شبكة قدس الإخبارية

"فيسبوك" يستجيب لـ10 آلاف طلب إسرائيلي لإزالة المحتوى الفلسطيني سنويا

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: اعترف مكتب النائب العام للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بتقديمه أكثر من 12 ألف طلب إلى موقع "فيسبوك" الشهير، سنويا، لإزالة المحتوى الفلسطيني.

وأشارت القناة السابعة الإسرائيلية إلى أن فيسبوك يزيل 85%، من مجموع الطلبات التي تتقدم بها حكومة الاحتلال له، أي بما يفوق الـ10 آلاف طلب.

أقوال النائب العام الإسرائيلي هذه جاءت خلال جلسة نقاش عقدها الكنيست بهدف مواجهة المحتوى الفلسطيني والمواد التي يزعم أنها تحرض على العمليات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتطرق النقاش، بحسب القناة السابعة إلى إقدام إدارة الموقع الشهير على حذف وحظر مئات الصفحات والحسابات الفلسطينية التي نشرت صورة الشهيد أحمد نصر جرار الذي استشهد في جنين والذي تتهمه قوات الاحتلال بتنفيذ عملية إطلاق النار التي قتل فيها أحد كبار حاخامات الاحتلال قرب مستوطنة "حفات جلعاد" جنوب نابلس مطلع العام الجاري.

وأوضحت مكتب النائب العام أن إدارة فيسبوك تستجيب أحيانا بشكل فوري للطلبات الإسرائيلية بإزالة المحتوى الفلسطيني، وأحيانا تأخذ العملية عدة ساعات.

ارتفاع وتيرة الانتهاكات

وكان مركز صدى سوشال قد كشف خلال تقريره الدوري الذي صدر مطلع الشهر الجاري عن استمرار انتهاكات مواقع التواصل ضد المحتوى الفلسطيني بوتيرة أعلى مما كانت عليه سابقاً.

ووثق المركز أكثر من ١٠٠ انتهاكاً من قبل موقع الفيسبوك خلال شهر فبراير الماضي وشمل الانتهاكات حذف ٤٨ صفحة وحساب شخصي بالإضافة إلى ٥٢ حظر نشر وحذف منشورات.

من بين تلك الانتهاكات تم رصد حذف صفحة فلسطين نت، وصفحة مجلة اشراقات، وصفحة فلسطين ٢٧، و صفحة فلسطيني بلس، وصفحة عشيرة آل جرار، و صفحة الناشط علي النسمان، وصفحة جنين مكس، وحسابي الصحفيين حذيفة وأحمد جرار.

وسجل المركز ارتفاعاً ملحوظاً لعدد الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني على الفيسبوك حيث شهد شهر فبراير الماضي ازدياد عدد الانتهاكات التي وصلت لأكثر من نصف انتهاكات عام ٢٠١٧ كاملاً.

تحريض إسرائيلي متصاعد

كما أظهرت إحصائية تعنى بمؤشر العنصرية والتحريض أن الصفحات الإسرائيلية على شبكات التواصل الاجتماعيّ تنشر منشورا تحريضيا واحدا ضد الفلسطينيين كل 71 ثانية.

وتوضح الإحصائية أنه في الوقت الذي تقوم فيه شركة “فيسبوك” بحظر وإغلاق عشرات الحسابات والصفحات والمجموعات الفلسطينيّة بحجة التحريض على العنف، “تزدهر” صفحات ومجموعات إسرائيليّة يمينيّة تمارس العنف والتحريض ضد الفلسطينيّين على مدار العام.

وتشير نتائج “مؤشّر العنصريّة والتحريض في شبكات التواصل الاجتماعيّ الإسرائيليّة”، الذي أجراه “حملة-المركز العربيّ لتطوير الإعلام الاجتماعيّ”، أنّ غالبية الخطاب العنيف ضد الفلسطينيّين (بنسبة 82%) موجود على “فيسبوك”، حيث ارتفع عدد الصفحات والمجموعات اليمينيّة المحرّضة وكان خطابها الأعنف على الإطلاق، مثل صفحة “هتسل” (مغنّي هيب هوب إسرائيليّ يمينيّ)، ومجموعات على شاكلة “يزأرون من أجل اليمين”، “الإعلام اليساريّ المتطرف”، “استعادة القومية اليهودية”، “نكافح من أجل أرض إسرائيل”، “أكاذيب اليساريين”، هذا بالإضافة إلى التحريض على صفحات المواقع الإخباريّة.

وتضيف نتائج المؤشّر، الذي اعتمد في رصده للعنف والتحريض على عيّنة بحث تشمل قائمة ل100 كلمة دلاليّة وتعبيرات وأسماء شخصيات، أنّ نصف مليون (445,000) دعوة لممارسة العنف وتعميم عنصريّ وشتائم ضد الفلسطينيّين نُشرت خلال سنة 2017، بمعدل منشور تحريضيّ كل 71 ثانية، وأنّ 50,000 متصفّح كتبوا خلال 2017 منشورًا عنيفًا واحدًا ضد الفلسطينيّين، وأنّ 1 من أصل 9 منشورات عن العرب تحتوي على شتيمة أو دعوة لممارسة العنف ضد الفلسطينيّين.

وكانت مدينة القدس هي محور الخطاب العنيف ضد الفلسطينيّين في 2017، وكانت أحداث الحرم القدسيّ ووضع البوابات الإلكترونيّة الأولى في هذا المضمار وكان نصيبها 50 ألف شتيمة وتحريض ضد العرب خلال شهر تموز وحده أما الجهات الأكثر عرضة للعنف فكانت شخصيّات سياسيّة، وتحديدًا النائبان أحمد طيبي وحنين زعبي.

واعتبر مدير مركز “حملة، نديم ناشف، أن هذه المعطيات “خطيرة"، لأنّها تظهر رضوخ شركة فيسبوك للضغط الإسرائيليّ ومشاركتها قمعها وإسكاتها للأصوات الفلسطينيّة من جهة، وسكوتها الصارخ عن هذا السيل الجارف من التحريض والعنف الممارس ضد الفلسطينيّين على صفحات موقعها، وهي بذلك تشارك الحكومة الإسرائيليّة ازدواجية المعايير في موضوع “التحريض”، إذ أنّ هناك تسامحًا شبه مطلق مع التحريض ضد العرب المنشور على العلن، وبالمقابل تحقيقات واعتقالات لمئات الفلسطينيّين وإغلاق مئات الحسابات والصفحات بحجة التّحريض”.