شبكة قدس الإخبارية

الأسير الزبيدي يروي تفاصيل عملية "نفق الحرية"

bd00651886ef3ccb02d26bdd1e19c4ba

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: روى الأسير زكريا الزبيدي تفاصيل عن حكاية انتزاع حريته مع خمسة من رفاقه الأسرى من سجن "جلبوع" في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقال الزبيدي خلال زيارة المحامية حنان الخطيب له في سجن "ريمونيم" حيث يحتجز في العزل الانفرادي: كنت محتجزاً في قسم 4 في سجن "جلبوع" عندما قال لي الأسير أيهم كممجي قبل حوالي أسبوعين من العملية الأسير: "في طلعة"، فقلت له أنني كنت أحس بذلك لأنني أسمع بالليل أصواتاً وكنت استغرب وأقول في سري "أيعقل أن أحد الأسرى يخطط للهرب؟"، وسألني أيهم عن استعدادي لذلك فقلت له " أنا اللي بطلع"، فنحن يا أستاذتي العزيزة محاربي حرية وعندنا مسرح الحرية كيف لي أن لا أفكر بالحرية؟.

وأضاف: طوال الوقت وأنا أفكر بالخروج ومكاني ليس بالسجن فكيف لي أن لا أوافق عندما تأتي القصة لدي؟

ويكشف الزبيدي أنه "قبل أسبوع من العملية طلب الانتقال للغرفة التي يوجد فيها النفق"، ويقول: عندما دخلت ورأيت الحمام، (عرفت أننا برة.. )، سألتهم عن التكتيكات والخطة المرسومة وكيف سنسير بالنفق لأنني لم أجرب الدخول للنفق سابقاً، فأخبروني بأن السير سيكون يد للأمام ويد للخلف والمشي بطريقة الحلزون ولكن يوجد مقطعين يجب النوم على الظهر والسير زحفاً.

ويتابع: سألت مناضل نفيعات لماذا تريد أن تكون معنا ولم يتبق على الإفراج عنك أقل من شهرين؟ فقال لي مفاخراً: "أنا اللي حفرت وتعبت ولازم أكون شريك معكم"، وعندها أطلقت عليه لقب (البايجر).

ويروي الزبيدي أنه "قبل يوم من العملية حضر سجان إلى الغرفة وأجرى عملية فحص لفتحة المجاري وشاهداً تراباً مبلولاً فثارت الشكوك لديه"، وأردف قائلاً: بدأت بمناداة الأسرى لجلسة لخلق حالة إرباك وعندها أطبقوا الفوهة وذهبوا للتفتيش والفحص بالغرفة المجاورة، عندها أخبرت الشباب أن الوضع لا يحتمل ويجب أن نخرج الليلة من النفق.

وعن عملية الخروج من النفق، قال: في البداية دخل النفق الأسير مناضل نفيعات وتلاه محمد العارضة وبعدها يعقوب قادري وأنا وبعدي أيهم كممجي وآخرنا كان محمود العارضة.

وكشف أنه "علق داخل النفق وشعر أنه بقي غير قادر على الحركة حوالي ربع ساعة"، ويضيف: كانت المنطقة مظلمة فأحسست بأنني بمنطقة البرزخ  بين الأرض والسماء، وعندها طلب مني أيهم ومحمود مواصلة المسير، وأخبرت يعقوب الذي كان أمامي بأنني عالق  فظن يعقوب أن الحقيبة تعرقل مسيري فقام بسحبها مني فقلت له أن جسمي عالق بالنفق وأنا لا أستطيع التحرك، وهم متعودون على النفق والسير به لأنهم جربوه من قبل أما أنا فهذه أول مرة أسير به ولم اعتاد عليه وبعد محاولات عديدة تركت نفسي وواصلت المسير .

وتابع: وصل يعقوب فوهة النفق منهك القوى أما أنا فرفعت يدي وأخرجني مناضل من فوهة النفق، وعندما قطعنا الشارع كادت سيارة أن تدهس أيهم وعندها أدركنا أنه سيتم الإبلاغ عنا، فقلت لهم سنقطع أرض القطن بسرعة لأنهم سيبلغون عنا ويجب أن نجري.

"ونحن نجري رأينا طيارة مروحية وسيارات شرطة فتأكدنا أنه تم الإبلاغ عنا"، يكمل زكريا سرد القصة، ويضيف: بعد حوالي كيلو متر من المسير تعب يعقوب ولم يعد يقوى على الجري فتوقف وقال لنا "اتركوني واذهبوا"، المهم أن تنجوا أنتم فرفضنا جميعا وقلت له اتكئ علي وأنا سأسندك، فاستند عليَ وواصلنا المسير في أرض زراعية، إلى أن وصلنا إلى قرية الناعورة.

