. ما مصير هذه الزيارة؟

نحن على اتصال مستمر مع الجانب الروسي، وأبلغونا برغبتهم باستضافة رئيس الحركة، والزيارة قائمة، ويبقى تحديد وقتها وفقًا لجدول الأعمال المشترك.