انتشرت في الأشهر والسنوات الماضية صفحات باللغة العربية تتبع لدولة الاحتلال، يهدف مسؤولها من خلالها التواصل مع عدد أكبر من الفلسطيني تحت شعار "مساعدة الفلسطينيين والتعايش المشترك ونبذ العنف ".
ويقوم المسؤولون عن هذه الصفحات وهم ضباط في جيش وشرطة الاحتلال بمحاولة التأثير على المتابعين عبر منشورات تحرض على المقاومة وتبرز أعمال يقوم بها جنود الاحتلال بأنها أعمال لمصلحة المواطن الفلسطيني وللحفاظ على أمنه.
وتأتي هذه الصفحات في ظل غياب تام لدور السلطة الفلسطينية بالتوعية للشباب الفلسطيني بماهية الصفحات وما يرغب الاحتلال بتحقيقه عبر منصاته هذه، فحسب شهادات بعض من كانوا متفاعلين عبرها، فإن حسابات مجهولة تواصلت معهم وعرضت عليهم تصريح للعمل داخل الأراضي المحتلة عام ٤٨ مقابل بعض المعلومات التي من شأنها مساعدة الاحتلال بالوصول إلى بعض المطلوبين الفلسطينيين.
ونعرض لكم في هذا التقرير أبرز تلك الصفحات وما ينشر عبرها من صور وتزوير للحقائق من أجل حشد أكبر عدد من المؤيدين لفكرة العيش المشترك والسلام وتقبل فكرة قيام دولة الاحتلال على الأرض الفلسطينية.
صفحة منسق أعمال حكومة الاحتلال بالضفة الغربية ״مردخاي " ، فعبر صفحته يحاول التواصل مع فئة الشباب بهدف منحهم تصاريح للعمل في الداخل الفلسطيني وإزالة المنع الأمني الذي فرضته دولة الاحتلال على بعض الشبان بسبب عمليات قام بها مقاومون من نفس عائلتهم أو بسبب حالات اعتقال سابقة للشبان، ويقوم المنسق عبر صفحته على موقع الفيسبوك -التي وصل عدد متابعيها الى حوالي ٣٧٣ ألف متابع- باستغلال الوضع الاقتصادي الصعب في مناطق الضفة الغربية وحاجة الشبان للعمل من أجل تأمين مستلزماتهم اليومية ويحاول التأثير عليهم مقابل منحهم هذه التصاريح .
صفحة المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية "أفيخاي أدرعي" حيث وصل عدد متابعيها إلى حوالي مليون وربع، يحاول عبرها "أدرعي" التواصل ليس مع الفلسطينيين فحسب بل أيضا يحاول التواصل مع مختلق الشعوب العربية وإيجاد سبل للتأثير عليهم عبر محاولته إبراز دولة الاحتلال كشريك استراتيجي بمحاربة "الإرهاب " بالعالم العربي ويحاول أيضا إبراز التطور التكنلوجي والعسكري في دولة الاحتلال ويوجه دعوة للشعوب العربية للتعاون مع الاحتلال في مختلف المجالات.
صفحة الشرطة الإسرائيلية باللغة العربية، هذه الصفحة التي وصل متابعيها إلى حوالي ١٣١ ألف شخص تهدف إلى التواصل مع الفلسطينيين بالداخل الفلسطيني والقدس المحتلة وإظهار أعمال عناصر الشرطة تحت مسمى "فرض الأمن والمحافظة على الأملاك" وتتنوع منشورات هذه الصفحة بين مقاطع فيديو تظهر مهاجمة واعتقال تجار المخدرات والأسلحة وبين مشاهد تظهر عناصر الشرطة يقومون بفرض النظام في الشوارع ومعاقبة السيارات المخالفة.
وحذر نشطاء فلسطينيون من خطورة التفاعل مع تلك الصفحات، حيث يحاول الاحتلال استغلال هذه الصفحات من أجل فرض أمر واقع جديد وهو الاعتراف بوجود الاحتلال في الأرض الفلسطينية، حيث يقوم متابعوا هذه الصفحات بالتعليق على المنشورات بعبارات تؤكد على قبولهم العيش تحت حكم دولة الاحتلال والاعتراف الكامل بأحقية وجود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.