في العام الماضي تم ابتكار قضية ليتم على هواها اغلاق المعبر في الوقت الذي كان فيه وفد المستثمرين العرب على موعد من الوصول الى قطاع غزة، وفي هذا العام تم اختطاف 7 جنود مصريين في الوقت الذي كان من المقرر أن يصل هذا الوفد القطاع مرة أخرى فأغلق المعبر في وجههم .
يذكر أن الوفد يتشكل من 250 ملتي ملياردير هدفهم افتتاح مشاريع كبرى داخل القطاع واستثمار أموالهم، مما سيعود عليهم وعلى القطاع بنفع كبير يتخطى الحد المعقول.
يتبادر الى ذهن المراقب للوضع سؤال مهم هل لإغلاق المعبر والوفد علاقة تربطهم وإن كان ذلك من هم خلف خطف الجنود والذين يعنيهم عدم دخول ذلك الوفد القطاع !
أم أن المسلسل القديم الجديد عاد ليبث مرة أخرى تحت عنوانه الثابت " غزة تحت الحصار "
لكن السؤال الذي أصابنا بالنفور هل حقاً القيادة المصرية لا تعلم من هم خلف عملية الخطف هذه أو أنها لا تعلم براءة غزة من التهمة ككل مرة !
لا مصر و لا غزة تتحدث في الموضوع بصراحة، فحالة صمت تجتاح المنطقة ونكتفي بسماع بعض الأسئلة المتطايرة وبلا إجابة فان تحدثت مصر لن تفعل وان تحدثت غزة عوقبت !
أما الشارع الغزي المغلوب على أمره الذي بات متخوف هل سنعود لننشد " اصرونا هالظلام"، في الوقت الذي أغلق فيه معبر رفح ومنفذ العوجة وأيضا كرم أبو سالم من جهة الاحتلال ليعود مسلسل الحصار يتكرر ليثبت للعالم أن غزة يغلق عليها أو يفتح بأمر من جهات عليا خفية "مشتركة"، وتثبت بهذا رواية أن الثورات العربية لم تغير سوى اسماء زعماء ولم تمس الأنظمة !
أو أنه من الأساس الأنظمة العربية لم تكن هي من تضع الخطط وتنفذ بل هي الأيدي العاملة على إفشال المخطط الإسلامي وخنق القطاع هي من تسيطر على الأمة العربية من خلف الكواليس !
تلك الأسئلة لا تهم أبناء قطاع غزة بقدر تساؤلاتهم حول عداد الموتى هل سيعود للعمل ليظهر خبر صباح كل يوم وفاة المريض "ابن القطاع " بعد منعه من السفر لتلقي العلاج، وبعد ساعة يخرج المسؤولين باستنكار والشعب يخرج تحت اشعة الشمس الحارقة ليعلن غضبه داخل قوقعته للتسارع وسائل الإعلام لالتقاط الصور واعداد التقارير لكي لا تنشر الا بعد يومين او حتى لا تنشر ابدا لان الكهرباء مقطوعة في المؤسسات الإعلامية وبالتالي سنصرخ بصمت وسنتعذب بصمت وحتى أننا سنموت بصمت حتى نصل لمرحلة الغليان فيصب الشارع نار غضبه نحو الحدود ليتم حل المسألة بقوة الغضب فقط، وهل لن يعود الخضار لغصون غزة مرة أخرى إلا بعد ان تسقى بالدماء وان تطير في سمائها غيوم أرواح شهداء الحصار.
أسئلة كثيرة و أوضاع لا تبشر بخير، ونار ثورة تنطفئ مخلفة فارق بسيط هو أن الرئيس يعمل بجد لحل الأزمة ! فهل فعلاً "يعمل" مضارع له نهاية أم أنه يصنف تحت "مضارع المستمر" الذي لا نهاية له وسيبقى الرئيس يعمل وسيبقى الشعب يعذب وستبقى الأمة نائمة تتحكم بها تلك الأيدي الخفية .