رام الله - متابعة قدس الإخبارية: ناقش برنامج "المسار" الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية مصير الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت والخطر الذي يتهدد نشاطها، وتطورات العلاقة بين الحركة الطلابية والجامعة في ضوء الأحداث الأخيرة.
وشهدت الحلقة مشاركة ممثلي الكتل الطلابية عن القطب الطلابي والوحدة الطلابية والكتلة الإسلامية فيما اعتذرت الشبيبة عن المشاركة، في حين شارك نائب رئيس الجامعة لشؤون التنمية والاتصال غسان الخطيب في الحلقة بشكل منفصل.
وشددت الكتل المشاركة على وجود تغيير حقيقي في سياسات الجامعة مع الكتل الطلابية منذ العودة للدراسة الوجاهية في أعقاب جائحة كورونا، والرغبة في تغيير الواقع القائم سابقاً والتضييق على الحركة الطلابية ككل.
في السياق، قال إسماعيل البرغوثي ممثل الكتلة إن التغيرات الحاصلة تمثلت في التضييق على الأنشطة الطلابية تزامنً مع الملاحقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو السلطة الفلسطينية.
وأضاف البرغوثي خلال مشاركته في البرنامج عبر شبكة قدس: "إدارة الجامعة كانت في صف الحركات الطلابية لمواجهة الاحتلال والسياسات التي نتعرض لها من قبل السلطة والاعتقالات السياسية والنشاطات الكتلوية، لكن في الفترة الأخيرة هناك اعتداءات تعرضت لها الكتلة الإسلامية والقطب الطلابي والاتحاد ولم نسمع الجامعة".
وواصل قائلاً: "تفاجئنا في بيان إدارة الجامعة الأخير عبر ما حدث في الفعالية الأخيرة والتوعد بمن قام بهذه المظاهر في إشارة "للعسكرة" وهو أمر مستغرب".
وأشار إلى أن إدارة الجامعة تضع جائحة كورونا كذريعة لتبرير عرقلة نشاطات الأطر الطلابية ومنعها في الجامعة، مستكملاً: "الأصل أننا تجاوزنا هذا العائق عبر أخذ اللقاح وغيرها من الإجراءات الصحية، خصوصًا وأننا لا نرى هذا العائق إلا عند النشاطات الطلابية".
واستدل ممثل الكتلة في الجامعة: "بكافتريا الجامعة التي تضج بالطلاب وهناك الكثير من النشاطات التي تقوم بعيدا عن الحركة الطلابية ويتم تنظيمها"، مستدركاً: "نحن مع إجراءات السلامة ولا نريد تجديد جائحة جديدة في الكورونا ولكن لا نرى هذا العائق إلا في الأنشطة الطلابية التي تنظمها الكتل الطلابية".
ولفت البرغوثي: "كان هناك اتفاق بين الجامعة والحركة الطلابية بعد اعتصام 27 يوم تم توقيعه في 8 نوفمبر وتضمن البند الخامس أن هناك قاعة للنشاطات وهي قاعة الشهيد كمال ناصر يجري فيها هذه النشاطات ويتم تقديم النشاط قبل 3 أيام وقمنا بالتقديم للنشاط الأخير قبل شهر غير أن الرفض وصل قبل يومين فقط من موعد وما يطرح تساؤل عن أسباب المنع".
وشدد ممثل الكتلة على رفضهم لتكسير باب القاعة أو أي ممتلك عام داخل الجامعة أو خارجية، مؤكداً على أنهم الأجدر للحفاظ على هذه الممتلكات. وأضاف: "رسالتنا للجامعة أنه إذا كان هناك ضغوطات عليها لمنع أي أنشطة طلابية وطنية فنحن سنكون في الصف الأول للدفاع عنها وهذا عهد للكتل الطلابية ونحن نرفض الضغوط".
وعن إمكانية تأجيل الانتخابات الطلابية، علق قائلاً: "الحديث عن إمكانية تأجيلها بسبب كورونا "حجة فارطة" فالانتخابات المحلية التي جرت في الخارج تمت بعيدًا عن هذه الذريعة وجامعة بيرزيت قادرة على تنظيم الانتخابات إذ إذا تعرضت لضغوط سياسية".
من جانبه، تحدث ممثل كتلة الوحدة الطلابية وليد حرازنة عن تفاجئهم في الكتل الطلابية مما حصل في أعقاب العودة للدراسة الوجاهية عبر هدم الغرف الطلابية التي تشكل إرثاً للحركة الطلابية وتغيير المجمع الطلابية الذي يمثل مكانًا رئيسياً للأنشطة الطلابية.
ووصل حرازنة حديثه لـ "شبكة قدس": "تم تغيير المكان بشكل كامل، هذا المكان الذي يورث النشاط الطلابي من جيل لآخر وهو شكل من أشكال التضييق على الحركة الطلابية في الجامعة"، مؤكدًا أن هناك توجه نحو "رأسمالية" التعليم داخل الجامعة.
