شبكة قدس الإخبارية

"هآرتس": خطة اغتيال أبو العطا أُعدّت قبل عامين

64

غزة- قدس الإخبارية: قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن جهاز "شاباك" الاحتلال أعدّ خطة لاغتيال بهاء أبو العطا القيادي في سرايا القدس الجناج العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قبل نحو عامين.

آنذاك، وافق رئيس أركان جيش الاحتلال "غادي آيزنكوت"، على خطط قسم الاستخبارات العسكرية ومسؤولي جهاز الشاباك، لكن بعض الخلافات التي نشبت حول التوقيت المناسب للعمل، مما تسبب في تأجيل تنفيذ الخطة لأشهر طويلة، ولم يتم تحديد موعد مناسب لاغتياله، وذلك خوفًا من تصاعد الأوضاع والدخول في مواجهة عسكرية كبيرة، وفقًا للصحيفة.

وأضافت "هآرتس"، أن رئيس "الشاباك"، نداف أرغمان، رأى مؤخرًا أنه من الضروري تصفية أبو العطا في أسرع وقت ممكن، خاصة بعد فشل محاولات كبح جماحه حتى بواسطة مصرية وفصائلية.

ولفتت إلى أنه تمت دعوة أبو العطا إلى مصر للتحدث مع الوسطاء وممثلي حماس والجهاد حول الهدوء، و"إسرائيل" سمحت له بالمغادرة دون الإضرار به، وعلى عكس ما كان يُتوقع واصل تصرفاته بإطلاق الصواريخ، ونقلت إليه رسائل تفيد بأن هذه التصرفات ستعود بالضرر، لكنه لم يغير موقفه، وحينها فهمت "إسرائيل" أنه لا مفر من الاغتيال.

أما جيش الاحتلال وبعض أجهزة الاحتلال الأمنية فرأت قبل وبعد الاغتيال أنه كان من المفترض إعطاء الأولوية للتوترات في الشمال، وأن أبو العطا لم يكن يشكل خطورة أكبر، وكان هناك فرصة لتأجيل توقيت الهجوم، لأن أبو العطا لا يمكنه تهديد "إسرائيل" سوى بإطلاق الصواريخ والقناصة وإطلاق الطائرات التي يمكن لنظام الدفاع الجوي التعامل معها، بحسب ما قالته الصحيفة عن موقف الجيش مسبقًا.

ووفقًا للصحيفة، فإن موقف جيش الاحتلال الإسرائيلي كان يشير إلى أنه في حال اندلاع جولة قتال في غزة بسبب الاغتيال، فإن "إسرائيل" من المسبق الحكم على أضرارها ومدتها، حيث عقدت جلسة نقاش عام 2018 بين مسؤولي "الأمن والجيش" حول ضرورة إلحاق الأذى بأبو العطا.

وكان حينها وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، الذي قال منذ يومين إن بنيامين نتنياهو اعترض على عملية الاغتيال والنقاشات التي كانت تجري، لكن الصحيفة، قالت إن تصريحات ليبرمان لم تكن دقيقة، بأن مسؤولي الأمن عارضوا تلك الخطوة، ولكن الأشهر الأخيرة مع تعزيز مكانة أبو العطا في غزة بات هناك حاجة إلى كبح قوته.

وفي نيسان/ أبريل الماضي في خطوة غير عادية أعلن جيش الاحتلال اسمه بشكل واضح وحمله المسؤولية عن إطلاق الصواريخ، الذي أدى إلى تصعيد الأوضاع الميدانية، معتبرًا حينها أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإمكانية إيقافه وليس هناك أي خيار آخر سوى الاغتيال، أو أن تتحمل حماس والجهاد مسؤولية أفعاله وكبح جماحه، بحسب الصحيفة.

وأشارت إلى أبو العطا أيضًا فهم ذلك وبدأ يتصرف كمطلوب وبطريقة تجعل من الصعب الوصول إليه. مشيرةً إلى أنه غير طريقة حياته وكان يتخفى بين رجاله المخلصين - وفق تعبيرها - وكان يغير موقعه باستمرار لتصعيب مهمة "إسرائيل" على اغتياله.

وبعد أن تولى "أفيف كوخافي" رئاسة الأركان، تم إثارة احتمال اغتياله عدة مرات، وتم وضع خيارات عدة لتنفيذ العملية، حتى تحديد فرصة لذلك، وحين أدركوا أن أبو العطا أصبح مكشوفًا إلى حد ما، تقرر توجيه الضربة له، ووافق الكابنيت على العملية يوم الأحد، ثم نفذ اغتياله فجر الثلاثاء.