الرياض – قدس الإخبارية: تواصل السلطات السعودية إجراء محاكمات لفلسطينيين وأردنيين محتجزين في سجونها منذ نيسان/ إبريل الماضي بتهمة الانتماء لحركة حماس، وسط تحذيرات حقوقية وعائلية بشأن تعرضهم لانتهاكات جسيمة.
وأفاد "المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان"، ومقره جنيف، أن نحو 60 فلسطينياً اعتقلتهم المملكة منذ ذلك الحين، في حين يقدر آخرون أن العدد أكبر من ذلك بكثير.
ونقل موقع "ميدل ايست آي البريطاني" عن مصادر لم يسمها في حركة حماس أن الحملة القمعية الحالية مرتبطة بإجراءات توطيد العلاقات الجارية حالياً بين "إسرائيل" والرياض، وأنها من المتوقع أن تتوسع لاستهداف جميع الفلسطينيين الناشطين سياسياً في المملكة.
وقال المصدر مسؤول حسب وصف الموقع البريطاني للشخصية أن غالبية المعتقلين هم من أعضاء حماس المقيمين في الدولة الخليجية منذ عقود، متهماً السعودية بـ"استهداف كل من له صلة بالمقاومة" ضد الاحتلال الإسرائيلي.
بينما أشار معتصم دلول، وهو صحفي فلسطيني مقيم في غزة ومتخصص في العلاقات الفلسطينية السعودية، لموقع MEE، أنه لا حماس ولا عائلات المعتقلين تلقوا قدراً مناسباً من المعلومات عن مصير المسجونين.
ووفقاً للصحافي دلول فإن هذه الاعتقالات هي نتيجة تقرُّب السعودية من "إسرائيل"، في البداية اعتقلوا أعضاء في حركة حماس، لكنهم الآن يعتقلون أي فلسطيني بغض النظر عن انتمائه السياسي، إذا كان ناشطاً لصالح فلسطين داخل المملكة.
في السياق ذاته حذرت منظمة العفو الدولية، يوم الأحد 4 أكتوبر/تشرين الأول، من أن مجموعةً من 68 فلسطينياً يواجهون جلسة محاكمة ثانية أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية، فيما لم يُعلن حتى الآن عن التهم الموجهة ضدهم.
يأتي من بين الأشخاص الذين يخضعون للمحاكمة الطبيب الفلسطيني محمد صالح الخضري، البالغ من العمر 82 عاماً، وهو قيادي مخضرم في حركة حماس، وكان مسؤولاً عن تنسيق العلاقات مع السعودية لما يزيد على عقدين، وابنه هاني.
لطالما كان الخضري على علاقة بالعائلة المالكة السعودية والأجهزة الأمنية، وكان قناة محادثاتهم غير المباشرة مع حماس، قبل أن يُعتقل في أبريل/نيسان 2019.
كما تقول منظمة العفو الدولية إن عائلة الخضري لم يُسمح لها بالاتصال بمحامٍ أثناء الاحتجاز، ودعت المنظمة العاهل السعودي الملك سلمان إلى إطلاق سراح وسيط حركة حماس في السعودية.
وأوضح دلول أن الخضري لم يعد الممثل الرسمي لحركة حماس منذ عام 2011، وسط تشديد للوائح السعودية بشأن حملات جمع التبرعات لفلسطين، والتي بدأت منذ الانتفاضة الثانية، بعد اتهامات أمريكية بأن بعض هذه التبرعات تندرج تحت مستوى أعمال "تمويل للإرهاب".
كما قال الصحفي الفلسطيني إن خنق الموارد المالية كالتبرعات بدأ منذ ما يقرب من 20 عاماً، وبعد ثورات الربيع العربي، في عام 2011، أصبح من المستحيل جمع التبرعات لفلسطين في المملكة.
وكشفت مصادر صحافية مؤخراً أن السعودية ستكون أحد الدول الملتحقة بركب التطبيع بعد أن طبعت كل من الإمارات والبحرين علاقتها بشكلٍ رسمي بالاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً بعد اجتماعات ولقاءات جرت بين جارد كوشينر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره، وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.