شبكة قدس الإخبارية

18 عاماً على عملية اغتيال رحبعام زئيفي

sadsaddsa
هيئة التحرير

رام الله – قدس الإخبارية: يوافق اليوم الذكرى الثامنة عشر لأبرز عملية اغتيال في تاريخ المقاومة الفلسطينية، عملية اغتيال الوزير رحبعام زئيفي، والتي تمت في 17 أكتوبر عام 2001، والتي نفذهتها مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ردًا على اغتيال أمينها العام أبو علي مصطفى.

ظهر أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجديد، أحمد سعدات، عقب أيامٍ قليلة من اغتيال أمينها العامّ السابق، أبو علي مصطفى، في حفلٍ تأبينيّ لسابقه، وأعلن عن مبدأٍ جديد، واستحدث عنوانًا لم يكُن معروفًا في تاريخ الثورة الفلسطينيّة التي مضى عليها أكثر من خمسين عامًا حينها.

وقال سعدات "لن نكون ندًا للأعداء ولن نستحق احترام الشهداء، ولن نحترم احترام شعبنا بشهدائه وقادته وشيوخه وأطفاله ونسائه، إذا لم يكن شعارنا.. العين بالعين والسن بالسن والرأس بالرأس.. فعهدًا لنا يا رفيقنا أبو علي، عهدًا لك يا معلمنا، يا رمزنا يا عنوان عزتنا، أن لا يكون شعارنا أقلّ من الرأس بالرأس".

وأضاف سعدات في خطابه الشهير حينها، ما عُرف برسالةٍ مباشرة للمجموعات المسلحة، وأمام الجماهير "هذا لكم يا كتائب الشهيد أبو علي مصطفى يا رجال قوات المقاومة الشعبية".

ولم يكن دور سعدات بعيدًا عن عملية الاغتيال البطولية، فالذي نادى بها، هو من كان مسؤولًا عن متابعتها، مع رفيقه القائد العام لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، عاهد أبو غلمة، الذي كان يتابع مباشرةً منفذي الاغتيال.

التخطيط

كان حمدي قرعان الشخص الذي وقع عليه الاختيار لتنفيذ العمليّة فحضر إليه مجدي ريماوي الذي طلب منه صورةً شخصيّة لتجهيز الهويّات وجوازات السفر المزوّرة، فيما طلب منه زيارة فندق "حياة ريجنسي" الذي يزوره وزير السياحة "الإسرائيلي" رحبعام زئيفي بشكلٍ مستمرّ، ويعيشه في إحدى غرفه، والتي كانت في لحظةٍ لاحقة مسرحًا لقتله بعدة رصاصات.

بعد تخطيطٍ وخطواتٍ عدة، كان من نصيب باسل الأسمر ومحمد الريماوي أن يشتركا مع قرعان في العمل البطوليّ الذي جاء لتلقين الاحتلال درسًا لاغتياله الأمين العام أبو علي مصطفى.

التقى أفراد خلية "اغتيال زئيفي" برجلٍ آخر غير مجدي الريماوي الذي وكّلهم رسميًا بتنفيذ العملية وخطّط معهم لها، عُرف حينها بـ "الرجل المجهول"، والذي التقى بهم مرةً واحدة قبل تنفيذ العملية، ليوضح لهم تاريخ المجرم زئيفي، وهو صاحب فكرة "الترانسفير"، وليوضح لهم تاريخه المشؤوم، إضافةً لتفاصيل عن العملية وعن وجود الهدف "زئيفي" في مكان تنفيذ العملية، ومخطط حياته داخل الفندق ومواعيد خروجه.

وكان زئيفي أحد أكبر المنادين بضرورة تطبيق فكرة "الترانسفير" في ذلك الوقت، وهي الفكرة التي تقوم على مخططات لترحيل الفلسطينيين من الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال بشكلٍ كامل، وهو يميني متطرّف.

التنفيذ

وصل أبطال العملية إلى فندق "حياة ريجنسي"، دخل القرعان والأسمر غرفتهما في الفندق التي حُجزت في وقتٍ سابق، بأسماءٍ وهميّة وجوازاتٍ مزوّرة، وتركوا مسدساتهم داخل السيارة التي تواجدت على باب الفندق.

 في الصباح تأكد كلاهما من وجود المجرم زئيفي في المكان وفقًا لما تم إعلامهم به مسبقًا، يستيقظ الوزير "الإسرائيلي" يتناول إفطاره في الفندق، ثم يعود لغرفته قبل أن يغادر المكان، وكان ذلك الوقت المحدد لتنفيذ المهمة البطولية.

في الخامسة والنصف صباحًا، تأكد القرعان من وجوده في الفندق من خلال التأكد من وجود سيارته أمام المكان، ثم رآه يتناول إفطاره مع أشخاص آخرين في ساحة الفندق.

صعد إلى سلم الطوارئ حاملًا مسدساتٍ أخذها من السيارة مع رفيقه الأسمر، فيما وصلت سيارة الريماوي على باب الفندق لينطلقوا معًا بعد تنفيذ المهمة.

وضع المنفذات مسدساتهما على خصريهما وانطلاقا داخل الفندق إلى مكان غرفة "زئيفي"، واتجها من سلم الطوارئ، وعلقا ورقةً تبيّن أنّ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نفذت عملية الاغتيال ردًا على اغتيال الشهيد أبو علي مصطفى.

 بعد دقائق من الانتظار وصل "زئيفي" غرفته وكان بطنه قد امتلأ بآخر وجبةٍ أكلها، متجهًا إلى غرفة رقم 816، فقام البطل القرعان بإطلاق الرصاصات تجاهه، بعد أن أسمعه آخر كلماتٍ ناداه فيها "زئيفي.. هيه".

أحدثت العملية ضجةً كبيرة، وأعلت صوت المقاومة الفلسطينية في كلّ أنحاء العالم، فكاتم الصوت حين ينطلق من رصاص مقاومين يكون دويّه أعلى من صواريخ طائراتهم التي قصفت أبو علي مصطفى في مكتبه بمدينة رام الله، واعتبرت أنّ اغتياله سيكون موجعًا وسيُضعف الانتفاضة آنذاك.

وبعد العملية تعهّد رئيس السلطة آنذاك ياسر عرفات باعتقال كلّ من خطط للعملية ونفّذها، وقام فعلًا بذلك، حينما اعتقلت المخابرات الأمين العام للجبهة أحمد سعدات، وقائد كتائب أبو علي مصطفى، عاهد أبو غلمي، والمقاتلين الأربعة الذين نفذوا وخططوا للعملية البطولية، وتمت محاكمتهم وأصدرت بحقهم أحكامًا تُدينهم بقتل "رحبعام زئيفي".

وقد أصدرت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى بيانًا رسميًا، تبنت فيه العملية قالت فيه "أنّ مجموعة الشهيد وديع حداد الخاصة التابعة لكتائب الشهيد أبو على مصطفى أقدمت على اغتيال رمز من رموز الحقد الصهيوني الإرهابي المجرم، رحبعام زئيفي، صاحب فكرة الترانسفير العنصرية".