شبكة قدس الإخبارية

صعود لافت للمستقلين في الانتخابات البلدية.. كيف يفسر محللون ذلك؟

aRoPH
يوسف أبو وطفة

رام الله - خاص قدس الإخبارية: أظهرت نتائج المرحلة الأولى للانتخابات المحلية "البلدية" حصول القوائم المستقلة على ما نسبته 70.86% من العدد الكلي للمقاعد المتنافس عليها البالغة 1,503 مقاعد، بينما حازت القوائم الحزبية على 29.14%.

وجرت هذه الانتخابات في ظل قرار فصائل كبرى مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية بعدم خوض الانتخابات بشكل رسمي وبكامل قوتها، واقتصرت المشاركة الرسمية على حركة فتح مع بعض قوى منظمة التحرير الفلسطينية. بالإضافة إلى القوائم المستقلة أو المدعومة حزبيًا بشكل غير رسمي.

وترى بعض الأطراف أن هذه النتائج تعكس تراجعًا لشعبية حركة فتح في مناطق الضفة المحتلة، بينما ترى أطرافًا أخرى أن هذه النتائج لا تعكس المشهد السياسي وأن فتح نجحت في الانتخابات.

وبحسب مراقبين للشأن السياسي فإن ثمة اختلاف واضح ما بين الانتخابات المحلية والتشريعية، إلا أن ما جرى يعطي بعض الإشارات السياسية وإن كانت بمستويات متفاوتة نظرًا لغياب بعض الفصائل عن المشاركة الرسمية في الانتخابات.

في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن حديث حركة فتح عن وجود قوائم مستقلة تتبع لها يعكس محاولتها تجيير الدعاية الانتخابية عبر نسب القوائم المستقلة لها أو استغلال فوز المحسوبين عليها ضمن القوائم المستقلة لجعل الانتصار لصالح الحركة.

وأضاف عرابي لـ "شبكة قدس": "الناس لها الأرقام المعلنة من لجنة الانتخابات المركزية التي تظهر الفارق الكبير بين القوائم الحزبية وبين القوائم المستقلة ومحاولة صياغة الموقف من الانتخابات بالنسبة لحركة فتح بهذه الطريقة والأسلوب يعكس أزمة في صفوفها".

واستكمل قائلاً: "المجالس المحلية الصغيرة دائما ما تعتقد فتح أن لها قدرة على حسمها نظرًا لشعبيتها في تلك المناطق غير أن الفترة الأخيرة تشهد انزياحًا شعبيًا عن الحركة"، مشيراً إلى أن فتح اختارت الانتخابات بنظام المرحلتين والبدء في القرى والبلدات التي لها فيها حضور قوي.

وشدد الكاتب والمحلل السياسي على أن لهذه الانتخابات دلائل سياسية بعكس ما تحاول حركة فتح تمريره للجماهير، إذ تعكس هذه الانتخابات موقفًا شعبيًا عامًا من سياسات السلطة الفلسطينية التي هي بالأساس محسوبة على حركة فتح.

وأتبع قائلاً : "من الوارد أن تقدم السلطة على تأجيل المرحلة الثانية من الانتخابات إذ ثمة سوابق تاريخية لذلك، خصوصًا إذا ما قرأت فتح أن النتائج تعكس خسارة لها على صعيد المرحلة الأولى، أو قد تختار استمرار الانتخابات من أجل ملء الفراغ السياسي والترويج للممولين الأوروبيين بوجود حياة سياسية".

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي أن هذه الانتخابات لا يمكن قياسها على المستوى الوطني إذ أن الانتخابات المحلية تختلف نظرًا لحضور العشائرية بشكل أكبر في القرى والمناطق المحدودة جغرافيًا.

وقال الشوبكي لـ "شبكة قدس" إن حركة فتح فيها الكثير من الانقسامات لكنها تجتمع على منافسة حماس، وإذا غابت الأخيرة عن الانتخابات فحركة فتح لا تظهر قوتها ولا تجتمع كما لو كانت حماس موجودة، مستكملاً: "فوز العشائر بالنسبة لفتح لا يشكل عليها تهديد، وفتح فقدت هذا العامل من التجمع والتحشيد نظرًا لغياب حركة حماس".

وأردف قائلاً "أصوات المحسوبين على حركة فتح داخل العشائر كانت ستذهب للحركة فيما لو شاركت حماس بصفة رسمية في الانتخابات"، مؤكداً أن قياس هذه الانتخابات على الانتخابات التشريعية ليس صحيحًا ولا يعكس الواقع.

وواصل الشوبكي قائلاً: "الكتل التي فازت في الانتخابات المحلية كونها من خارج فتح لا يعني بالضرورة أنها خارج إطار النظام السياسي في الضفة الغربية إذ أن بعض العشائر هي جزء من النظام القائم في الضفة، مع وجوب الإشارة لوجود أشخاص وقوائم خارج النظام السياسي والسلطة ويشكلون معارضة لها".

#الانتخابات_المحلية