كأيّ شاب، يعيش حياته المُتمثلّة بالعمل أو الدّراسة وسهرات الرّفاق يتخللها الكثير من الحب الأزلي للوطن.
عمر العبد، لم يكن هذا الاسم له صدى واسعاً، لكنّ الآن لو سألنا الكبير أو الصغير، فستتلخّص إجابتهم بـ"البطل".
شابٌ نحيل الجسد وقوي العزيمة ، يبلغ من العمر ١٩ ربيعاً -أي في مقتبل عمره- كوردة مُزينة مُتفتحة، يتدفق عبيرها بشدّة، أحبّ وطنه وتُوّج لأجله بطلاً ضمن موسوعة أبطال الوطن.
٢١-تموز -٢٠١٧ محطة التغيير
كما أشرقت شمس تموز الدّافئة، أشرقت شمس الوطن في سماء قلب العمر، فلم يحتمل فكرة الاعتداء على المُقدسات أو فكرة البوابات الإلكترونية، آنذاك كان الأقصى يصرخ وينادي "حيّ على الجهاد" سمع ذاك النّداء ولم يقف مكتوف الأيدي بل دفعه عشقه لعروسه -فلسطين- بالتّخفي ودخول مُغتصبة "حلميش"؛ دخل المُغتصبة بمصحفٍ ينير قلبه وسكينة تُقطع قلوبها قتل ثلاثة وأصابَ الرابع بجروح...
حلم بالشّهادة فكتب وصيته، لكنّ البطل لا يسقط أبداً بل يبقى شوكة في حلقهم.
-"حلميش" التي اعتلى المجد من أرضها
كُلّما مررت من هناك تأمّلت أسوارها العالية وأسلاكها الشّائكة وحراستهم المُشددة، عندما أراها يخطر في ذهني فوراً "كيف استطاع شابٌ نحيل أعزل اختراقها"؟
يُراودني هذا السّؤال بشدّة... لكنّ سرعان ما يُجيب عقلي، وهل يحتاج البطل لواسطة؟
-ابتسامة تُرعب الاحتلال
أثناء محاكمته، كان مُقيّد اليدين، محاطٌ بأعداد مهولة من الجيش، كان يرعبهم حتّى وهو عندهم، كونه اتّهم بأنه خطط لتنفيذ عملية أو ما شابه بذلك، ظنوا بأن قيودهم ستهدّه، أو أن ضربهم المُبرح سيُصدع صلابته، أو تحقيقهم السّخيف سيقتل عزيمته، لكنّه بالرغم من ذلك كان جبلاً عالياً يأبى الانهيار.
حُكم بأربعة مُؤبدات، وكافَأهم بابتسامة رُبّما توحي بعبارة القادم أعظم.
سيظل العمر بطلاً، ولو أتعبوه بالسجن
سيظل أسدًا ولو هددوه بالقتل
سيظل العمر طيراً حُرّا مُحلقاً في عنان البطولة، في عنان مجد وفخر هذا الوطن.