غزة - خاص قُدس الإخبارية: وجعٌ دائم تعيشه عائلة الصياد محمد الهسي، منذ استشهاده في بحر غزة بالعام 2017، بعد مهاجمة مركبه من قبل زوارق الاحتلال.
في البحر الذي اعتاد محمد أن يركبه، ليبحث عن لقمة عيش أطفاله ووالديه، لا تزال جثته مفقودةً، يمنع الاحتلال عائلته من استعادتها.
أمنية والديه وأطفاله، أن يكون له قبرٌ يزورنه ويبكون عليه، يقول والده "لقدس الإخبارية"، "ولم يترك وسيلة سواءً عبر المؤسسات الحقوقية أو المحاكم، إلا توجه لها، من أجل أن يستعيد جثمانه لكن دون جدوى".
بعد 3 أيام من استشهاد محمد، أقامت عائلته جنازة رمزية له، وبقيت حتى الان تعيش على أمل أن تستعيد جثمانه، يقول والده.
في رحلة البحث عن جثمان محمد، التي يعيشها والده يومياً، يبقى أطفال محمد الثلاثة هم الفصل الأكثر وجعاً، فمنذ استشهاده "يعيشون يتماً مضاعفاً وهم يتخيلون أن جثمان والدهم ضاع في البحر".
لم تتوقف معاناة عائلة الهسي، عند استشهاد نجلها، "بل في رفض الحكومة صرف راتب شهيد له بحجة أن جثمانه مفقود ولا يعلم عنه أي شيء"، يبين والده.
يقول والده "لقُدس الإخبارية": "بعد استشهاد محمد فقدنا المُعيل الوحيد للعائلة، ونحن بحاجة لراتب يسد شيئاً من احتياجاتنا وكي يعيش أطفاله حياة كريمة".
وطالب الهيسي "الرئيس محمود عباس والحكومة بصرف راتب له كبقية عائلات الشهداء".
صيادو غزة.. معاناة يومية
يبين الهسي أن "حياة صيادي غزة عبارة عن مسلسل من المعاناة اليومي، بين مطاردة مراكبهم من قبل زوارق وإطلاق النار عليها ومحاصرتهم في وسط البحر ومصادرتها والتضييق عليهم في لقمة عيشهم".
ويضيف: "كثيرٌ من الصيادين استشهدوا في البحر، لكن لحد اللحظة لا يوجد جهد من المؤسسات الحقوقية والدولية لتوفير حماية لنا".
ويبين مسؤول لجان الصيادين زكريا بكر "لقُدس الإخبارية"، أن "10 صيادين استشهدوا خلال السنوات الأخيرة، واعتقلت قوات الاحتلال ما يقارب 600 اخرين، وأصيب ما يقارب 300، وتم تدمير مئات المراكب".