شبكة قدس الإخبارية

غزة وجبة دسمة

8fa4524c67d56d65ded84f24bcf95a83
أشرف أبو خصيوان

 تُطهى على نار هادئة وجبات سريعة وكاملة الدسم في مطابخ صُناع القرار الإسرائيلي، وفي مراكز الانتخابات يتم الان صياغة البرامج الانتخابية للأحزاب اليمينة واليسارية وغيرها.

وتشتم من رائحة تلك الطبخات رائحة غزة وكأنها ملح الطعام، الذي لا يُغادر مائدة الحوار الإسرائيلي طوال السنوات الماضية، فمسار الانتخابات الإسرائيلية المقبلة يشهد تنافس كبير بين تلك الأحزاب على أيهم يتوعد ويتربص أكثر بأكثر من مليوني مواطن فلسطيني يعيشون في بقعة جغرافية مُحاطة بالأسلاك الشائكة، ومفروض عليهم حصاراً اقتصادياً وسياسياً منذ 12 عاماً، وينتظرون بارقة أمل تُحيل همومهم وأتعابهم إلى بر الأمان وإلى مستقبل أفضل.

يقول رئيس حزب "حصانة اسرائيل" بني غانتس أنه أعاد أجزاء من غزة للعصر الحجري، ويتفاخر غانتس بصور الدمار التي ألحقتها طائراته بالمباني المدنية في قطاع غزة خلال عدوان 2014، فيما واصل وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق ليبرمان تصريحاته التحريضية ضد غزة، والذي أعلن عقب قرار استقالته عن فتح مكتب له في المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.

النهج الانتخابي للقوائم والكتل الإسرائيلية التي تستعد لخوض انتخابات الكنيست ، تجد في غزة مكسباً سياسياً للظفر بأصوات الناخب الإسرائيلي من خلال استثمار الفرصة الحالية للأوضاع التي تعيشها غزة في ظل تواصل مسيرات العودة والتوتر على الحدود، ومواصلة الاعلام الإسرائيلي تضخيم أعمال اطلاق البالونات الحارقة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، واللعب على وتر جديد له علاقة بالقرب من التوصل لاتفاق ابرام صفقة تبادل الأسرى والحديث المتكرر عن الجنود الأسرى الموجودين لدى حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة.

ترى معظم الأحزاب الإسرائيلية اليمينية أن قطاع غزة يُعد بمثابة احدى الولايات التابعة لإيران ويجب القضاء عليها وعدم السماح لهم بامتلاك الصواريخ والسلاح الذي يهدد أمنهم من وجهه نظرهم، في حين يحق لهم إطلاق أطنان البارود من الطائرات الحربية الإسرائيلية باتجاه منازل المواطنين، فقد شنّ طيران الاحتلال الحربيّ 865 هجومًا جويًا على قطاع غزة، بواقع أكثر من هجومين جوّيين يوميًا، في العام 2018.

المحاولات اليائسة من الأحزاب الإسرائيلية لنيل أصوات الناخبين الإسرائيليين، تحاول أن تصنع من غزة الشماعة التي يُعلق عليها نجاح تلك الأحزاب في دعايتهم الانتخابية والتي من المقرر أن تبدأ في نهاية مارس المقبل، تحضيراً لانتخابات الكنيست الإسرائيلي في ابريل القادم.