وعن مكوثهم في الناعورة، يقول الزبيدي: اغتسلنا بالجامع واستبدلنا ملابسنا وبعدها عندما لم تأت السيارة لنقلنا خاب أملنا وقررنا الانفصال لأزواج وكان نصيبي مع محمد العارضة، واصلنا أنا ومحمد المسير بطريق لا نعرفها وكان همنا الخروج من البلدة، مشينا حوالي 7 ساعات وعندما جاء النهار أحسست بجسم يرتطم بالأرض فقال لي محمد أنها أبقار.

وأردف قائلاً: خلال جلوسنا في الأحراش رأيت شجر الصنوبر الذي زرعه الاحتلال مكان شجر الزيتون وكان بجانب إحدى شجرات الصنوبر فروع وعروق زيتون قد نبتت بجانبها فقلت لمحمد " تفرج وشوف كيف زرعوا صنوبر محل الزيتون بس الأساس طالع من جذره، قطعوا الزيتون بس نسيوا انه اله مد، هم بيقدروا يقطعوا الشجرة بس ما بيقدروا يقطعوا مد الزيتون".

ويروي الزبيدي أنه "تخفى مع محمد داخل شجرة بطم بالقرب من مستعمرة بمنطقة صناعية"، وعن هذه المرحلة من المطاردة يقول: كان داخل الشجرة ثوب أفعى ونمل كبير فقلت لمحمد أننا بوكر لأفعى وفي مكان آمن لأن الحيوانات والزواحف أكثر أمناً من الإنسان فقصصت عليه قصة قصيدة "لامية العرب" وقرأت له أبيات من الشعر الذي قاله الشنفرى التي تؤكد على كلامي وأن الحيوان يحافظ علينا أكثر من الإنسان حيث عشنا معهن يوماً ونصف ولم يبلغوا عنَا أما الإنسان فمجرد أنه شاهدنا أبلغ عنا.

ويتابع: قبل اعتقالنا بيوم اختبأنا بمبنى قيد الإنشاء ودخلت قوات الاحتلال للتفتيش علينا ولم تجدنا وكنا بالطابق الثاني.

ويضيف: وكنت في كل يوم أتسلق على شجرة للاستطلاع وقد شاهدت حجم التحركات والتفتيش علينا، وإغلاق الأماكن لم يكن طبيعياً ومن خلال مشاهداتي لحجم التحركات والوسائل التي استعملتها الأجهزة الأمنية في دولة الاحتلال لم أتوقع أن نصمد بالخارج 6 أيام دون القبض علينا، علماً أنهم وصلوا بمقربتنا عدة مرات ولم يعثروا علينا.

ويشير إلى أنه "كان يمتلك أجهزة راديو خلال فترة المطاردة"، وقال: علمنا من الأخبار أنه تم القبض على محمود ويعقوب ولكننا لم نخف، حتى وأننا بينهم ومحاصرينا لم نخف فنحن طالبي حرية ليس إلا.

وقال: ذهبنا لاستكشاف ما حولنا فرأينا أرضاً بها خروب فأكلنا منه وبالصدفة مرا شخصان على مركبة "تراكتورون"، ونزل أحدهم وأعطانا قنينة ماء وبعد أن ذهبوا حاولنا الركض لأننا شعرنا بأنهم سيبلغون عنا، اختبأنا لمدة حوالي ساعتين تحت شجرة وكانت سيارات الشرطة تمر من جانبنا وتذهب، بعدها رآنا شخص كان برفقة طفلة صغيرة فتحدث معه محمد وأنا جلست وسلمت على الطفلة ولكن للأسف بعد دقائق رأينا الطائرات المروحية وقوات كبيرة من جيش الاحتلال فدخلنا تحت سيارة كبيرة، وكان محمد يضع على رأسه حجراً كحماية وبعد مرور حوالي 3-4 ساعات تعب من الحجر  مما اضطره للتخلص منه، وعندما رماه رآه أحد الجنود وتم القبض علينا، وإعادة اعتقالنا بالقرب من قرية أم الغنم في منطقة الجليل الأسفل بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر من العام الماضي.

 

#الأسرى #جلبوع #نفق الحرية #زكريا الزبيدي