شبكة قدس الإخبارية

لماذا يهدد الاحتلال باغتيال قادة حماس والجهاد الإسلامي في غزة؟

هيئة التحرير
غزة - خاص قدس الإخبارية: فتحت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة عن إمكانية اللجوء لتفعيل خيار الاغتيالات بحق قادة الفصائل والأجنحة العسكرية المقاومة بغزة الباب واسعاً من أجل التنبؤ بطبيعة التحولات التي قد يشهدها القطاع خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة. وتحول المشهد الميداني في قطاع غزة، إلى مشهد ضبابي لا يمكن قراءته أو فهم إلى أين سترسو سفينته في ظل المتغيرات المتسارعة على الساحة بين التصعيد تارة والتهدئة تارةً أخرى لا سيما مع جولات التصعيد الأخيرة. وآثار التصعيد في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الخشية من إمكانية عودة التصعيد مجدداً على جبهة القطاع وصولاً إلى المواجهة العسكرية الشاملة في الوقت الذي تراجع فيه الحديث عن عروض التهدئة المرتبطة برفع أو تخفيف الحصار المفروض منذ عام 2006. ويرى مراقبون أن الخيارات اليوم باتت منحصراً بين هدنة طويلة الأمد تتمثل في تلبية المواقف والشروط أو التوجه نحو الحرب الشاملة، لا سيما مع حالة التعقيدات والتشابك في الملفات المطروحة على الساحة وأبرزها ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة.

كي الوعي

وقال الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة لـ "قدس الإخبارية" إن الاحتلال يحاول بشكل منهجي لمحاولة كي الوعي الفلسطيني في قطاع غزة ونشر أخبار وتصريحات موجهة في إطار حرب نفسية شرسة يقودها ضد المقاومة. وأوضح أبو زبيدة أن التقارير الصحافية الإسرائيلية تعتمد على مصادر أمنية رفيعة من خلال المحللين والمراسلين العسكريين، وكلها تؤكد أن دولة الاحتلال كثفت من الإعلام الموجه من أجل إرسال رسائل تكتيكية وتمريرها للمقاومة. واعتبر الباحث في الشأن العسكري أن حالة الهدوء الموجودة حالياً على الأرض هشة، والواقع اليوم بات أمام خيارين إما الحرب أو الهدوء المرتبط بتلبية مواقف المقاومة، متابعاً: "طبول الحرب التي تقرع على غزة قد تكون عملية ضغط وابتزاز لتلين المقاومة لشروطها من أجل الوفاء بموضوع التهدئة". واستدرك قائلاً: "الضغوط المفروضة على حكومة الاحتلال قد تقلص هامش المناورة وتدفعها نحو مغامرة وتنفيذ عمل عسكري استعراضي غادر تحاول عبره تحسين صورتها"، منوهاً إلى أن الاحتلال يحاول أن يخلق حالة ضبابية بشأن الواقع حالياً. وأشار أبو زبيدة يتم حالياً التسريب من قبل قيادات ووراء وازنين في الحكومة أنه لا وجود إلى تهدئة، إضافةً إلى تصريح نتنياهو الأخير الذي تحدث فيه بعدم وجود تهدئة إلا بهدوء شامل، ثم ما يطرح حالياً باللجوء لعمليات الاغتيال. وأكمل الباحث في الشأن العسكري قائلاً: "جولة التصعيد الأخيرة تزيد من احتمالية التصعيد لا سيما وأن الاحتلال أدخل المدرعات لمواجهة المدنيين في الجمعة الأخيرة لمسيرات العودة، قد لا تكون دولة الاحتلال تريد مواجهة، لكن مستوى الضغط الممارس على القيادة الإسرائيلية وتصوير القيادة كأرانب وعمليات الحشد كل ذلك يقلص هامش المناورة وقد يدفعها لمغامرة جديدة".

سلوك متطرف

من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة حسام الدجني على أن السلوك الإسرائيلي تحكمه ثلاثة أشياء هي: الرأي العام الإسرائيلي الذي يميل إلى التطرف وسلوك الحكومة يحاول إرضاءه خصوصاً مع اقتراب الانتخابات. وأضاف الدجني لـ "قدس الإخبارية" قائلاً: "المسار الآخر مكانة وصورة الاحتلال في الوعي العام الجمعي على المستوى المحلي والعالمي القائم على ضرورة تفوقه، والمسار الثالث مرتبط بالحرب النفسية لا سيما أن الاحتلال قادرة على توجيه ضربات وعمليات اغتيال لقادة المقاومة". إلا أن الدجني، عاد وأشار إلى أن مؤشرات التهدئة أعلى بكثير وهي مختلفة متعددة فالاحتلال يريد إنهاء مسيرات العودة والبالونات واستكمال بناء الجدار البري والبحري وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا باتفاق تهدئة طويل الأمد يخفف من حصار غزة ويلبى شروطها. واستطرد قائلاً: "وثيقة إيزنكوت الخاصة بالجيش ترتكز على أن الجبهة الشمالية وضرورة طرد حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني من سوريا وجولات نتنياهو لروسيا تدلل على ذلك"، لافتاً إلى أن التصريحات الأخيرة قد تذهب في إطار تحسين شروط التفاوض، وما جرى في الأيام الماضية لا يعدو كونه تفاوضاً تحت النار.

حرج حكومي

أما، المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، رأى أن التصريحات والتلويحات الأخيرة تأتي في إطار حرج الحكومة الإسرائيلية والتي يتضح تآكل قوة الردع، معتبراً أن ما يجري يؤثر على شعبية الحكومة ويدفعها لمحاولة ترميم سمعتها وقد يكون المخرج الوحيد هو التصعيد. وأشار عطا الله لـ "قدس الإخبارية" إلى أن دولة الاحتلال معنية بكل شيء وترميم كل شيء سواء عبر التهدئة المبنية على تلبية شروطها وعلى رأسها استعادة جنودها الأسرى أو خيار التصعيد وتنفيذ عمليات اغتيال بحق شخصيات وقيادات فلسطينية. ونوه الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى استطلاع للرأي الإسرائيلي أيد فيه 86% من الإسرائيليين خيار الحرب على غزة واستهداف قادة الفصائل الفلسطينية، مبيناً أن الوسطاء وإن حصلوا هدنة هشة لكن تكرار التدخل أضعف استمرار المبادرات الخاصة بالتوصل لاتفاق تهدئة. وتابع قائلاً: "خيار التصعيد الذي انتهت فيه الجولة الأخيرة قلب الصورة التي تحولت إلى ضبابية بشكل كبير في الفترة الأخيرة، فهي ما بين مصالحة ولا مصالحة وحرب ولا حرب ولكن الحكومة الإسرائيلية تشعر بحرج شديد ونتنياهو أضحى شاخص رماية وصورته حالياً يتم النيل منها".

مثير للسخرية

بدوره، عقب القيادي وعضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أن الاحتلال وعبر بثه لتهديداته باغتيال قيادات موقف يثير السخرية ويدل على حالة الارباك والتخبط التي يعيشها المحتل وأضاف بدران في تصريح نشره على حسابه الشخصي على فيسبوك: "إنه من جهة فإن هذه التهديدات لا تخيف طفلا فلسطينا فما بالك بقيادات المقاومة، ومن جهة أخرى فإن دماء ابناء شعبنا كلها غالية، مضى الزمن الذي يوغل العدو فيه في دماء الفلسطينيين دون ان يصله الرد على جرائمه".