القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: "كوفيز، كوفيكس، سكوب، واو"، كلها أسماء باتت مألوفة في أحد أهم شوارع مدينة القدس المحتلة، شارع صلاح الدين، بل أصبحنا نتعامل معها بشكل طبيعي، مشروبات "الكووول"، هكذا يسمونها، أسعار رخيصة غزت أسواق القدس المحتلة، وكالات يهودية بأيد عربية، بتنا نشرب دماء شهدائنا، وندفع ثمن رصاص قتلهم، ونحن نعتقد أننا نتعامل مع محلات فلسطينية، فعمالها فلسطينيون، ولربما الأوضاع الاقتصادية السيئة وقلة فرص العمل دفعتهم لذلك، فهنا نحن لا ننسى أن هذا العامل و حتى رب العمل جزءا من المجتمع الفلسطيني، وأشقاؤنا في الحياة المريرة والظروف التي نتعرض لها، فهمومنا واحدة، واحتلالنا واحد، وهدفنا واحد.
صلاح الدين والزهراء مهودان
قبل عدة أشهر من الآن، كان شارعا صلاح الدين والزهراء الشارعين الوحيدين اللذين قد حافظا على قدسيتهما وطابعهما الفلسطيني العربي، إلا أن أيادٍ صهيونية قد طالت أجزاءً منهما، في البداية تم افتتاح "كوفيكس"، وهو محل يشبه ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشبه محلات غربية اعتدنا أن نراها في العالم الافتراضي فقط، فكيف لنا أن نرى هذه المحلات ولا نذهب إليها؟.
هذه المحلات خلقت بدائل لأهالي القدس، فهم بخمسة شواقل يشترون مشروبا ثمنه 15 شيقل في أماكن أخرى، وكما قالت ز. ن وهي إحدى العاملات في هذه المحلات، بأن الناس يقبلون على شراء "الآيس كوفي" أي القهوة المثلجة وغيرها لأن أسعار هذه المشروبات رخيصة مقارنة مع أسعارها بأسواق القدس، وهذا أيضًا ما وجدناه من خلال الفيديو الذي انتشر في الآونة الأخيرة على موقع الفيسبوك، والذي بين أن شريحة من الناس يقبلون على هذه المحلات نتيجة لتردي الوضع الاقتصادي، ولأن هذه المشروبات لن تكلفهم الكثير، وهي تتناسب مع قدراتهم الشرائية. شركات إسرائيلية، أم عالمية.
(ز. ن) لم تكن تعرف أن هذه المحلات تابعة لشركات إسرائيلية، فهي قد سألت المسؤول أكثر من مرة إذا ما كان هذا المحل تابعًا لشركات إسرائيلية، بينما هو كان يجيب دائمًا بأن هذه شركات عالمية وليس لحديثك أي صحة.
تعامل رب العمل مع العمال كان جيدا، وذلك لكي يجذب العمال ويزين لهم العمل، على الرغم من تدني مستوى الأجور، إلا أنه كان يعاملهم بأسلوب لطيف، وهذا كي يحافظ على جاذبية المحل، ولكي يكون محله متكاملًا، عاريًا من النقص.
أهداف مبطنةيستطيع الداخل لهذه المحلات أن يجد الجو العربي المقدسي البحت، فالمسؤؤل فلسطيني، والعمال فلسطينيون، والزبائن كذلك، والمكان والشارع وكل الطابع يدل على أنه محل مقدسي عارٍ من أي شكل من أشكال التهويد، لكن يبقى شيء واحد وهو النظرة الخارجية، وطراز المحل الغربي، الذي يوحي بحضارة غربية، يجذب الأشخاص بطريقة أو أخرى، سواء بالشكل العام، أو بجودة ما يقدم، أو بالطريقة التي يقدم بها.
وهنا دورنا يكمن في تخطي هذه الأمور لنصل إلى صلب الموضوع، ونمعن بما اكتشتفته (ز. ن)، حيث وجدت نفسها مشاركة بتهويد القدس، وتهويد شوارعها، وقالت: "طز بالشيكل اللي بده يخلينا نهود شوارعنا"، هذه الكلمات كانت نابعة من حسرة في قلبها، على حال مدينتها، وهي على الرغم من أنها طالبة جامعية إلا أنها تخلت عن هذا الدخل، ورفضت أن تكون أداة يستخدمها الاحتلال للاستيلاء على ما تبقى لنا.
هي كأي فرد في هذا المجتمع، وكأي فلسطيني يناضل من أجل أرضه وهويته، توجه رسالة لأقرانها ولكافة أبناء شعبها، وتحثهم على ضرورة الحذر من هذه المغريات التي قد تقودهم إلى مكان آخر، وألا يكونوا جزءً من هذه السلسلة، فهذه الشوارع التي أريقت فيها دماء الشهداء لا يليق بها إلا أن تبقى فلسطينية عربية أبية.
الأهداف المبطنة وراء هذا المنتج الجذاب، وأسباب دخوله للأسواق المقدسية، وطريقة تعاملنا مع هذا المنتج، كلها أمور قابلة للتغيير، ولكن هذه الأمور تحتاج إلى وعي كبير بهذه الأهداف، وخطورة المشروع، فإذا ما نظرنا للأهداف وجدنا مشروعا تهويديا يغزو القدس، لذلك علينا الحد من توغل هذه المنتجات في أسواقنا المقدسية النقية.
يذكر أن كلا من "كوفيز" و"كوفيكس" هي محال تجارية لبيع المشروبات الباردة والساخنة، بينما "سكوب" هو محل لبيع الأحذية وبعض الاكسسوارات، و"واو" هو أحد الماركات العالمية لمستحضرات التجميل.