القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: "أكتب حروفي هذه وأنا في أعلى درجات السعادة"، بهذه الكلمات افتتح الشهيد فادي أبو شخيدم وصيته قبل أن يختتم حياته بالشهادة "التي تمناها طوال حياته"، كما يقول، في عملية فدائية قرب المسجد الأقصى الذي عاش مرابطاً فيه.
ويقول في الوصية: "منذ أن عرفت قدماي المسجد وأُشربت القرآن والسنة، وأنا أحلم بقرب لقاء الله شهيداً بإذن الله مقبلاً غير مدبر، وما كانت سنوات عمري السابقة إلا استعداداً إيمانياً وعسكرياً لهذه اللحظة الشريفة المباركة".
وفي رسالة لأمه وزوجته وعائلته، قال: "والله إن الحياة في ظلكم شرف ورفعة، لكن ما عند الله أشرف وأرفع وأعلى، وكم كنتم لي عوناً وسنداً في حياتي، فكان حقاً على أن أجازيكم بخير منه، ذلك أنه بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشهيد يشفع لأهله وأسأل الله أن أكون شفيعاً لكم ولوالدي رحمه الله، فاصبروا واحتسبوا واثبتوا، واعلموا أني اخترت هذه الطريق مرضاة لله وفوزاً بجنة الله تعالى، فالحياة قصيرة وقد أفلح من جعلها لله واستطاع أن يضحى بنفسه".
وفي مقطع آخر من الوصية موجه لمن أسماهم "رفاق الدعوة والعمل الإسلامي": "إن كلماتنا ودعوتنا المباركة التي نعمل فيها منذ نعومة أظفارنا، تستوجب علينا التضحية والفداء، فلا تبقى كلماتنا ميتة دون روح، فلا بد للكلمة من شاهد على صدقها، وهو العمل، وخير تغيير التغيير بالتضحية وموافقة القول الفعل، وبعد هذه السنوات من العمل وطلب العلم وتعليم الناس أقول لا بد وأن نقود المركب بدمائنا وأن نكون القدوة العملية في باب الجهاد".
وأضاف: "خير طريق لنا في ظل الظلم الذي يتعرض له مسجدنا أن نفديه بدمائنا، فلا حياة لنا بعزة وكرامة ومسجدنا حاله تسوء يوماً بعد يوم، وتزداد الهجمة عليه، فوطنوا أنفسكم على الرباط والجهاد والتضحية والفداء".
ولطلابه وطالباته الذين درسهم في مدارس القدس لسنوات، قال: "ما يتجاوز العشرون عاماً مرت وأنا أعلم وأدرس في المساجد والمدارس ودار الفقه ودار الحديث وغيرها من محاضن التربية والتعليم، وكنت في كل لقاء أحزن لأن غيري سبقني إلى غيري سبقني إلى الجنة مقبلاً غير مدبر، وكنت أحدثكم بقصص هؤلاء من لدن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أسود الإسلام في عصرنا، ووالله ما فارقت الدمعة عيني عند الحديث عنهم، لكني كنت أعد واستعد للحاق بهم والسير في ركبهم، واليوم أحبتي أغادركم للحاق بهم".
وفي ختام الوصية قال: "أختم وصيتي بطلب الدعاء بالقبول والمغفرة والرحمة، ورفع الدرجات… أسأل الله أن يتقبلني ويتقبل مني جهدي وجهادي إنه ولي ذلك والقادر عليه".