شبكة قدس الإخبارية

حركة مقاطعة "إسرائيل" تعقد مؤتمرها الرابع في بيت لحم

قسم الحاج

عقدت حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) في جامعة بيت لحم يوم أمس السبت مؤتمرها الرابع بعنوان: "مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع تسهمان في تحقيق التحرر والعودة وتقرير المصير". وقد تركز الحديث في المؤتمر على فاعلية الحركة في مقاطعة ومناهضة "إسرائيل" في البلدان العربية وفي العالم بشكل أشمل.

في الجلسة الافتتاحية تحدثت فدوى البرغوثي نيابة عن زوجها الأسير مروان البرغوثي وشددت على مفهوم المقاومة الشاملة، "لأن العمل الموسمي والمجزأ تبقى ثماره محدودة"، كما ودعت إلى ضرورة "إنهاء الانقسام الأسود" وثمنت على دور الوحدة الوطنية كأساس للنصر. تللا ذلك كلمة أحمد سعدات والتي ألقتها نيابة عنه رفيقة دربة السيدة عبلة سعدات أكدت فيها على ضرورة كشف الغطاء الدولي الذي توفره الإمبريالية الجديدة المناهضة للاحتلال ومحاصرته وعزله عن المجتمع الدولي. كما وتم عرض كلمات تضامنية مسجلة لدزموند توتو وروجر ووترز.

وفي كلمة اللجنة الوطنية للمقاطعة والتي ألقاها حيدر عيد من غزّة عن طريق السكايب تحدث فيها عن تأسيس اللجنة الوطنية للمقاطعة عام 2007، وعن خطورة الأعمال التطبيعية التي تشكل خطرا على الانجازات المتراكمة لحركة المقاطعة، والإصرار على تقويض المقاطعة من خلال أفعال تطبيعية صارمة، " وهذا يعطي بدوره دولة الاحتلال ورقة توت لتغطية جرائمها التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية".

وقد تناولت الجلسة الأولى في المؤتمر مبادرات في نشر المقاطعة محليا وعربيا ودوليا، واستهل هذه الجلسة المطران عطا الله حنّا بحديثه عن تجربة المقاطعة في وثيقة كايروس فلسطين أو "المبادرات المسيحية الفلسطينية".

أما الجلسة الثانية فقد عنونت بـ"التطبيع بكافة أشكاله والتصدي له"، وقد استهل راسم عبيدات الجلسة بحديثه عن أن التطبيع هو نتاج اتفاقية كامب ديفيد، كما و وتحدثت د.إصلاح جاد، مديرة مركز دراسات المرأة في جامعةبيرزيت، عن أهم أشكال التطبيع والتي تأخذ شكل نشاطات عالمية ونسوية وشبابية بالإضافة إلى برامج "إزالة الحواجز النفسية"، واستثنت من ذلك المعارض والمحافل الدولية وذلك لاستخدامها ضدّ الممارسات الإسرائيلية". وقد تحدثت رانيا الياس، مديرة مركز يبوس الثقافي في القدس، عن أن التطبيع الثقافي يتم التنسيق له ضمن أهداف مبطنة تحت شعار فصل السياسة عن الفن وكسر الحواجز النفسية.

201306081569

وقد تحدث د. عبد الرحيم الشيخ، أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، عن دور الأكاديميا في الصراع مع الاستعمار واستثمارها بشكل سلبي، فالمعرفة برأيه قد توظف بصفها أداة سيطرة على الشعوب من كولومبوس وحتى الجامعات الإسرائيلية الآن. كما تحدث الشيخ عن أهمية حركة المقاطعة باعتبارها خطاب انسانياً حقوقياً. وحذّر الشيخ من الاتجاهات التي تعمل على المزايدة على حركة المقاطعة من فلسطينيين وإسرائيليين وعالميين؛ لأن هناك اتجاه يودّ تحويل حركة المقاطعة الى منظمة انتخابية حتى يتحللوا من الالتزام بشروطها الأخلاقية.، كما وحّذر أيضًا من محاولات خطف حركة المقاطعة. و قد أكدّ الشيخ على أنّ الأكاديميين يجب أن يكونوا حملة حقائب لمساعدة حملات المقاومة العسكرية. وقد لفت الشيخ الانتباه إلى أن نظام الأكاديميا يفرّق بين الجامعة ومجتمع الجامعة وهذا يؤدي بدوره الى الدخول في حيّز التطبيع.

وفي نفس الجلسة  تحدث د. يوسف عبد الحق من جامعة النجاح عن التطبيع الاقتصادي معتبراً أياه أخطر أنواع التطبيع. كما وتحدث الباحث والناشط زيد الشعيبي من اللجنة الوطنية للمقاطعة عن التطبيع الشبابي الطلابي. وقد بثّ المؤتمر كلمة تضامنية من الفنان اللبناني مارسيل خليفة.

مشادات كلامية 

أما في الجلسة الثالثة فقد اشترك كل من تيسير خالد، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية، وجواد ناجي وزير الاقتصاد، وعمر البرغوثي، ممثل اللجنة الوطنية للمقاطعة. وقد وقعت مشادة كلامية بين وزير الاقتصاد جواد الناجي وأحد الشبان الحاضرين أثناء استقبال الأسئلة من الجمهور والردّ عليها.

فقد سأل أحد الحضور وهو ناشط شبابي يدعى نزار بنات الوزير الناجي عن التنسيق الأمني والذي يعتبر أحد أشكال التطبيع وأكثرها سفورًا والتي تتم أمام أعين الجميع، فردّ الوزير بنعت نزار بكلمات غير لائقة، قائلاً له: "ليه بتعوّي؟"،  وقد ثار الجمهور على الوزير إثر ذلك وقاموا بطرده من الجلسة، معتبرين ردّه غير اللائق امتداداً لسياسة تكميم الأفواه وتخدير وعي الناس والزجّ بهم نحو سياسة قبول الأمر الواقع. وقد اتهم نزار فيما بعد مرافقي الوزير بالاعتداء عليها وضربه بعد انتهاء المؤتمر.

الناشط نزار بنات بعد الاعتداء عليه

وقد احتوى منظمو المؤتمر التوتر الذي حصل وأكملوا النشاطات المتبقية، إذ كان من ضمنها كلمة للشاب علاء مهنّا صاحب رواية "مقدسيّة أنا" وممثل طائفة الدروز في الأراضي المحتلة عام 1948. وقد ختم المؤتمر بورشات عمل حول المقاطعة المحلية ومناهضة التطبيع لإطلاق أو تعزيز مبادرات واقعيّة.