وأتبع قائلاً: "لأصبحت مرافق الجامعة غير مجانية، وكل هذه الوسائل تعكس التضييق على الأنشطة الطلابية للبناء الهرمي في الجامعة الذي بات من الواضح أنه لا يريد حركة طلابية تحمل إرث من سبوقها وتريد حركة طلابية تسعى للجانب الخدماتي فقط"، متهمًا إدارة الجامعة بالرغبة في إخضاع الحركة الطلابية وجعلها ضعيفة.
وبشأن الحدث الذي شهدته الجامعة علق قائلاً: "الذي لا تريد الجامعة استيعابه في هذه القضية، الحدث الذي سبقه بعدة ساعات اعتداء للاحتلال على الجامعة وكان الطلبة يدافعون على الجامعة حول أسوار الجامعة ومن مختلف الأطياف لمنع اقتحام حرم بيرزيت ولما قام مهرجان الكتلة كان هؤلاء الطلبة الذين شاركوا في الدفاع عن الجامعة يتعرضون للمنع".
واستطرد قائلاً: "من كسر باب لمنع مهرجان ليس مثل من يريد أن يستقبل أهالي الشهداء"، داعيًا نائب رئيس الجامعة غسان الخطيب للاعتذار وتقديم استقالته".
وأشار ممثل كتلة الوحدة الطلابية إلى أن الكثير من الاعتداءات منذ بداية العام الدراسي تعرضوا لها ولم تتطرق الجامعة لها في بياناتها إلا بشكل هامشي وبعبارات إدانة، مستدركاً: "عندما جاء حدث باب قاعة كمال ناصر صورت الجامعة الأمر على أنه فعل إجرامي".
وتساءل حرازنة عن طبيعة الضغوطات التي تمارس على إدارة الجامعة لجعلها تتجه لهذا الاتجاه، موجهًا سؤالها لنائب رئيس الجامعة لشؤون الاتصال والتنمية: "أسال الجامعة والدكتور غسان الخطيب عن كرامتي كطالب تعرض للاعتداء على يد ملثمين فيما لم تذكرني الجامعة بسطر واحد بينما على باب زجاجي تحطم أصدرت بيان واضح".
في السياق ذاته، تحدث محمد فقهاء ممثل القطب الطلابي في الجامعة أن ما يحدث من الجامعة هو محاولة واضحة لإنهاء الحركة الطلابية عبر عرقلة إقامة الأنشطة الطلابية.
وأضاف فقهاء في البرنامج الذي يبث عبر شبكة قدس: "باتت الحركة الطلابية مطالبة بالتوجه لأكثر من جهة لأخذ موافقة على إقامة أي نشاط، وإغلاق قاعة كمال ناصر المخصصة لإقامة الأنشطة أو شغله يعكس محاولة إفشال الأنشطة الطلابية.
وشدد ممثل القطب الطلابي على أن الكثير من الأمور والنشاطات يتم عرقلتها تحت ادعاءات وحجج الكورونا أو الخلافات بين الأطر الطلابية، مشيرًا إلى أن الخلافات هي شيء دائم داخل الجامعة وعادة ما تنتهي بحلها عبر التوافق.
وأوضح فقهاء أن سلسلة من الاعتداءات والمناكفات جرت منذ بداية العام الدراسي في بيرزيت فيما لم تقم الجامعة بإصدار أي موقف أو بيان على ما يجري وظلت تماطل 4 أشهر، فيما أصدرت بيان مؤخرًا من أجل باب مبنى وتناست جميع الأحداث السابقة.
واستغرب ممثل القطب الطلابي من توجيه الجامعة في بيانها قبل الأخير تهديدًا باتخاذ أقسى العقوبات بحق من يحملون السلاح أو مجسمات تحمل بعدًا وطنياً، معتبرًا أن ما يجري يندرج في إطار تحجيم الأنشطة الطلابية داخل الجامعة.
في السياق ذاته، رد نائب رئيس الجامعة لشؤون الاتصال والتنمية غسان الخطيب على ما وجهته الكتل الطلابية بالقول إن الجامعة لم تغير أي شيء في سياستها.
وأضاف الخطيب قائلاً: "أعمل في الجامعة منذ 43 عامًا ولم ألحظ أي نية في التغيير، وطالما أن الكتل الطلابية تشعر ذلك فهذا مرجعه لعاملين هما كورونا وقرارات لجنة الجهوزية الصحية التي قررت إلغاء الأنشطة التي تضم عدد كبير من الطلبة أو غيرهم في المباني والقاعات".
وأتبع قائلاً: "اتخذ قرار منذ أسبوعين بإلغاء الكثير من المحاضرات العامة حتى أن احتفالاً لمعهد أبو لغد كان مقررًا في 22 ديسمبر تم إلغائه، أما الأنشطة الطلابية فقد طلب منهم الاحتفال في الساحات الخارجية وهو ما نفذته كتلتين وقامت الثالثة بذلك قبل أن تقرر كسر الأبواب والدخول للقاعة".
وأشار إلى أن السبب الثاني هو قرار الجامعة بمنع إدخال وإبراز الأسلحة أو مجسامتها للحرم الجامعي في الوقت الذي يتم السماح بكل أنواع الانشطة الطلابية بما فيها الأنشطة السياسية، مستدركاً: "لدينا مشكلة في إبراز هذه المجسمات العسكرية وهو ما يخلق نوع من الاحتكاك مع الأطر الطلابية".