فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: كشف تقرير عبري، عن أخطاء وقع بها جهاز "الموساد"، خلال تنفيذه عملية اغتيال القيادي العسكري في حركة حماس محمود المبحوح خلال تواجده في دبي عام 2010.
ونقلت القناة "13" العبرية، عن الخبير العسكري "ألون بن دافيد" قوله إن "عملية اغتيال المبحوح كشفت عن تحولات حصلت عند تنفيذ الاغتيالات والتجسس من القرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين، حين جرى الكشف عن جوازات سفر مزورة للمنفذين، وتصوير المشاركين في الاغتيال، ومحاولة التضليل، وفي النهاية تعميم صورهم في أرجاء العالم كافة".
وأضاف أن "اغتيال المبحوح الذي حصل قبل عقد من الآن كشف الكثير عن أسلوب عمل الموساد في الاغتيال وطريقة العمل التي تعتمدها الأجهزة الاستخباراتية، عبر ما التقطته كاميرات المراقبة، والكشف عن الجوازات المزورة.
وأشار في حديثه عن أخطاء اغتيال المبحوح، إلى أن نشر هذه الصور وضعت حدًا لعالم التجسس في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة التي شهدها القرن الجديد، لأن خلية الاغتيال وصلت إلى الفندق الذي أقام به المبحوح، في حين تم توثيق تحركاتها كافة في كل خطوة قامت بها".
وكشف أن "المنفذين وصلوا إلى إمارة دبي من أماكن مختلفة قبل يوم واحد فقط من الاغتيال، وأسماؤهم المستعارة: "مايكل، جيمس، غيل، بيتر، وكوين، الذي دخل دورة المياه بشخصية، وخرج بشخصية أخرى"، مما زاد من الشبهات حوله، وقد كشفت الكاميرات المثبتة كيفية وصول المبحوح إلى الفندق، في حين أن لاعبي التنس المفترضين صعدا معه في المصعد".
وأشار إلى أنه "اتضح لاحقًا أن "غيل" كانت تتعقب خطواته باتجاه الممر المؤدي إلى غرفته، وبعد دقائق وصل الباقون إلى الغرفة ذاتها، وحقنوه بحقنة سم قاتلة، وخلال عشرين دقيقة كانوا خارج الفندق".
و منفذي عملية الاغتيال، لم يعتقدوا، أن أحدًا سيحقق في القضية، بدليل أن بعضهم كان ينظر في مرآة المصعد، وتناسوا أن إمارة دبي فيها إمكانيات أمنية هائلة، بعضها من تصنيع شركة إسرائيلية".
وأوضح أن "المنفذين نجحوا في الخروج من إمارة دبي، لكن المعلومات كلها موجودة لدى شُرطتها، وتتضمن تواقيع جوازات السفر، أرقام التلفونات التي تحدثوا إليها، والرسائل التي أرسلوها عبر جوالاتهم".
من جهته قال عضو حزب أزرق أبيض بكنيست الاحتلال "رام بن باراك"، والنائب السابق لرئيس جهاز الموساد: "في حالات اغتيالات سابقة، لم يكن يعرف الموساد عن إمكانيات تلك المنطقة، لكن ما حصل في دبي يتطلب التنبه من هذه القدرات في مرات قادمة، والتعرف على البيئة التي ستشهدها أي عملية قبل التنفيذ".
وأشار إلى أن "التطورات التكنولوجية المذهلة الحاصلة المتطورة يوما بعد يوم، خاصة في تعقب الخطوات، وتشخيص الأفراد بكل مكان يوجدون فيه، تسبب قلقًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، رغم أنها في المقابل تعطينا الكثير من الامتيازات، لأن كل شخص مطلوب لنا يتجول حول العالم نعرف بالضبط أين يتحرك".
وأوضح أن "الخطورة جاءت حين نشرت شرطة دبي 28 جواز سفر للمشاركين في العملية، ومنها: بريطانية، إيرلندية، ألمانية، فرنسية، وبعضها خاصة بأناس حقيقيين، وبات العالم كله يفحص متى وصل هؤلاء الأفراد لبلدانهم، والتقوا مع من، وأثبت اغتيال المبحوح أنه في العصر الحديث لا يمكن تنفيذ عملية اغتيال تحت غطاء كامل لإنسان آخر".
وختم بالقول بأن "مائير داغان" الرئيس الأسبق للموساد إبان تنفيذ تلك العملية، رفض الإقرار أننا أمام فشل للموساد، لأن المبحوح في النهاية مات، صحيح أن المبحوح مات، ولم يتم اعتقال أي ممن شارك في قتله، لكن الطريقة التي استخدمها الموساد الإسرائيلي آن لها أن تموت أيضًا، حتى لو تم استخدام جواز أجنبي، وحديث متقن بالإنجليزية".
المصدر: عربي 21